الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأَرْضِ لَمَّآ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
47264 -
قال مقاتل بن سليمان: {إن كل من في السماوات والأرض} من الملائكة وغيرهم، وعزير، وعيسى، ومريم، وغيرهم، فهؤلاء في الأرض؛ {إلا آتي الرحمن عبدا} يقول: إلا وهو مُقِرٌّ له بالعبودية
(2)
. (ز)
{لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا
(94)}
47265 -
قال مقاتل بن سليمان: {لقد أحصاهم} يقول: أحصى أسماءَهم في اللوح المحفوظ، {وعدهم عدا} يقول سبحانه: علِم عددَهم
(3)
. (ز)
{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا
(95)}
47266 -
قال مقاتل بن سليمان: {وكلهم آتيه} يقول: وكلُّ مَن فيها جائيه في الآخرة {يوم القيامة فردا} يعني: وحده، ليس معه مِن دنياه شيء
(4)
. (ز)
47267 -
قال يحيى بن سلّام: {وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} ، كقوله:{ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة} [الأنعام: 94]
(5)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
47268 -
عن عقبة بن عامر الجهني: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش، فسرحت ظهر أصحابي، فلمّا رجعت تَلَقّاني أصحابي يَبْتَدِروني، فقالوا: بينا نحنُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن المُؤَذِّن فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«وجبت بهذا الجنة» . ونظر بعضُنا إلى بعض،
(1)
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف 1/ 323.
وهي قراءة شاذة. انظر: المحرر الوجيز 4/ 34.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 640.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 640.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 640.
(5)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 247.
قال: «لَمَن لَقِي اللهَ يشهد أن لا إله إلا هو وحده، وأنّ محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ دخل الجنة» . وهي عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي طالب أن يقول: «لا إله إلا الله وحده، وأن محمدًا رسول الله، أشفع لك بها» . فأبى اللهُ ذاك، وغلبت عليه شقوته، وقال أبو لهب: ملة الشيخ، يا ابن أخي. فقال الله:{إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: 56]، وهي التي قال الله:{من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم} الآية [النمل: 89 - 90]، ولا إله إلا الله كلمة الإخلاص، وهي الحسنة، والسيئة كلمة الإشراك، قال الله تعالى:{إن الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 48، 116]، وقال:{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة} [المائدة: 72]، وكما حرم الإشراك على الجنة فكذلك حرم الإخلاص على النار، وقال:{تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا} ، فكما عد
(1)
لهذا وأَنْكَرْنَهُ؛ فرِحْنَ ورَضِينَ لِمَن قال: لا إله إلا الله وحده، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وهي رأس العبادة، ورأس الحكمة، ورأس الإيمان، ومفاتيح الجنة، والصراط المستقيم، وبها آمَن أهلُ السماوات وأهل الأرض
(2)
. (ز)
47269 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق عون بن عبد الله- قال: إنّ الجبل يقول للجبل: يا فلان، هل مرَّ بك اليومَ ذاكرٌ لله تعالى؟ فإن قال: نعم. سُرَّ به، ثم قرأ عبد الله:{وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا} إلى قوله: {أن دعوا للرحمن ولدا} . قال: أفتُراهُنَّ يَسْمَعْنَ الزورَ، ولا يسمعن الخيرَ؟!
(3)
. (10/ 142)
(1)
كذا في المطبوع والمخطوط كما ذكر محققه، ولعل الصواب: هُددن.
(2)
أخرجه الروياني في مسنده 1/ 186 - 187 (246)، من طريق محمد بن عزيز، حدثنا سلامة، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: قال عقبة بن عامر به.
إسناده ضعيف؛ فيه محمد بن عزيز وسلامة بن روح، أما محمد بن عزيز فقال عنه ابن حجر في التقريب (6139):«فيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة» . وأما عمّه سلامة بن روح فقال عنه ابن حجر في التقريب (2713): «صدوق له أوهام، وقيل: لم يسمع مِن عمِّه، وإنما يُحَدِّث مِن كُتُبه» .
(3)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (333) واللفظ له، وابن أبي شيبة 13/ 305، وإسحاق البستي في تفسيره ص 210، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 5/ 261 - 262 - ، وأبو الشيخ في العظمة (1185)، والطبراني (8542)، والبيهقي في شعب الإيمان (537، 538، 691). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وأحمد في الزهد. وفي بعض هذه المصادر أن المستشهد بالآية هو عون، وكذا أورده السيوطي في الدر.