الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقد كان من البواعث على تخريج الحديث هنا وتحرير القول فيه أنني سمعته
في ضحى هذا اليوم (الأربعاء 22 جمادى الأولى سنة 1410) من الإذاعة
السعودية، فتمنيت أن تتميز عن سائر الإذاعات بأن يختار المتكلمون فيها
الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لينشروا على الأمة الثقافة الصحيحة النافعة!
6010
- (قَبَّلَ عُثْمَانَ بن مَظْعُونٍ عَلَى خَدِّهِ بَعْدَمَا مَاتَ، وَلا نعْلَمُ
قَبَّلَ أَحَداً غَيْرَهُ) .
منكر.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(24/343/855) من طريق
عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب: حدثني أبي عن أمه
عائشة بنت قدامة بن مظعون: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وله علتان:
الأولى: عبد الرحمن بن عثمان - هذا الحاطبي، قال الذهبي في "الميزان" -:
"مُقِلّ، ضعفه أبوحاتم الرازي ".
قلت: ونص كلامه في كتاب ابنه (2/2/264) :
"ضعيف الحديث، يَهُولُني كثرةُ ما يُسْنِد! ".
وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"(8/372) !
وبه أعله الهيثمي؛ فقال في "المجمع"(9/302) :
"
…
وهو ضعيف".
والأخرى:أبوه - عثمان بن إبراهيم الحاطبي -، قال الذهبي في "الضعفاء":
"لا يحتج به، وله مناكير ". وقال ابن أبي حاتم (3/1/144) :
"سألت أبى عنه؛ فقال: روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة. قلت:
فما حاله؛ قال: يكتب حديثه ولا يحتج به ".
قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/154، 159) .
وقصة التقبيل: قد رواها سفيان وغيره عن عاصم بن عبيد الله عن القاسم بن
محمد عن عائشة رضي الله عنها.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/385) ، وابن سعد (3/396) .
وعاصم هذا ضعيف؛ ولذلك كنت ضعفت الحديث في "المشكاة"، ثم في
"الإرواء" وغيرهما، ولكني كنت قويته في "أحكام الجنائز"(ص 21) ، بشاهد
حسن نقلته عن "مجمع الزوائد"،وهو عنده من رواية البزار، فلما طبع "زوائد
البزار" للهيثمي المسمى بـ "كشف الأستار"؛ أمكننا الوقوف على إسناده فيه
(1/383/809) :
حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ثنا يونس بن محمد: ثنا العمري عن
عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال:
«رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون» . قال الهيثمي (3/20) :
"رواه البزار، وإسناده حسن"!
كذا قال رحمه الله! وما كان يسعني قبل الوقوف على إسناده إلا الاعتماد
عليه وعلى أمثاله؛ على القاعدة التي كنت جريت عليها في بعض كتبي - مثل
"صحيح الجامع"، و"صحيح الترغيب" وغيرها -، والآن وقد اطلعت على إسناده؛
فهو مخطئ في تحسين إسناده:
أولاً: لما عرفت من ضعف عاصم.