الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
11970 -
عن أبي أُمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله:{فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} قال: «هم الخوارج» . وفي قوله: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} [آل عمران: 106] قال: «هم الخوارج»
(1)
[1110]. (3/ 454)
11971 -
عن عبد الله بن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -من طريق السُّدِّي، عن مُرَّة الهمداني- =
11972 -
وعبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيِّ، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله:{فأما الذين في قلوبهم زيغ} ، أما الزَّيْغُ: فالشكُّ
(2)
. (ز)
11973 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {فأما الذين في قلوبهم زيغ} : يعني: أهل الشَّك، فيحملون المُحْكَم على المتشابه، والمتشابه على المُحْكَم، ويُلَبِّسُون؛ فلَبَّسَ اللهُ عليهم
(3)
. (3/ 452)
11974 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء بن أبي رباح- {فأما الذين في قلوبهم زيغ} ، قال: هم أصحاب الخصومات والمِراء في دِين الله
(4)
. (ز)
11975 -
عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله: {في قلوبهم زيغ} ، قال: شَكٌّ
(5)
. (ز)
[1110] علَّق ابن كثير (3/ 12) على هذه الرواية بقوله: «وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفًا من كلام الصحابي، ومعناه صحيح؛ فإن أوَّل بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج، وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حُنَين، فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه لم يعدل في القسمة، ففاجؤوه بهذه المقالة، فقال قائلهم -وهو ذو الخويصرة، بقر الله خاصرته-: اعدل فإنك لم تعدل. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد خِبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل، أيأمنُني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟!» ».
_________
(1)
أخرجه أحمد 36/ 594 (22259) واللفظ له، وابن أبي حاتم 2/ 594 (3179).
وفي إسناده أبو غالب البصري الراوي عن أبي أمامة، وهو مختلف فيه، قال ابن حجر في التقريب (8362):«صدوق يخطئ» .
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 203.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 203 - 204، وابن المنذر 1/ 122، وابن أبي حاتم 2/ 595.
(4)
أخرجه الهروي في ذمِّ الكلام وأهله 2/ 63.
(5)
أخرجه ابن جرير 5/ 203، وابن المنذر 1/ 122. وعلّقه ابن أبي حاتم 2/ 595.
11976 -
عن قتادة بن دِعامة، في قوله:{فأما الذين في قلوبهم زيغ} الآية، قال: طلبَ القومُ التأويلَ، فأخطأوا التأويل، وأصابوا الفتنة، واتَّبعوا ما تشابه منه؛ فهلكوا بين ذلك
(1)
. (3/ 465 - 466)
11977 -
عن مَعْمَر، قال: كان قتادةُ إذا قرأ هذه الآية: {فأما الذين في قلوبهم زيغ} قال: إن لم يكونوا الحَرُورِيَّةَ
(2)
والسَّبائِيَّة
(3)
فلا أدري مَن هم؟! ولَعَمْرِي، لَقد كان في أهل بدر والحديبية الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعةَ الرضوان من المهاجرين والأنصار خَبَرٌ لِمَنِ اسْتَخْبَر، وعِبْرَةٌ لِمَنِ اسْتَعْبَر، لِمَن كان يعقل أو يُبْصر. إنّ الخوارج خرجوا وأصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير بالمدينة والشام والعراق، وأزواجُه يومئذٍ أحياء، واللهِ، إنْ خرج منهم ذكرٌ ولا أنثى حَرُورِيًّا قط، ولا رضُوا الذي هم عليه، ولا مالَؤُوهم فيه، بل كانوا يُحَدِّثون بعَيْبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إيّاهم، ونعتِه الذي نعتهم به، وكانوا يُبْغِضونهم بقلوبهم، ويعادونهم بألسنتهم، وتَشْتَدُّ -واللهِ- عليهم أيديهم إذا لَقوهم. ولعَمْرِي، لو كان أمرُ الخوارج هُدًى لاجتمع، ولكنَّه كان ضلالًا فتَفَرَّق، وكذلك الأمرُ إذا كان مِن عند غير الله وجدت فيه اختلافًا كثيرًا، فقد ألاصُوا
(4)
هذا الأمرَ مُنذُ زمان طويل، فهل أفلحوا فيه يومًا أو أنجحوا؟ يا سبحان الله! كيف لا يعتبر آخِرُ هؤلاء القوم بأوَّلِهم؟! لو كانوا على هُدًى قد أظهره الله وأَفْلَجَه ونصره، ولكنهم كانوا على باطلٍ أكذبه الله وأَدْحَضَه، فهم كما رأيتَهم؛ كُلَّما خرج لهم قَرْنٌ أدْحَضَ اللهُ حُجَّتهم، وأَكْذَب أُحْدُوثَتَهُم، وأَهْرَقَ دِماءَهم، وإن كتموا كان قَرْحًا في قلوبهم، وغمًّا عليهم، وإن أظهروه أهْراقَ اللهُ دِماءَهم، ذاكم -واللهِ- دينُ سُوءٍ؛ فاجْتَنِبُوه. واللهِ، إنّ اليهودية لَبِدْعَة، وإنّ النصرانية لَبِدْعَة، وإنّ الحَرُورِيَّة لَبِدْعَة، وإنّ السَّبائِيَّة لَبِدْعَة، ما نزل بِهِنَّ كتابٌ، ولا سَنَّهُنَّ نبيٌّ
(5)
. (ز)
(1)
عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(2)
الحرورية: هم فرقة الخوارج، وسمُّوا بهذا الاسم لأنهم بعد خروجهم على عليٍّ? ورفضهم التحكيم، نزلوا بموضع قرب الكوفة يقال له: حروراء. ينظر: مقالات الإسلاميّين 1/ 207، ومعجم البلدان 2/ 336.
(3)
السبائية: إحدى فرق الشيعة الغالية، وهي تنتسب إلى عبد الله بن سبأ، ومن جهالاتهم زعمهم أنّ عليًا لم يمت وأنه يرجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة فيملأُ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا. ينظر: مقالات الإسلاميين 1/ 86، والملل والنحل 1/ 365.
(4)
ألاص الأمر: حرّكه وأداره لينتزعه. لسان العرب (لوص).
(5)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 115 - 116، وابن جرير 5/ 207 - 208 واللفظ له.