الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له أهله: ليس هاهنا. فيقول: غدُّونا، عشُّونا، أعطوني ثوبه، أسْرِجوا لي دابته. فيفعلون ذلك به، فيأتي الرجل فيقول له أهله: قد جاء أخوك فلان، غدّيناه، عشّيناه، أسرجنا له دابتك، أعطيناه ثوبك. ولا يقع في قلبه إلا كما لو قيل: جاء أبوك وأخوك وعمّك، فعلنا به ذلك. فذلك الصديق
(1)
. (ز)
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا}
نزول الآية، وتفسيرها:
54118 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: كانوا يَأْنَفون ويَتَحَرَّجون أن يأكل الرجلُ الطعامَ وحده حتى يكون معه غيرُه؛ فرخص الله لهم، فقال:{ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا}
(2)
. (11/ 115)
54119 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني- قوله: {أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا} ، قال: كان الغنيُّ يدخل على الفقير مِن ذَوي قرابته وصديقه، فيدعوه إلى طعامه ليأكل معه، فيقول: واللهِ، إنِّي لَأجنح أن آكل معك -والجُنْحُ: الحرج-؛ وأنا غنيٌّ وأنت فقير. فأُمِروا أن يأكلوا جميعًا أو أشتاتًا
(3)
. (ز)
54120 -
عن عطاء الخراساني -من طريق عثمان بن عطاء-، من قوله
(4)
. (ز)
54121 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق [علي بن أبي طلحة] الوالبي- =
54122 -
والضحاك بن مزاحم: نزلت في بني ليث بن عمرو، وهم حيٌّ مِن بني كنانة، كان الرجل منهم لا يأكل وحدَه حتى يجد ضيفًا يأكل معه، فربما قعد الرجل والطعامُ بين يديه من الصباح إلى الرواح، وربما كانت معه الإبل الحُفَّل
(5)
، فلا
(1)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 24/ 38 - 39.
(2)
أخرجه ابن جرير 17/ 375، وابن أبي حاتم 8/ 2648، والبيهقي 7/ 274 - 275. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 17/ 375، من طريق ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس به. وأورده الثعلبي 7/ 119.
إسناده ليّن؛ فيه عطاء الخراساني، قال عنه ابن حجر في التقريب (4600):«صدوق، يَهِم كثيرًا، ويُرسِل ويُدَلِّس» .
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2647 مرسلًا.
(5)
الحُفَّل: جمع حافل: وهي المُمْتلئة الضُّروع. النهاية (حفل).
يشرب مِن ألبانها حتى يجد مَن يُشاربه، فإذا أمسى ولم يجد أحدًا أكل
(1)
. (ز)
54123 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار - في قول الله: {ليس عليكم جناح ان تاكلوا جميعًا أو اشتاتًا} : وذلك أنهم كانوا إذا سافروا جعلوا طعامهم في مكان واحد، وإن غاب أحدُهم انتظروه، فلا يأكلوا حتى يرجع؛ مخافة الإثم، وكان
…
يأكلون مكان واحد
(2)
حتى يأتيهم من يأكل معهم، فقال: ولا حرج عليكم {أن تأكلوا جميعًا} يعني: إذا كنتم جماعة، {أو أشتاتًا} يعني: إذا كنتم مُتَفَرِّقين؛ فإن غاب أحدكم فإذا جاء فليأكل نصيبه، ولا بأس
(3)
. (ز)
54124 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- قال: كانوا لا يأكلون إلا جميعًا، ولا يأكلون متفرقين، وكان ذلك فيهم دينًا؛ فأنزل الله: ليس عليكم حرج في مؤاكلة المريض والأعمى، وليس عليكم حرج أن تأكلوا جميعًا أو أشتاتًا
(4)
. (ز)
54125 -
عن أبي صالح [باذام] =
54126 -
وعكرمة مولى ابن عباس، قالا: كانت الأنصارُ إذا نزل بهم الضيفُ لا يأكلون حتى يأكل الضيفُ معهم، فرُخِّص لهم، قال الله:{ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا}
(5)
. (11/ 117)
54127 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: كان هذا الحيُّ مِن بني كنانة بن خزيمة، يرى أحدُهم أنّ عليه مخزاة أن يأكل وحده في الجاهلية، حتى إن كان الرجل يسوق الذود الحُفَّل وهو جائع حتى يجد مَن يُؤاكله ويُشاربه، وكان الرجل يتخذ الخيال إلى جنبه إذا لم يجد مَن يؤاكله ويشاربه؛ فأنزل الله:{ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا}
(6)
. (11/ 116)
54128 -
عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق معمر- في قوله تعالى: {ليس
(1)
أورده الثعلبي 7/ 119، والبغوي 6/ 65.
(2)
كذا في المصدر، وفي موضع النقاط: إأاس!.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2648 - 2649 مرسلًا.
(4)
أخرجه ابن جرير 17/ 376، وابن أبي حاتم 8/ 2647 مرسلًا.
(5)
أخرجه ابن جرير 17/ 377 مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(6)
أخرجه يحيى بن سلّام 1/ 463، وابن أبي حاتم 8/ 2649 واللفظ له، وأخرجه عبد الرزاق 2/ 65 من طريق معمر بنحوه مختصرًا، ومن طريقه ابن جرير 17/ 376 مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا}، قال: كانوا إذا اجتمعوا ليأكلوا طعامًا؛ عزلوا للأعمى على حدة، والأعرج على حدة، والمريض على حدة، كانوا يتحرجون أن يتفضلوا عليهم، فنزلت هذه الآية رخصة لهم:{ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا}
(1)
. (ز)
54129 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا} وذلك أنهم كانوا يأكلون على حدة، ولا يأكلون جميعًا، يرون أنّ أكله ذنب، يقول الله عز وجل:{أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا} وكانت بنو ليث بن بكر لا يأكل الرجل منهم حتى يجد مَن يأكل معه، أو يدركه الجهد، فيأخذ عَنَزَة
(2)
له فيركزها، ويلقى عليها ثوبًا تحرُّجًا أن يأكل وحده، فلمّا جاء الإسلام فعلوا ذلك، وكان المسلمون إذا سافروا اجتمع نفرٌ منهم، فجمعوا نفقاتهم وطعامهم في مكان، فإن غاب رجلٌ منهم لم يأكلوا حتى يرجع صاحبهم مخافة الإثم. فنزلت:{ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا} إن كنتم جماعة، {أو أشتاتا} يعني: مُتَفَرِّقين
(3)
. (ز)
54130 -
عن مقاتل بن حيان: {أو أشتاتا} إذا كنتم متفرقين؛ فإن غاب أحدكم فإذا جاء فليأكل نصيبه، ولا بأس
(4)
. (ز)
54131 -
عن عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجّاج- قال: كانت بنو كنانة يستحي الرجل منهم أن يأكل وحده، حتى نزلت هذه الآية
(5)
. (ز)
54132 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا} ، قال: كان مِن العرب مَن لا يأكل أبدًا جميعًا، ومنهم مَن لا يأكل إلا جميعًا، فقال الله ذلك
(6)
[4699]. (ز)
[4699] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في المعنيِّ بقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أوْ أشْتاتًا} على أقوال: الأول: كان الغنيّ مِن الناس يجد في نفسه أن يأكل مع الفقير، فرخَّص لهم في الأكل معهم. الثاني: عُنِيَ بذلك: حيٌّ من أحياء العرب، كانوا لا يأكل أحدهم وحده، ولا يأكل إلا مع غيره، فأذن الله لهم أن يأكل من شاء منهم وحده أو مع غيره. الثالث: عُنِيَ بذلك قومٌ كانوا لا يأكلون إذا نزل بهم ضيف إلا مع ضيفهم، فرخَّص لهم في أن يأكلوا كيف شاءوا.
_________
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 65.
(2)
العَنَزَةُ: عصًا في قدر نصف الرُّمْح أو أكثر شَيْئًا فيها سِنان مثل سِنان الرُّمح. اللسان (عنز).
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 209 - 210.
(4)
علَّقه ابن أبي حاتم 8/ 2648 - 2649.
(5)
أخرجه ابن جرير 17/ 376.
(6)
أخرجه ابن جرير 17/ 376، وابن أبي حاتم 8/ 2649.