الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانت قيس عيلان تقول: لبيك لولا أنّ بَكرًا دونكا، بنو أغيار وهم يلونكا، ببرك الناس ويفخرونكا، ما زال منا عجيجًا يأتونكا. وكانت جُرْهم تقول في إحرامها: لبيك إن جرهمًا عبادك، والناس طرف وهم تِلادك، وهم لعمري عَمَرُوا بلادك، لا يطاق ربنا بعادك
(1)
، وهم الأولون على ميعادك، وهم يُعادون كل مَن يعادك، حتى يقيموا الدين في وادك. وكانت قضاعة تقول: لبيك رب الحل والإحرام، ارحم مقام عبد وآم، أتوك يمشون على الأقدام. وكانت أسد وغطفان تقول في إحرامها بشعر اليمن: لبيك، إليك تعدو قلقًا وضِينُها
(2)
، معترضًا في بطنها جنينها، مخالفًا دين النصارى دينها. وكانت النساء تَطُفْن بالليل عراة، وقال بعضهم: لا بل نهارًا، تأخذ إحداهن حاشية برد تستر به، وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله، وما بدا منه فلا أُحِلُّه، كم من لبيب عقله يُضِلُّه، وناظر ينظر فما يَمَلُّه، ضخم من الجثم، عظيم ظلُّه. وكانت تلبية آدم عليه السلام: لبيك الله لبيك، عبد خلقته بيديك، كرمت فأعطيت، قربت فأدنيت، تباركت وتعاليت، أنت رب البيت. فأنزل الله عز وجل:{واجتنبوا قول الزور}
(3)
. (ز)
تفسير الآية:
50583 -
عن أيمن بن خُرَيْم، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا، فقال:«يا أيها الناس، عدَلَت شهادةُ الزور إشراكًا بالله» ثلاثًا. ثم قرأ: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}
(4)
. (10/ 487)
50584 -
عن خُرَيْم بن فاتك الأسدي، قال: صلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فلما انصرف قائمًا قال:«عدَلَت شهادةُ الزور الإشراكَ بالله» . ثلاث مرات، ثم تلا
(1)
في المصدر: يعادك، بالياء المثناة التحتانية، ولعله خطأ طباعي، والصواب ما أثبتنا.
(2)
الوَضِينُ: بِطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرحل على البعير، أراد أنها سريعة الحركة، يصفها بالخفة وقلة الثبات كالحزام إذا كان رخوًا. اللسان (وضن).
(3)
أخرجه مقاتل بن سليمان في تفسيره 3/ 124 - 126 مرسلًا.
(4)
أخرجه أحمد 29/ 145 (17603)، 29/ 580 (18044)، 31/ 199 (18902)، والترمذي 4/ 341 - 342 (2453)، وابن جرير 16/ 537.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد، واختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد، ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعًا من النبي صلى الله عليه وسلم» . وقال السيوطي في الحاوي للفتاوي 1/ 427: «رواه أحمد في مسنده، والترمذي هكذا، وأيمن مختلف في صحبته، فذكره ابن منده وغيره في الصحابة، وقال العجلي: تابع صالح ثقة
…
وله شاهد عن ابن مسعود».
هذه الآية: {واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به}
(1)
. (10/ 488)
50585 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق وائل بن ربيعة- قال: شهادة الزور تعدل بالشرك بالله. ثم قرأ: {فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور}
(2)
. (10/ 488)
50586 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {واجتنبوا قول الزور} ، يعني: الافتراء على الله، والتكذيب به
(3)
. (10/ 487)
50587 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {واجتنبوا قول الزور} ، قال: الكَذِب
(4)
. (10/ 488)
50588 -
عن وائل بن ربيعة -من طريق عاصم- قال: عدلت شهادة الزور الشرك. ثم قرأ هذه الآية: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}
(5)
. (ز)
50589 -
عن محمد بن علي -من طريق مقاتل- في قوله تعالى: {واجتنبوا قول الزور} ، قال: الكذب، وهو الشِّرك في التَّلْبية
(6)
. (ز)
50590 -
عن مقاتل [بن حيان]: {واجتنبوا قول الزور} ، يعني: الشرك بالكلام، وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت، فيقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا
(1)
أخرجه أحمد 31/ 194 (18898)، وأبو داود 5/ 451 (3599)، وابن ماجه 3/ 455 - 456 (2372)، وابن جرير 16/ 537.
قال العقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 433: «هذا يُروى عن خريم بن فاتك بإسناد صالح مِن غير هذا الوجه» . وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام 4/ 548 (2101): «لا يصح
…
وحبيب لا يعرف بغير هذا، ولا تعرف حاله، وزياد العصفري مجهول، فأما ابنه سفيان فثقة». وقال ابن الملقن في البدر المنير 9/ 576 - 577 (15):«رجال إسناده كلهم محتج بهم في الصحيح، إلا حبيب بن النعمان الأسدي، فلم يرو له إلا (د ق)، ولا أعرف من جرحه ولا مَن عدّله» . وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 4/ 460 (2095): «إسناده مجهول» . وقال الألباني في الضعيفة 3/ 235 (1110): «ضعيف» .
(2)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (15395)، وابن جرير 16/ 536، والطبراني (8569)، والبيهقي في شعب الإيمان، (4862). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والخرائطي في مكارم الأخلاق.
(3)
أخرجه ابن جرير 16/ 536.
(4)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 370 من طريق عاصم بن حكيم، وابن جرير 16/ 536. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) 11/ 625 (23498)، وابن جرير 16/ 536.
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 124 - 126.