الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
به، قال: فإذا كانت خطيئةٌ بين المسلمين فمن شَهِد وكَرِه فهو مثل الغائب، ومَن غاب ورضي فهو كمن شَهِد
(1)
. (ز)
52593 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب-: أمّا الذي تولى كبره منهم فعبد الله بن أبي بن سلول الخبيث، هو الذي ابتدأ هذا الكلام، وقال: امرأةُ نبيِّكم باتت مع رجل حتى أصبحت، ثم جاء يقود بها!
(2)
. (ز)
52594 -
قال يحيى بن سلّام: {له عذاب عظيم} ، قال بعضهم: هو مِسْطَح، فذهب بصره، وهو العذاب العظيم. وقال بعضهم: عبد الله بن أُبَيّ بن سلول المنافق له عذاب عظيم؛ جهنم
(3)
[4610]. (ز)
{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ
(12)}
52595 -
عن بعض الأنصار -من طريق ابن إسحاق، عن أبيه-: أنّ امرأة أبي أيوب قالت له حين قال أهل الإفك ما قالوا: ألا تسمع ما يقول الناسُ في عائشة؟
[4610] اختُلِف في المَعْنِيّ بقوله تعالى: {والذي تولّى كبره} على قولين: أحدهما: أنه عبد الله بن أُبَيّ بن سلول. والآخر: أنه حسان بن ثابت.
ورجَّحَ ابنُ جرير (17/ 197) القولَ الأولَ وهو قول الجمهور- استنادًا إلى إجماع أهل السِّيَر والأخبار، وقال مُعَلِّلًا:«ذلك أنّه لا خلاف بين أهل العلم بالسِّير أن الذي بدأ بذكر الإفك، وكان يجمع أهله ويحدثهم؛ عبد الله بن أُبي ابن سلول، وفِعْلُه ذلك على ما وصفتُ كان توليه كِبَر ذلك الأمر» .
ومالَ إليه ابنُ عطية (6/ 354)، حيث قال:«هو ظاهر الحديث» .
وكذلك ابنُ تيمية (5/ 595).
ومثله أيضًا ابن كثير (10/ 190)، وانتَقَدَ القول الثانيَ لدلالة العقل والسنة، فقال:«هو قول غريب، ولولا أنه وقع في صحيح البخاري بما قد يدلّ على إيراد ذلك لما كان لإيراده كبير فائدة؛ فإنه من الصحابة الذين كان لهم فضائل ومناقب ومآثر، وأحسن محاسنه أنه كان يذبُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره، وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هاجِهم وجبريل معك» ».
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 189.
(2)
أخرجه ابن جرير 17/ 196.
(3)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 432.
قال: بلى، وذلك الكذب، أكنتِ أنتِ فاعلةً ذلك، يا أم أيوب؟ قالت: لا، واللهِ. قال: فعائشةُ -واللهِ- خيرٌ منكِ وأطيبُ، إنّما هذا كَذِبٌ وإفكٌ باطل. فلمّا نزل القرآن ذكر الله مَن قال من الفاحشة ما قال مِن أهل الإفك، ثم قال:{ولولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا أفك مبين} ، أي: كما قال أبو أيوب وصاحبته
(1)
. (10/ 699)
52596 -
عن أفْلَحَ مولى أبي أيوب، أن أمَّ أيوب قالت: ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أفكنتِ -يا أم أيوب- فاعلةً ذلك؟ قالت: لا، واللهِ. قال: فعائشةُ -واللهِ- خيرٌ منكِ. فلمّا نزل القرآن وذكر أهل الإفك قال الله: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين} ، يعني: أبا أيوب حين قال لأم أيوب
(2)
[4611]. (10/ 700)
52597 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيج عن عطاء، ومقاتل بن سليمان عن الضحاك- {لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا أفك مبين}: وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار فيها أسامةَ وبريرةَ وأزواجَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا خيرًا، وقالوا: هذا كذب عظيم
(3)
. (10/ 681)
52598 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار-: {لولا إذ سمعتوه} قذفَ
[4611] ذكر ابنُ عطية (6/ 356) أنّ الخطاب بهاتين الآيتين لجميع المؤمنين حاشا مَن تولى الكبر، ثم قال:«ويحتمل دخولهم في الخطاب، وفي هذا عتاب للمؤمنين؛ أي: كان الإنكار واجبًا عليهم، والمعنى: أنه كان ينبغي أن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات الأمر على أنفسهم، وإذا كان ذلك يبعد فيهم فكانوا يقضون بأنّه من صفوان وعائشة أبعد لفضلهما» . وذكر أنّه رُوِي هذا النظر السديد عن أبي أيوب الانصاري وامرأته، وساق هذا الأثر، ثم علَّق بقوله:«فذلك الفعل ونحوه هو الذي عاتب الله المؤمنين عليه؛ إذ لم يفعله جميعُهم» .
_________
(1)
أخرجه ابن إسحاق -سيرة ابن هشام 2/ 302 - ، وابن جرير 17/ 212، وابن أبي حاتم 8/ 2546، وابن عساكر 16/ 48 - 49. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(2)
أخرجه الواقدي في المغازي 2/ 434، وابن عساكر 16/ 49، والحاكم -كما في الفتح 8/ 470 - ، وقال الحافظ ابن حجر عقب ذكر رواية الحاكم: «وله من طريق أخرى قال: قالت أم طفيل لأبي بن كعب
…
فذكر نحوه».
(3)
أخرجه الطبراني مطولًا 23/ 130 - 133، ومضى بتمامه في تفسير آيات قصة الإفك مجموعة.
عائشةَ وصفوانَ؛ {ظن المؤمنون والمؤمنات} لأن منهم حمنة بنت جحش، يعني: هلّا كذَّبتم به {بأنفسهم خيرا} هلّا ظن بعضُهم ببعضٍ خيرًا أنهم لم يزنوا، {وقالوا هذا إفك مبين} ألا قالوا: هذا القذْفُ كَذِبٌ بَيِّنٌ
(1)
. (10/ 690)
52599 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- قوله: {ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا} : قال لهم: {خيرا} ألا ترى أنه يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم} [النساء: 29]، يقول: بعضَكم بعضًا، {فسلموا على أنفسكم} [النور: 61]، قال: بعضكم على بعض
(2)
. (ز)
52600 -
عن الحسن البصري -من طريق جَسْر- {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرًا} : كما يُظَنُّ الرجل
(3)
إذا خلا بأُمِّه
(4)
. (ز)
52601 -
عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قوله: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا} : يعني بذلك: المؤمنين والمؤمنات، {وقالوا هذا إفك مبين} قالوا: إنّ هذا لا ينبغي أن يَتَكَلَّم به إلا مَن أقام عليه أربعةٌ من الشهود، وأُقيم عليه حدُّ الزنا
(5)
. (ز)
52602 -
قال الحسن البصري: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا} بأهل دينهم؛ لأن المؤمنين كنَفْس واحدة
(6)
. (ز)
52603 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {لولا إذ سمعتموه} كذَّبتم، وقلتُم هذا كذب مبين، ولَعَمْرِي، أن لا تكذب عن أخيك المسلم بالشرِّ إذا سمعته خيرٌ لك وأسلم من أن تُذيعَه وتفشيه وتُصَدِّق به
(7)
. (ز)
52604 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا} ، يقول: بأهل مِلَّتهم أنّهم لا يَزْنُون
(8)
. (ز)
52605 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم وعظ الذين خاضوا في أمر عائشة، فقال:
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2545 - 2547، والطبراني في الكبير 23/ 139 (187)، ومضى مطولًا بتمامه في تفسير آيات قصة الإفك مجموعة.
(2)
أخرجه ابن جرير 17/ 213.
(3)
كذا في مطبوعة المصدر، ولعلها: بالرجل.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2547.
(5)
أخرجه ابن جرير 17/ 213 - 214.
(6)
تفسير الثعلبي 7/ 68، وتفسير البغوي 6/ 23.
(7)
أخرجه الطبراني 23/ 139 (188). وعلَّقه ابن أبي حاتم 8/ 2547 مختصرًا.
(8)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2546.