الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مغاضبا}، قال: مُغاضِبًا لذلك النبي
(1)
. (10/ 358)
49573 -
قال مقاتل بن سليمان: {إذ ذهب مغاضبا} ، يعني: مُراغمًا لقومه؛ لحزقيل بن أجار، ومَن معه مِن بني إسرائيل، ففارقهم مِن غير أن يؤمنوا
(2)
[4383]. (ز)
{فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}
49574 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} ، يقول: أن لن نقضي عليه عقوبةً، ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه عليهم وفراره. قال: وعقوبته أخذُ النُّونِ إيّاه
(3)
. (10/ 357)
49575 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} ، قال: ظنَّ أن لن يأخذه العذابُ الذي أصابه
(4)
. (10/ 358)
49576 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق منصور- في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} ، قال: البلاء الذي أصابه
(5)
. (ز)
[4383] اختلف السلف في تفسير قوله تعالى: {إذ ذهب مغاضبا} ؛ فقال بعضهم: ذهب مغاضبًا لقومه. وقال آخرون: ذهب مُغاضبًا لربه إذ رفع العذاب عن قومه.
وقد رجّح ابنُ جرير (16/ 377) مستندًا إلى السياق القول الثاني بقوله: «وهذا القول -أعني: قولَ مَن قال: ذهب عن قومه مغاضبًا لربه- أشبه بتأويل الآية، وذلك لدلالة قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} على ذلك» .
وانتقد (16/ 377 بتصرف) مستندًا إلى الدلالة العقلية والقرآن القول الأول، فقال:«على أنّ الذين وجَّهوا تأويل ذلك إلى أنّه ذهب مغاضبًا لقومه إنّما زعموا أنّهم فعلوا ذلك استنكارًا منهم أن يغاضب نبيٌّ من الأنبياء ربه، واستعظامًا له. وهم بقيلهم أنّه ذهب مغاضبًا لقومه قد دخلوا في أمر أعظم مما أنكروا؛ لأن ذهابه عن قومه مغاضبًا لهم، وقد أمره الله تعالى بالمقام بين أظهرهم، ليبلغهم رسالته، لا شك أن فيه ما فيه. ولولا أنه قد كان صلى الله عليه وسلم أتى ما قاله الذين وصفوه بإتيان الخطيئة، لم يكن الله -تعالى ذِكْرُه- ليعاقبه العقوبة التي ذكرها في كتابه، ويَصِفه بالصِّفة التي وصفه بها، فيقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} [القلم: 48]، ويقول: {فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات: 143]» .
وانتقد ابنُ عطية (6/ 195) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الثاني، قائلًا:«وفي هذا القول مِن الضَّعْف ما لا خفاء به مِمّا لا يَتَّصِف به نبيٌّ» . وذكر ابنُ عطية قولًا ثالثًا في الآية، فقال:«وقالت فرقة: إنما غاضب الملِك الذي كان على قومه» . ثم علّق عليه قائلًا: «وهذا نحوٌ مِن الأول [يعني قول من قال: غاضب قومه] فيما يلحق منه يونس عليه السلام» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 90.
(3)
أخرجه ابن جرير 16/ 379، والبيهقي في الأسماء والصفات (1077).
(4)
أخرجه ابن جرير 16/ 378 - 379، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان 2/ 29 - ، والبيهقي في الأسماء والصفات (1076). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(5)
أخرجه ابن جرير 16/ 380.
49577 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- أنّ معاوية قال له يومًا: إنّه ضَرَبَتْنِي أمواجُ القرآنِ البارحةَ في آيتين لم أعرف تأويلَهما، ففزعتُ إليك. قال: وما هما؟ قال: قول الله: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه} ، وأنّه يفوته إنْ أراده، وقول الله:{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} [يوسف: 110]، كيف هذا؟ يظنون أنه قد كذبهم ما وعدهم؟! فقال ابن عباس: أمّا يونس فظن أن لن تبلغ خطيئته أن يُقَدِّر اللهُ عليه بها العقابَ، ولم يشك أنّ الله إن أراده قَدِرَ عليه. وأمّا الآية الأخرى فإنّ الرسل استيأسوا مِن إيمان قومهم، وظنُّوا أنّ مَن أعطاهم الرِّضا في العلانية قد كذَّبهم في السر؛ وذلك لِطول البلاءِ عليهم، ولم تَسْتَيْئِسِ الرسلُ مِن نصر الله، ولم يظنوا أنهم كَذَبَهُم ما وعَدَهُم. فقال معاوية: فرَّجْتَ عَنِّي، يا ابن عباس، فرَّج اللهُ عنك
(1)
. (10/ 361)
49578 -
عن سعيد بن أبي الحسن -من طريق عوف- قال: بلغني: أنّ يونس لَمّا أصاب الذنبَ انطلق مُغاضِبًا لربه، واسْتَزَلَّهُ الشيطانُ، حتى ظنَّ أن لن نقدر عليه. قال: وكان له سلفٌ وعِبادة وتسبيح، فأبى اللهُ أن يَدَعه للشيطان، فأخذه، فقذفه في بطن الحوت، فمكث في بطن الحوت أربعين مِن بين ليلة ويوم، فأمسك اللهُ نفسَه، فلم يقتله هناك، فتاب إلى ربِّه في بطن الحوت، وراجع نفسه. قال: فقال: {سبحانك إني كنت من الظالمين} . قال: فاستخرجه اللهُ مِن بطن الحوت برحمته، بما كان سَلَف مِن العبادة والتسبيح، فجعله من الصالحين. قال عوف: وبلغني: أنّه قال في دعائه: وبَنَيْتُ لك مسجدًا في مكان لم يبنه أحدٌ قبلي
(2)
. (ز)
(1)
عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار في الموفقيات.
(2)
أخرجه ابن جرير 16/ 380.
49579 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق الحكم- في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} ، قال: ظنَّ أن لن نُعاقِبه بذنبه
(1)
.
(10/ 358)
49580 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} ، يقول: ظنَّ أنّ الله لن يقضي عليه عقوبةً، ولا بلاء في غضبه الذي غضب على قومه، وفراقه إيّاهم
(2)
. (10/ 359)
49581 -
قال عطاء: معناه: فظَنَّ أن لن نُضَيِّق عليه الحبسَ
(3)
. (ز)
49582 -
عن الحسن البصري، في قوله:{فظن أن لن نقدر عليه} : فكان له سَلَفٌ مِن عمل صالح، فلم يدَعْه اللهُ، فبِهِ أدركه
(4)
. (10/ 358)
49583 -
عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} ، قال: ظنَّ أن لن نُعاقِبه
(5)
. (10/ 359)
49584 -
عن عطية العوفي، في قوله:{فظن أن لن نقدر عليه} ، قال: ظنَّ أن لن نقضي عليه
(6)
. (10/ 358)
49585 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {فظن أن لن نقدر عليه} ، يقول: ظنَّ أن لن نُعاقِبه
(7)
. (10/ 359)
49586 -
عن قتادة بن دعامة =
49587 -
ومحمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- {فظن أن لن نقدر عليه} ، قالا: ظن أن لن نقضي عليه العقوبة
(8)
. (10/ 359)
(1)
أخرجه ابن وهب في الجامع 2/ 25 (40) من طريق الحكم، وابن جرير 16/ 379، والبيهقي في الأسماء والصفات (1080). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن جرير 16/ 380. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
تفسير الثعلبي 6/ 302. وأورد عقبه: مِن قوله: {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} [الرعد: 26]، أي: يُضَيِّق.
(4)
عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(5)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1079).
(6)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(7)
أخرجه ابن جرير 16/ 379. وعلَّقه يحيى بن سلّام 1/ 335.
(8)
أخرجه ابن جرير 16/ 379. وعلَّقه يحيى بن سلّام 1/ 335 عن قتادة بلفظ: فظن أن لن نعاقبه بما صنع.