الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مبرءون مما يقولون لهم مغفرة} لذنوبهم، {ورزق كريم} الجنة
(1)
[4624][4625]. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
52802 -
عن عبد الله بن عباس مرفوعًا، قال:«إذا كان يومُ القيامة حدَّ الله الذين شتموا عائشة ثمانين ثمانين على رؤوس الخلائق، فيَسْتَوْهِبُ ربي المهاجرين منهم، فأستأمِرُكِ، يا عائشة» . فسمعتْ عائشةُ الكلامَ، فبَكَتْ، وهي في البيت، ثم قالت: والذي بعثك بالحقِّ نبيًّا، لَسُرورُكَ أحَبُّ إلَيَّ مِن سروري. فتَبَسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ضاحكًا، وقال:«إنها ابنة أبيها»
(2)
. (10/ 716)
[4624] اختُلِف في معنى قوله: {الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات والخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات} ؛ فقال قوم: الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من القول، والطيبات من القول للطيبين من الناس، والطيبون من الناس للطيبات من القول. وقال آخرون: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء.
ورجَّح ابنُ جرير (17/ 238) مستندًا إلى السياق القولَ الأول دون الثاني الذي قاله ابن زيد، فقال:«لأنّ الآيات قبل ذلك إنما جاءت بتوبيخ الله للقائلين في عائشة الإفك، والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات، وإخبارهم ما خصَّهم به على إفكهم، فكان خَتْمُ الخبر عن أولى الفريقين بالإفك من الرامي والمرمي به أشبه مِن الخبر عن غيرهم» .
وعلَّق ابنُ عطية (6/ 366) على القول الثاني بقوله: «فمعنى هذه: التفريق بين حُكْمِ عبد الله بن أُبَيٍّ وأشباهه وبين حُكْمِ النبي صلى الله عليه وسلم وفضلاء صحابته -رضوان الله عليهم- وأمته، أي: النبي صلى الله عليه وسلم طَيِّب فلم يجعل الله له إلا كل طيبة، وأولئك خبيثون فهم أهل النساء الخبائث» .
وذكر ابنُ كثير (10/ 202 - 203) أنّ القول الثاني راجع إلى الأول باللازم، فقال:«وهذا أيضًا يرجع إلى ما قاله أولئك باللازم، أي: ما كان اللهُ ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة؛ لأنه أطيب مِن كل طيب من البشر، ولو كانت خبيثةً لما صلحت له لا شرعًا ولا قدرًا؛ ولهذا قال: {أولئك مبرؤون مما يقولون} أي: هم بُعَداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان، {لهم مغفرة} أي: بسبب ما قيل فيهم مِن الكذب، {ورزق كريم} أي: عند الله في جنات النعيم. وفيه وعد بأن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة» .
[4625]
ذكر ابنُ جرير (17/ 238) أنّه قيل: عُنِي بقوله: {أولئك مبرءون مما يقولون} : عائشة، وصفوان بن المعطل الذي رُمِيَت به. ووجَّهه بقوله:«فعلى هذا القول قيل: {أولئك} جمع، والمراد: ذانك، كما قيل: {فإن كان له إخوة} [النساء: 11]، والمراد: أخوان» .
ونسب ابنُ عطية (6/ 367) القول كاملًا للنقاش، وانتقده بقوله:«وفي هذا التمثيل بآية الإخوة نظر» .
_________
(1)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 436.
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير 23/ 163 (264).
قال الهيثمي في المجمع 9/ 240 (15305): «وفيه عبد الله بن هارون أبو علقمة الفروي، وهو ضعيف» . وقال الألباني في الضعيفة 14/ 252 (6605): «منكر» .
52803 -
عن يحيى الجزار، قال: جاء أسِير بن جابر إلى عبد الله [بن مسعود]، فقال: لقد سمعتُ الوليدَ بن عُقبةَ اليوم تكلَّم بكلام أعجبني. فقال عبد الله: إنّ الرجل المؤمن يكون في قلبه الكلمة غير طائل تَتَجَلْجَلُ
(1)
في صدره حتى يُخْرِجها، فيسمعها رجلٌ عندَه مثلُها، فيضمُّها إليه، وإنّ الرجل الفاجر تكون في قلبه الكلمة الخبيثة تَتَجَلْجَلُ في صدره، ما تَسْتَقِرُّ حتى يَلْفِظَها، فيسمعها الرجلُ الذي عنده مثلها، فيضمها إليه. ثم قرأ عبد الله:{الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات}
(2)
[4626]. (10/ 715)
52804 -
عن عائشة، قالت: لقد نزل عُذْري من السماء، ولقد خُلِقْتُ طيِّبَةً وعند طَيِّب، ولقد وُعِدت مغفرة وأجرًا عظيمًا
(3)
. (10/ 716)
52805 -
عن ذكوان حاجب عائشة، قال: دخل ابنُ عباس على عائشة، فقال: أبشري، ما بينك وبين أن تلقي محمدًا والأحِبَّة إلا أن تخرج الروحُ مِن الجسد، كنتِ أحبَّ نساءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله، ولم يكن يُحِبُّ رسولُ الله إلا طيِّبًا، وسَقَطَتْ قِلادتُك ليلة الأَبْواءِ، فأنزل اللهُ: أن تيمَّموًا صعيدًا طيبًا، وكان ذلك في سببك، وما أنزل الله لهذه الأمة مِن الرخصة، وأنزل الله براءتك مِن فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح وليس مسجد مِن مساجد الله يُذكَر الله فيه إلا هي تُتْلى فيه آناء الليل وآناء النهار. قالت: دعني منكَ، يا ابن عباس، فوالذي نفسي بيده، لوَدِدتُ أنِّي كنتُ نسيًا منسيًّا
(4)
. (10/ 716)
[4626] ساق ابنُ كثير (10/ 203) هذا الأثر، ثم قال:«ويُشْبِه هذا ما رواه الإمامُ أحمد في المسند مرفوعًا: «مَثَل الذي يسمع الحكمة ثم لا يُحَدِّث إلا بشرِّ ما سَمِع؛ كمثل رجل جاء إلى صاحب غنم، فقال: أجْزِرني شاةً. فقال: اذهب، فَخُذ بأذُن أيها شئتَ. فذهب فأخذ بأذن كَلْب الغنم» ».
_________
(1)
تَتَجَلْجل: تتحرك وتذهب وتجيء. اللسان (جلل).
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2561.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أخرجه الطبراني (10783).وقد ذكر السيوطي 10/ 716 - 719 آثارًا عديدة في فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.