الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعدها، فتعظمت في صدري، وقُلْتُ: مِن هذا فَرَّتْ قريش؟! ثم شرح الله صدري للإسلام، فقلتُ:{لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى} . قال: فما في الأرض نسمَةٌ أحَبُّ إلَيَّ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلتُ: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: عليك عهدُ اللهِ وميثاقُه أن لا تجبهه بشيءٍ يكرهُه؟ قلت: نعم. قالت: فإنّه في دار أرقم بن أبي أرقم. في دارٍ عند الصفا، فأتيتُ الدارَ وحمزة في أصحابه جلوسٌ في الدار، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربتُ الباب، فاستجمع القومُ، فقال لهم حمزةُ: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب. قال: افتحوا له البابَ، فإن قَبِلَ قَبِلْنا منه، وإن أدبر قتلناه. فسمع ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«ما لكم؟» . فقالوا: عمر بن الخطاب. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بمجامع ثيابه، ثم نَتَرَهُ نترةً، فما تمالَك أن وقَع على رُكبتيه على الأرض، قال:«ما أنت بمنتهٍ، يا عُمر؟» . قال: قلتُ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله. قال: فكبَّر أهلُ الدار تكبيرةً سمِعها أهلُ المسجد، قلت: يا رسول الله، ألَسْنا على الحقِّ إن مِتْنا وإن حَيِينا؟ قال:«بلى -والذي نفسي بيده- إنّكم لَعلى الحق إن مِتُّم وإن حَيِيتُم» . قال: فقلتُ: ففيم الاختفاءُ؟! والذي بعثكَ بالحق لتخرجنَّ. فأخرجناه في صفَّين؛ حمزةُ في أحدهما، وأنا في الآخر، له كَدِيدٌ
(1)
كَكَدِيدِ الطَّحين حتى دخلنا المسجد، قال: فنَظَرَتْ إلَيَّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبةٌ لم يُصِبْهُم مثلُها، فسَّماني رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفاروق، وفرَّق الله بين الحق والباطل
(2)
. (ز)
تفسير السورة
بسم الله الرحمن الرحيم
{طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى
(2)}
47346 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق يزيد بن بلال- قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
الكَدِيد: التراب الناعم فإذا وُطِئَ ثار غباره؛ أراد أنهم كانوا فِي جماعَة، وأنّ الغبار كان يثور من مَشْيِهِم. لسان العرب (كدد).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 40، وابن عساكر في تاريخه 44/ 29 - 31 (9431).
قال الذهبي في تاريخ الإسلام 1/ 179: «إسناد ضعيف» . وقال الألباني في الضعيفة 14/ 72 (6531): «منكر» .