الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كوثا، ومعهما سارة، مِن شَرِّ نمروذ بن كنعان الجبّار
(1)
. (ز)
49317 -
قال محمد بن إسحاق: استجاب لإبراهيمَ رجالُ قومِه حين رأوا ما صنع اللهُ به مِن جَعْلِ النار عليه بردًا وسلامًا على خوف مِن نمرود وملئهم، وآمن به لوط، وكان ابن أخيه، وهو لوط بن هاران بن تارخ، وهاران هو أخو إبراهيم، وكان لهما أخ ثالث يُقال له: ناخور بن تارخ، وآمَنَتْ به أيضًا سارة، وهي بنت عمه، وهي سارة بنت هاران الأكبر عم إبراهيم، فخرج مِن كوثى مِن أرض العراق مهاجرًا إلى ربه، ومعه لوط وسارة، كما قال الله تعالى:{فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي} [العنكبوت: 26]
(2)
. (ز)
{إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
(71)}
49318 -
عن أُبَيّ بن كعب -من طريق أبي العالية- في قوله: {إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، قال: الشام، وما مِن ماء عذب إلا يخرج مِن تحت تلك الصخرة التي ببيت المقدس، يهبط من السماء إلى الصخرة، ثم يتفرق في الأرض
(3)
.
(10/ 313)
49319 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} : يعني: مكة، ونزول إسماعيل البيت، ألا ترى أنه يقول:{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} [آل عمران: 96]
(4)
. (ز)
49320 -
عن كعب الأحبار، في قوله:{إلى الأرض التي باركنا فيها} ، قال: إلى حرّان
(5)
(6)
. (10/ 315)
49321 -
عن أبي العالية الرياحي، {إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، قال: هي الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين؛ لأن كل ماء عذب في الأرض منها يخرج، يعني: مِن أصل الصخرة التي في بيت المقدس، يهبط من السماء إلى الصخرة، ثم يتفرق في الأرض
(7)
. (10/ 315)
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 86.
(2)
تفسير البغوي 5/ 330.
(3)
أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص 312. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(4)
أخرجه ابن جرير 16/ 314.
(5)
حرّان -بتشديد الراء-: مدينة من مدن الجزيرة التي بين دجلة والفرات، قريبة من الرَّها -التي تعرف حاليًا باسم أورفة في جنوب تركيا-. ينظر: معجم البلدان 2/ 235.
(6)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(7)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
49322 -
عن مجاهد بن جبر، في قوله:{إلى الأرض التي باركنا فيها} ، قال: الشام
(1)
. (10/ 315)
49323 -
عن أبي مالك غزوان الغفاري، في قوله:{إلى الأرض التي باركنا فيها} ، قال: الشام
(2)
. (10/ 313)
49324 -
عن الحسن البصري -من طريق فرات القزّاز- في قوله: {إلى الأرض التي باركنا فيها} ، قال: الشام
(3)
. (ز)
49325 -
عن الحسن البصري -من طريق جسر- أنه قال: خيار أهل الشام خيرٌ مِن خياركم، وشرار أهل الشام خيرٌ مِن شراركم، قالوا: لِم تقول هذا، يا أبا سعيد؟ قال: لأنّ الله تعالى قال: {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}
(4)
. (ز)
49326 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق معمر- {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، قال: هاجرا جميعًا مِن كوثى إلى الشام
(5)
. (ز)
49327 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {ونجيناه ولوطا} ، قال: كانا بأرض العراق، فأُنجيا إلى أرض الشام، وكان يُقال: الشام عِماد دار الهجرة، وما نقص مِن الأرض زِيد في الشام، وما نقص مِن الشام زِيد في فلسطين. وكان يُقال: هي أرض المحشر، والمنشر، وفيها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، وبها يُهلِك الله شيخ الضلالة الدجال
(6)
(10/ 315). (ز)
49328 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: انطلق إبراهيم ولوط قِبَلَ
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 12/ 192.
(3)
أخرجه ابن جرير 16/ 311.
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 1/ 308.
(5)
أخرجه ابن جرير 16/ 313. وعلَّقه يحيى بن سلّام 1/ 325 بلفظ: نجاه الله من أرض العراق إلى أرض الشام.
(6)
أخرجه ابن جرير 16/ 312 - 313، وأخرج بعضه يحيى بن سلّام 1/ 329. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر. وعند ابن جرير تتمة 16/ 312 - 313، قال: وحدثنا أبو قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت فيما يرى النائمُ كأن الملائكة حملت عمود الكتاب، فوضعته بالشام، فأولته أن الفتن إذا وقعت فإن الإيمان بالشام» . وذُكِر لنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبة: «إنه كائن بالشام جند، وبالعراق جند، وباليمن جند» . فقال رجل: يا رسول الله، خر لي. فقال:«عليك بالشام، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليسق بغُدُره» . وذكر لنا أن عمر بن الخطاب? قال: يا كعب، ألا تتحول إلى المدينة؛ فإنها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضع قبره؟ فقال له كعب: يا أمير المؤمنين، إني أجد في كتاب الله المُنَزَّل أن الشام كنز الله مِن أرضه، وبها كنزه مِن عباده.
الشام، فلقي إبراهيم سارة، وهي بنت ملك حران، وقد طعنت على قومها في دينهم، فتزوَّجها على أن لا يُغيِّرها
(1)
[4367]. (ز)
49329 -
تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: {للعالمين} ، يعني: جميع العالمين
(2)
. (ز)
49330 -
قال مقاتل بن سليمان: {إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، يعني: الناس إلى الأرض المقدسة، وبركتها: الماء، والشجر، والنبت
(3)
. (ز)
49331 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قوله: {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، قال: نجّاه مِن أرض العراق إلى أرض الشام
(4)
. (ز)
49332 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: خرج إبراهيم مهاجرًا إلى ربه، وخرج معه لوط مهاجرًا، وتزوج سارة ابنة عمه، فخرج بها معه يلتمس الفرار بدينه، والأمان على عبادة ربه، حتى نزل حرّان، فمكث فيها ما شاء الله أن يمكث، ثم خرج منها مهاجرًا حتى قدم مصر، ثم خرج من مصر إلى الشام، فنزل السبع من أرض فلسطين، وهي بَرِّيَّة الشام، ونزل لوط بالمؤتفكة، وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة، أو أقرب من ذلك، فبعثه الله نبيًّا صلى الله عليه وسلم
(5)
. (ز)
49333 -
قال سفيان الثوري، في قوله:{ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، قال: هي الشام
(6)
. (ز)
49334 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، قال: إلى الشام
(7)
. (ز)
49335 -
قال يحيى بن سلّام: قوله: {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها} ، يعني: الأرض المقدسة، هاجر مِن أرض العراق إلى أرض الشام. وكان يُقال: إنّ الشام عماد دار الهجرة
(8)
[4368]. (ز)
[4367] ذكر ابنُ كثير (9/ 419) أثر السدي، وانتقده مستندًا إلى دلالة التاريخ بقوله:«وهو غريب، والمشهور أنها ابنة عمه، وأنه خرج بها مهاجرًا مِن بلاده» .
[4368]
اختلف السلف في الأرض التي نجا الله إبراهيم ولوطًا إليها على قولين: الأول: أنها الشام. الثاني: أنها مكة.
وقد رجّح ابنُ جرير (16/ 315) مستندًا إلى الإجماع القولَ الأول، مُعَلِّلًا ذلك بقوله:«وإنما اخترنا ما اخترنا من القول في ذلك لأنه لا خلاف بين جميع أهل العلم أن هجرة إبراهيم من العراق كانت إلى الشام، وبها كان مقامه أيام حياته، وإن كان قد كان قدم مكة، وبنى بها البيت، وأسكنها إسماعيل ابنه مع أمه هاجر غير أنه لم يقم بها، ولم يتخذها وطنًا لنفسه، ولا لوط، والله إنما أخبر عن إبراهيم ولوط أنه أنجاهما إلى الأرض التي بارك فيها للعالمين» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 16/ 313.
(2)
علقه يحيى بن سلّام 1/ 325.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 86.
(4)
أخرجه ابن جرير 16/ 314.
(5)
أخرجه ابن جرير 16/ 314.
(6)
تفسير الثوري ص 202.
(7)
أخرجه ابن جرير 16/ 314.
(8)
تفسير يحيى بن سلّام 1/ 325.