الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11824 -
عن علي بن أبي طلحة، قال: مدنية
(1)
. (ز)
11825 -
قال مقاتل بن سليمان: مدنية كلها
(2)
[1087]. (ز)
سبب نزول صدر السورة:
11826 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: إنّ النصارى أتَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فخاصموه في عيسى ابن مريم، وقالوا له: مَن أبوه؟ وقالوا على الله الكذب والبهتان، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:«ألستم تعلمون أنّه لا يكون ولدٌ إلا وهو يُشْبِه أباه؟» . قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ ربنا حَيٌّ لا يموت، وأنّ عيسى يأتي عليه الفناء؟» . قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ ربَّنا قَيِّمٌ على كل شيء يَكْلَؤُه ويحفظه ويرزقه؟» . قالوا: بلى. قال: «فهل يملك عيسى مِن ذلك شيئًا؟» قالوا: لا. قال: «أفلستم تعلمون أنّ الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟» قالوا: بلى. قال: «فهل يعلم عيسى من ذلك شيئًا إلا ما علم؟» . قالوا: لا. قال: «فإنّ ربَّنا صَوَّرَ عيسى في الرَّحِم كيف شاء. ألستم تعلمون أنّ ربَّنا لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب، ولا يحدث الحدث؟» . قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ عيسى حَمَلَتْهُ أمُّه كما تحمل المرأةُ، ثُمَّ وضَعَتْه كما تَضَعُ المرأةُ ولدَها، ثُمَّ غُذِّي كما تُغَذِّي المرأةُ الصبيَّ، ثُمَّ كان يأكل الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث؟» . قالوا: بلى. قال: «فكيف يكون هذا كما زعمتم؟» . فعرفوا، ثم أبَوْا إلا جُحودًا؛ فأنزل الله:{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم}
(3)
. (3/ 443 - 444)
11827 -
عن محمد بن جعفر بن الزبير، قال: قدِم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفدُ نجران سِتُّون
[1087] رَجَّح ابنُ كثير (3/ 5) مدنيةَ السورة مستندًا إلى أحوال النزول، فقال:«هي مدنية؛ لأنّ صدرها إلى ثلاث وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران، وكان قدومهم في سنة تسع من الهجرة» .
وقال ابنُ عطية (2/ 147): «هذه السورة مدنية بالإجماع فيما علمتُ» .
_________
(1)
أخرجه أبو عبيد في فضائله (ت: الخياطي) 2/ 200.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 262.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 174 - 175 مرسلًا، وكذا ابن أبي حاتم 2/ 585 (3124)، 8/ 2514 (14076) واللفظ له.
وأبو جعفر الرازي صدوق سَيِّءُ الحفظ، كما في التقريب (8077).
راكبًا، فيهم أربعة عشر رجلًا مِن أشرافهم، فكلَّم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن عَلْقَمة، والعاقب عبد المسيح، والأَيْهَم السيِّد، وهو من النصرانيّة على دين الملك مع اختلاف من أمرهم؛ يقولون: هو الله. ويقولون: هو ولد الله. ويقولون: هو ثالث ثلاثة. كذلك قول النصرانية، فهم يحتجّون في قولهم، يقولون: هو الله بأنّه كان يُحْيِي الموتى، ويُبْرِئُ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرًا، وذلك كلّه بإذن الله ليجعله آيةً للناس. ويحتجّون في قولهم بأنّه ولد بأنهم يقولون: لم يكن له أب يُعْلَم، وقد تكلم في المهد شيئًا لم يصنعه أحدٌ مِن ولد آدم قبله. ويحتجّون في قولهم أنّه ثالث ثلاثة بقول الله: فعلنا، وأمرنا، وخلقنا، وقضينا. فيقولون: لو كان واحدًا ما قال إلا: فعلتُ، وأمرتُ، وقضيتُ، وخلقتُ. ولكنه هو وعيسى ومريم، ففي كل ذلك من قولهم نزل القرآن، وذكر الله لنبيه فيه قولهم، فلمّا كلّمه الحبران قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أسلِما» . قالا: قد أسلمنا قبلك. قال: «كذبتُما، منعكما من الإسلام دعاؤُكما لله ولدًا، وعبادتُكما الصليبَ، وأكلُكما الخنزيرَ» . قالا: فمَن أبوه، يا محمد؟ فصَمَتَ، فلم يُجِبْهما شيئًا؛ فأنزل الله في ذلك مِن قولهم واختلافِ أمرِهم كلِّه صدرَ سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها. فافتتح السورة بتنزيه نفسِه مما قالوه، وتوحيده إياها بالخلق والأمر لا شريك له فيه، وردّ عليهم ما ابتدعوا من الكفر وجعلوا معه مِن الأنداد، واحتجاجًا عليهم بقولهم في صاحبهم ليعرّفهم بذلك ضلالته؛ فقال:{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} أي: ليس معه غيره شريك في أمره، {الحي} الذي لا يموت، وقد مات عيسى في قولهم، {القيّوم} القائم على سلطانه لا يزول، وقد زال عيسى
(1)
. (3/ 440)
11828 -
عن محمد بن سهل بن أبي أمامة
(2)
-من طريق ابن إسحاق- قال: لَمّا قَدِم أهلُ نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن عيسى ابن مريم؛ نزلت فيهم فاتحةُ آل عمران إلى رأس الثمانين منها
(3)
. (3/ 443)
(1)
أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 1/ 575 - عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومن طريقه ابن جرير 5/ 171 - 174، وابن المنذر 1/ 109 - 111 (199).
إسناده معضل؛ محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي المدني ثقة من أتباع التابعين، توفي سنة بضع عشرة ومائة كما في التقريب (5819). والراوي عنه محمد بن إسحاق بن يسار إمام المغازي صدوق يدلّس كما في التقريب (5762) وقد عنعن.
(2)
كذا في المصدر وفي الدر، ولعلّه: محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، من الذين عاصروا صغار التابعين. ينظر: تقريب التهذيب (5748).
(3)
أخرجه البيهقي في الدلائل 5/ 385 من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن سهل بن أبي أمامة.
وهذا إسناد مرسل أو معضل؛ فإنّ ابن إسحاق من صغار التابعين الذين رأوا بعض الصحابة ولم يثبت لهم السماع منهم كما في التقريب (5762)، وروايته إنما هي عن التابعين فمَن دونهم.