الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
50563 -
قال سفيان الثوري: {بالبيت العتيق} عتق مِن الجبارة
(1)
، ليس لأحد فيه شيء
(2)
. (ز)
50564 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {البيت العتيق} ، قال: العتيق: القديم؛ لأنه قديم، كما يقال: السيف العتيق؛ لأنه أول بيت وضع للناس، بناه آدم، وهو أول مَن بناه، ثم بوَّأ الله موضعه لإبراهيم بعد الغرق، فبناه إبراهيم وإسماعيل
(3)
. (ز)
50565 -
قال سفيان بن عيينة: سُمِّي بذلك: عتيقًا؛ لأنه لم يُملَك قط
(4)
[4463]. (ز)
من أحكام الآية:
50566 -
عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {وليطوفوا بالبيت
[4463] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في وجْه وصْف البيت بـ «العتيق» على أقوال: الأول: لأنّ الله أعتقه من الجبابرة. الثاني: لأنه لم يَمْلِكه أحدٌ من الناس. الثالث: سمي بذلك لقدمه. وبيَّن ابنُ جرير (16/ 531) أن لكل قول من هذه الأقوال وجْهٌ صحيح، ورجَّح أن أغلب معانيه في الظاهر هو القول الثالث، ثم بيَّن أنه إن صح الحديث الذي قال به أصحاب القول الأول لكان هذا القول أوْلى بالصحة، فقال:«ولكلِّ هذه الأقوال التي ذكرناها عمَّن ذكرناها عنه في قوله: {البيت العتيق} وجْه صحيح، غير أن الذي قاله ابن زيد أغلب معانيه عليه في الظاهر، غير أن الذي رُوِيَ عن ابن الزبير أوْلى بالصحة إن كان ما حدثني به محمد بن سهل البخاري قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: أخبرني الليث، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما سُمِّيَ: البيت العتيق؛ لأن الله أعتقه من الجبابرة، فلم يُظهَر عليه قطُّ» صحيحًا».
وعلَّق ابنُ عطية (6/ 242) على القول الثالث قائلًا: «وهذا قول يعضده النظر؛ إذ هو أول بيت وضع للناس» . غير أنه انتقده، ورجَّح القول الأول مستندًا إلى السنة، فذكر حديث ابن الزبير، ثم قال:«ولا نظر مع الحديث» . وذَكَر ابن عطية قولًا آخر غير ما تقدم، وهو أن البيت سُمِّي: عتيقًا؛ لأنّ الله تعالى يُعتِق فيه رقاب المذنبين من العذاب، وانتقده مستندًا إلى لغة العرب بقوله:«وهذا يَرُدُّه التصريف» .
_________
(1)
كذا في المصدر.
(2)
تفسير سفيان الثوري ص 212.
(3)
أخرجه ابن جرير 16/ 530.
(4)
تفسير الثعلبي 7/ 20، وتفسير البغوي 5/ 382.
العتيق} طاف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن ورائه
(1)
. (10/ 481)
50567 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق طاووس أو غيره- قال: الحِجر مِن البيت؛ لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت مِن ورائه، وقال الله تعالى:{وليطوفوا بالبيت العتيق}
(2)
. (10/ 481)
50568 -
عن صُرَدِ بن أبي المُنازِل، قال: سمعتُ حبيب بن أبي فَضالة المكي قال: لَمّا بني هذا المسجدُ -مسجد الجامع- قال: وعمران بن حصين جالِسٌ، فذكروا عنده الشفاعة، فقال رجلٌ من القوم: يا أبا نُجَيْد، لَتُحَدِّثونا بأحاديث ما نجد لها أصلًا في القرآن؟ فغضِب عمران بن حصين، وقال لرجل: قرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثًا، وصلاة العشاء أربعًا، وصلاة الغداة ركعتين، والأولى أربعًا، والعصر أربعًا؟ قال: لا، قال: فعَمَّن أخذتم هذا الشأن؟ ألستم أخذتموه عنّا، وأخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أوَجدتم في كل أربعين درهمًا درهم؟ وفي كل كذا وكذا شاة؟ وفي كل كذا وكذا بعير كذا؟ أوجدتم في القرآن؟ قال: لا. قال: فعمَّن أخذتم هذا؟ أخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذتُموه عَنّا، قال: فهل وجدتم في القرآن {وليطوفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29] وجدتم هذا: طوفوا سبعًا؟ واركعوا ركعتين خلف المقام؟ أوجدتم هذا في القرآن؟ عمَّن أخذتموه؟ ألستم أخذتموه عنا، وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم؟ أوجدتم في القرآن: لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغار في الإسلام؟ قال: لا. قال: إنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا جَلَب، ولا جَنَب، ولا شِغار في الإسلام» . أسمعتم الله يقول لأقوام في كتابه: {ما سلككم في سقر، قالوا: لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين} حتى بلغ {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [المدثر: 42 - 48]؟ قال: حبيب: أنا سمعت يقول: الشفاعة
(3)
(4)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 5/ 418 - ، من طريق هشام بن حجر، عن رجل، عن ابن عباس به. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
وسنده ضعيف؛ لجهالة شيخ هشام بن حجر.
(2)
أخرجه الطبراني (10988)، والحاكم 1/ 460، والبيهقي في سننه 5/ 90. وعزاه السيوطي إلى سفيان بن عيينة.
(3)
الجملة الأخيرة من هذا الأثر توضحها رواية ابن نصر والروياني؛ فهي عندهما بلفظ: قال حبيب: فأنا سمعت عمران بن حصين يقول: الشفاعة نافعة دون ما تسمعون.
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 219 (547) واللفظ له، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 2/ 1007 - 1008 (1081)، والروياني في المسند 1/ 123، وأخرجه أبو داود 3/ 9 (1561) مختصرًا.
فيه صرد بن أبي المنازل؛ قال عنه الألباني في ضعيف أبي داود 2/ 105 (274): «هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة صردٍ هذا، قال الذهبي: لا يعرف. وحبيب
…
لم يوثقه غير ابن حبان. والحديث سكت عنه المنذري».وقد أورد السيوطي 10/ 482 - 486 آثارًا عديدة عن فضائل الطواف وآدابه.