الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
53708 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج} إلى قوله: {ظلمات بعضها فوق بعض} ، قال: شرٌّ بعضه فوق بعض
(1)
. (ز)
53709 -
قال يحيى بن سلّام: {يغشاه موج من فوقه موج} ثم وصف ذلك الموج، فقال:{من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض} ظلمة البحر، وظلمة الموج، وظلمة السحاب، وظلمة الليل
(2)
. (ز)
{إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}
53710 -
عن الحسن البصري -من طريق ميمون- قال: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} ، قال: أما رأيت الرجلَ يقول: واللهِ، ما رأيتُها، وما كِدتُ أن أراها؟
(3)
. (11/ 90)
53711 -
قال مقاتل بن سليمان: {إذا أخرج يده} في ظُلمة الماء {لم يكد يراها} يعني: لم يرها البتَّة، فذلك قوله عز وجل:{ومن لم يجعل الله له نورًا} ، {إذا أخرج يده لم يكد يراها} لم يُقارب به البصر، كقول الرجل لم يُصِب، ولم يُقارِب
(4)
[4681]. (ز)
[4681] ذكر ابنُ عطية (6/ 395 - 396) في قوله: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} قولين: الأول: أنّ هذا الرجل المقدَّر في هذه الأحوال لم يرَ يده البتة. كما أفاده قول مقاتل. الثاني: أن هذا الرجل رأى يده بعد جهد وشدة.
وقد بيّن ابنُ عطية أن وجْه القول الثاني عند القائلين به أنّ «(كاد) إذا صحبها حرف النفي وجب الفعل الذي بعدها، وإذا لم يصحبها انتفى الفعل» . ثم علّق قائلًا: «وهذا لازم متى كان حرف النفي بعد» كاد «داخلًا على الفعل الذي بعدها، تقول: كاد زيد يقوم. فالقيام منفي، فإذا قلت: كاد زيد أن لا يقوم. فالقيام واجب واقع
…
فإذا كان حرف النفي مع» كاد «فالأمر محتمل؛ مرة يوجب الفعل، ومرة ينفيه، تقول: المفلوج لا يكاد يسكن. فهذا كلام صحيح تضمن نفي السكون، وتقول: رجل متكلم لا يكاد يسكن. فهذا كلام صحيح يتضمن إيجاب السكون بعد جهد ونادرًا، ومنه قوله تعالى: {فذبحوها وما كادوا يفعلون} [البقرة: 71] نفي مع» كاد «تضمن وجوب الذبح» . ثم قال: «وقوله في هذه الآية: {لم يكد يراها} نفي مع» كاد «يتضمن في أحد التأويلين نفي الرؤية، ولهذا ونحوه قال سيبويه?: إنّ أفعال المقاربة لها نحو آخر. بمعنى: أنها دقيقة التصرف» .
وذكر ابنُ جرير (17/ 332) القولين، وعلّق على الأول بأنه:«أظهر معاني الكلمة من جهة ما تستعمل العرب أكاد في كلامها» . وعلّق على الثاني بأنه: «أوضح من جهة التفسير، وهو أخفى معانيه» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 17/ 331، وأخرج ابن أبي حاتم 8/ 2615 الشطر الأول منه من طريق أصبغ.
(2)
تفسير يحيى بن سلّام 1/ 454.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2615 (14693). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 202.