الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إبراهيم بن مرزوق: ثنا وهب بن جرير: ثنا أبي قال: سمعت قيس بن سعد
يحدث عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثِ ذكره قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مرسل، رجاله ثقات؛ غير إبراهيم بن مرزوق - وهو:
ابن دينار الأموي البصري -: قال الدارقطني "
"ثقة، إلا أنه كان يخطئ، فيقال له؛ فلا يرجع".
ووثقه آخرون، واعتمد الحافظ قولَ الدارقطني هذا؛ فقال في "التقريب ":
" ثقة، عمي قبل موته، وكان يخطئ ولا يرجع ".
قلت: ولعل من أخطائه قوله في هذا الإسناد: (عن رجل)، وقوله: (في
حديث ذكره)
…
فإنه يبدو لي أنه يعني بالرجل: الحارث الأعور؛ فإنه من طبقته،
ويعني بالحديث: حديث الحارث عن علي مرفوعاً بلفظ:
"إنها ستكون فتنة". قال: قلت: فما الخرج؟ قال:
"كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم
…
"، وفيه: "هو حبل الله المتين، وهو الذكر
الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء
…
" الحديث بطوله.
أخرجه البيهقي وغيره كالترمذي وضعفه كما تقدم بيانه برقم (1776) .
قلت: فإذا ثبت أن الرجل الذي لم يسم هو الحارث الأعور؛ فيكون السند
مرسلاً وضعيفاً؛ لضعف الحارث الأعور، وهو من طبقة الرجل، وسيأتي تخريجه
مفصلاً برقم (6393) .
6190
- (مَن تكلَّم بالفارسيَّةِ؛ زادت في خُبثه، ونَقَصَتْ من مُروءته) .
موضوع.
أخرجه الحاكم (4/88) ، وابن عدي في "الكامل "(4/109) ،
ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 71) من طرق عن أبي فروة يزيد بن
محمد بن يزيد بن سنان: حدثنا أبي: حدثنا طلحة بن زيد الرقي عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره. وقال ابن عدي:
"حديث باطل بهذا الإسناد". ذكره في ترجمة طلحة هذا، وروى عن
البخاري أنه قال فيه:
"منكر الحديث ". ثم ساق له أحاديث أخرى وأبطلها، وقال الذهبي في
" الميزان":
"إنها موضوعة". وذكر عن ابن المديني أنه قال:
"كان طلحة بن زيد يضع الحديث ".
وأما الحاكم فسكت عنه؛ فتعقبه الذهبي في "تلخيصه " بقوله:
"قلت: ليس بصحيح، وإسناده واٍه بمرة".
وتعقبه العراقي أيضاً فقال في "محجة القرب "(ق 56/2) :
"وقد تساهل الحاكم في إيراده هذا الحديث وما يشبهه في كتاب "المستدرك
على الصحيحين "؛ فإنه حديث ضعيف جداً، وقال ابن عدي: حديث باطل،
وطلحة بن زيد، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال ابن
حبان: منكر الحديث جداً، لا يحل الاحتجاج به ". ولما قال ابن الجوزي في هذا
الحديث:
" موضوع "؛ تعقبه السيوطي في "اللآلي"(2/ 281) ، وابن عراق في "تنزيه
الشريعة" (2/ 291) بأن له شاهداً من حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ:
"من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية؛ فلا يتكلمن بالفارسية؛ فإنه يورث
النفاق ".
قلت: وهذا شاهد قاصر - كما ترى -، يختلف عن حديث الترجمة لفظاً
ومعنى، هذا لو صح، فكيف وهو موضوع أيضاً؟! وقد تقدم تخريجه، وبيان علته
في المجلد الثاني برقم (523) .
ثم إن في إسناد الحديث عللاً أخرى:
1 -
الانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وأنس؛ فإنه لم يسمع منه.
2 -
محمد بن يزيد بن سنان: ليس بالقوي - كما في "التقريب " -.
وأما ابنه - أبو فروة يزيد بن محمد -: فأورده ابن أبي حاتم (4/2/288) بروايته
عن جمع، ثم قال:
"كتب إلى أبي، وإليّ ". ولم يزد! وذكره ابن حبان في "الثقات "(9/276)
وقال:
"حدثنا عنه أبو عروبة، مات بـ (الرها) سنة تسع وستين ومائتين ".
قلت: أبو عروبة - اسمه: الحسين بن أبي معشر - وهو أحد الطرق المشار إليها
عنه في هذا الحديث، فهو صدوق إن شاء الله تعالى.
(تبيه) : قوله: "خبثه " هكذا وقع في "المستدرك " وفي مخطوطة "الكامل"
نسخة الظاهرية (ق 205/ 1)، ووقع في المطبوعة منه وفي غيره:"خبه" بالخاء
المعجمة والباء الموحدة. ولعل الصواب الأول. والله أعلم.
وأما حديث: "من تكلم بالعربية؛ فهو عربي "؛ فضعيف جداً، وقد مضى
تخريجه برقم (926) .