الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(11)}
قراءات:
52573 -
عن مسروق، قال: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (والَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنهُمْ لَهُ عَذابٌ ألِيمٌ)
(1)
. (10/ 699)
تفسير الآية:
52574 -
عن علقمة بن وقاص، وغيره أيضًا، قالوا: قالت عائشة: كان الذي تولى كِبْره الذي يجمعهم في بيته: عبد الله بن أُبي بن سلول
(2)
. (ز)
52575 -
عن عائشة -من طريق عروة- قالت: كان الذين تَكَلَّموا فيه: المنافق عبد الله بن أُبي بن سلول، وكان يَسْتَوْشِيه، ويجمعه، وهو الذي تولّى كِبْرَه، ومِسْطحًا، وحسان بن ثابت، وحمنة
(3)
. (ز)
52576 -
عن الحسن بن علي الحلواني، ثنا الشافعي، ثنا عمي، قال: دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك، فقال له: يا سليمان، الذي تولى كبره مَن هو؟ قال: عبد الله بن أُبي. قال: كذبت، هو علِيٌّ. قال: أمير المؤمنين أعلم بما يقول. =
52577 -
فدخل الزهري، فقال: يا ابن شهاب، مَن الذي تولى كبره؟ فقال له: ابن أُبي. قال: كذبت، هو علي. قال: أنا أكذبُ لا أبا لَكَ؟! واللهِ، لو نادى منادٍ مِن السماء: أنّ الله أحل الكذب. ما كذبتُ. =
52578 -
حدثني عروة، وسعيد، وعبيد الله، وعلقمة، عن عائشة: أن الذي تولى كبره عبد الله بن أُبي
(4)
. (10/ 696)
52579 -
عن الزهري، قال: كنتُ عند الوليد بن عبد الملك، فقال: {الذي تولى
(1)
عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن مردويه.
وقراءة (عَذابٌ ألِيمٌ) مكان {عَذابٌ عَظِيمٌ} شاذة.
(2)
أخرجه ابن جرير 17/ 195.
(3)
أخرجه ابن جرير 17/ 195 دون ذكر حمنة، وابن أبي حاتم 8/ 2544.
(4)
أخرجه يعقوب بن شيبة في مسنده -كما في فتح الباري 7/ 437 - .
كبره منهم}: علِيٌّ. فقلت: لا، حدثني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، كلهم سمع عائشة تقول: الذي تولى كبره عبد الله بن أُبَيّ. قال: فقال لي: فما كان جرمه؟ قلت: حدثني شيخان مِن قومكِ؛ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أنهما سمعا عائشة تقول: كان مُسِيئًا في أمري
(1)
. (10/ 695)
52580 -
عن عائشة -من طريق الشعبي- أنّها قالتْ: ما سمعتُ بشيء أحسنَ من شِعر حسان، وما تَمَثَّلْتُ به إلا رجوتُ له الجنةَ، قوله لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
هجوت محمدًا وأجبت عنه
…
وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي
…
لعرض محمد منكم وِقاء
أتشتمه ولست له بكفو
…
فشرُّكما لخيركما الفداء
لساني صارِم لا عيب فيه
…
وبحري لا تُكَدِّره الدِّلاء
فقيل: يا أم المؤمنين، أليس هذا لغوًا؟ قالت: لا، إنّما اللغوُ ما قيل عند النساء. قيل: أليس الله يقول: {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} ؟ قالت: أليس قد أصابه عذاب عظيم؟ أليس قد ذهب بصره، وكُسِعَ بالسيف؟ وتعني: الضربة التي ضربها إياه صفوان بن المعطل حين بلغه عنه أنه تكلَّم في ذلك، فعلاه بالسيف، وكاد يقتله
(2)
[4608]. (10/ 697)
52581 -
عن مسروق، قال: دخل حسانُ بن ثابت على عائشة، فشبَّب، وقال:
[4608] قال ابن عطية (6/ 355): "أما ضربه بالسيف فإنّ صفوان بن المعطل لما بلغه قول حسان في الإفك جاء فضربه بالسيف ضربة على رأسه، وقال:
تَلَقَّ ذُباب السيف عني فإنني * غلام إذا هُوجِيتُ لست بشاعر
فأخذ جماعةٌ صفوانَ ولبَّبوه، وجاءوا به رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأهدر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جرح حسان، واستوهبه إيّاه، وهذا يقتضي أن حسان ممن تولى الكبر".
_________
(1)
أخرجه البخاري (4749) مختصرًا، والطبراني 23/ 137 مختصرًا، وابن مردويه -كما في فتح الباري 8/ 451 - ، والبيهقي في الدلائل 4/ 72 واللفظ له. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن جرير 17/ 193.
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبَةٍ
…
وتُصْبِحُ غَرْثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ
قالت: لكنك لست كذلك. قلت: تَدَعِين مثل هذا يدخلُ عليكِ، وقد أنزل الله:{والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} ؟! فقالت: وأي عذاب أشدُّ مِن العَمى؟! ولفظ ابن مردويه: أوَلَيس في عذابٍ؟ قد كُفَّ بَصَرُه
(1)
. (10/ 696)
52582 -
عن محمد بن سيرين: أنّ عائشة كانت تَأْذَنُ لحسان بن ثابت، وتُلقِي له الوسادة، وتقول: لا تقولوا لحسانَ إلا خيرًا؛ فإنّه كان يرُدُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله:{والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} ، وقد عَمِي، والعَمى عذاب عظيم، واللهُ قادِرٌ على أن يجعله ذلك، ويغفر لحسان، ويدخله الجنة
(2)
. (10/ 698 - 699)
52583 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج عن عطاء، ومقاتل بن سليمان عن الضحاك-:{لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره} كِبَر القَذْفِ وإشاعَته، {منهم} يريد: عبد الله بن أُبَيِّ بن سلول، {له عذاب عظيم} يريد: في الدنيا؛ جَلَدَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثمانين، وفي الآخرة مصيره إلى النار
(3)
. (10/ 681)
52584 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار-: {والذي تولى كبره} يعني: عِظَمَه {منهم} يعني: القَذَفَة، وهو ابن أُبَيّ رأس المنافقين، وهو الذي قال: ما بَرِئَتْ منه، وما بَرِئ منها. {له عذاب عظيم} وفي هذه الآية عبرة عظيمة لجميع المسلمين إذا كانت فيهم خطيئة، فمَن أعان عليها بفِعْل أو كلام، أو عَرَّض بها، أو أعجبه ذلك، أو رضي؛ فهو في تلك الخطيئة على قَدْر ما كان منه، وإذا كان خطيئة بين المسلمين فمَن شَهِد وكَرِه فهو مثل الغائب، ومَن غاب ورَضِي فهو مثل شاهد
(4)
. (10/ 690)
52585 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {والذي تولى كبره} ، قال: هو عبد الله بن أُبي بن سلول، وهو بدأه
(5)
. (10/ 698)
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 515 - 516، والبخاري (4146، 4756)، ومسلم (2488)، وابن جرير 17/ 194، وابن أبي حاتم 8/ 2545، والطبراني 23/ 135 - 136. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن مردويه.
(2)
أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص 442. وعزاه السيوطي إلى ابن سعد، وعبد بن حميد.
(3)
أخرجه الطبراني مطولًا 23/ 130 - 133، ومضى بتمامه في تفسير آيات قصة الإفك مجموعة.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2545، والطبراني في الكبير 23/ 138 (184)، ومضى مطولًا بتمامه في تفسير آيات قصة الإفك مجموعة.
(5)
تفسير مجاهد ص 490، وأخرجه ابن جرير 17/ 196، وابن أبي حاتم 8/ 2545، والطبراني 23/ 138. وعلَّقه يحيى بن سلام 1/ 432 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، بلفظ: عبد الله بن أبي بن سلول يذيعه.
52586 -
عن الضَّحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- {والذي تولى كبره منهم} ، يقول: الذي بدأ بذلك
(1)
[4609].
(10/ 698)
52587 -
عن قتادة بن دعامة، قال: ذُكِرَ لنا: أنّ الذي تولى كبره رجلان مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ أحدهما من قريش، والآخر من الأنصار؛ عبد الله بن أبي بن سلول، ولم يكن شر قط إلا وله قادة ورؤساء في شرهم
(2)
.
52588 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: {والذي تولى كبره منهم} رجلان؛ أحدُهما من قريش اسمه: مِسْطَح، والآخر من الأنصار
(3)
. (10/ 698)
52589 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} ، قال: الذي تولى كبره حسّان بن ثابت، ومِسْطح بن أثاثة
(4)
. (ز)
52590 -
عن هشام بن عروة -من طريق أبان العطار- في الذين جاءوا بالإفك: يزعمون أنّه كان كبر ذلك عبد الله بن أبي بن سلول، أحد بني عوف بن الخزرج. وأُخْبِرت: أنه كان يحدث به عنهم، فيقرُّه، ويسمعه، ويستوشيه
(5)
. (ز)
52591 -
قال عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر، في قوله:{والذي تولى كبره} : بدأه
(6)
. (ز)
52592 -
قال مقاتل بن سليمان: {والذي تولى كبره منهم} يعني: عظمه منهم، يعني: مِن العُصْبَة، وهو عبد الله بن أُبَيٍّ رأس المنافقين، وهو الذى قال: ما بَرِئَتْ منه، وما بَرِئ منها. {له عذاب عظيم} أي: شديد. ففي هذه الآية عبرة لجميع المسلمين إذا كانت خطيئة، فمن أعلن عليها بفعل، أو كلام، أو عرَّض، أو أعجبه ذلك، أو رضي به؛ فهو شريك في تلك الخطيئة على قدر ما كان بينهم، والذى تولى كبره -يعني: الذى ولِي الخطيئة بنفسه- فهو أعظمُ إثْمًا عند الله، وهو المأخوذ
[4609] ذكر ابنُ عطية (6/ 355) أنّ المشار إليه بـ «الذي» -على هذا القول- غيرُ مُعَيَّن.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 17/ 191، وإسحاق البستي في تفسيره ص 441، وابن أبي حاتم 8/ 2545.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 433.
(4)
أخرجه الطبراني 23/ 138 (185).
(5)
أخرجه ابن جرير 17/ 196.
(6)
علَّقه يحيى بن سلام 1/ 432.