الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذا هو المحفوظ. وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(1016) ، و "المشكاة"
(6159)
.
وقد روي الحديث مسنداً من طريق أخرى بنحوه، وهو الآتي:
6266
- (قَاتَلَ اللَّهُ الشَّيْطَانَ، إِنَّ الْوَلَدَ فِتْنَةٌ، وَاللَّهِ! مَا عَلِمْتُ أَنِّي
نَزَلْتُ عَنِ الْمِنْبَرِ حَتَّى أُوتِيتُ بِهِ) .
ضعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/33 - 34) : حدثنا عبد الله
ابن علي الجارودي النيسابوري: ثنا أحمد بن حفص: حدثني أبي: ثنا إبراهيم
ابن طهمان عن عباد بن إسحاق عن زيد بن أبي العتاب عن عبيد بن جريج عن
عبد الله بن عمر قال:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَخَرَجَ الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ فِي عُنُقِهِ خِرْقَةٌ يَجُرُّهَا، فَعَثَرَ فِيهَا فَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمِنْبَرِ يُرِيدُهُ، فَلَمَّا أَخَذُوا الصَّبِيَّ، فَأَتَوْهُ بِهِ، فَحَمَلَهُ، فَقَالَ:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات من رجال "التهذيب"؛ غير شيخ
الطبراني عبد الله بن علي الجارودي؛ فلم أجد له ترجمة. وقال الهيثمي في "مجمع
الزوائد" (8/ 155) :
"رواه الطبراني عن شيخه حسن - ولم ينسبه - عن عبد الله بن علي الجارودي،
ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات ".
كذا وقع فيه، وتعقبه أخونا حمدي السلفي في التعليق عليه بقوله:
"قلت: ليس في نسختنا "حسن "، وإنما رواه عن شيخه عبد الله بن علي
الجارودي؛ كما ترى".
وأقول: الظاهر أن ذكر "حسن " في إسناد الحديث إنما هو زيادة من بعض
نساخ نسخة الهيثمي التي نقل الحديث منها من "المعجم الكبير"؛ فإن الطبراني
قد روى في "المعجم الأوسط "(1/73/4641 - 4642) عن شيخه عبد الله بن
علي الجارودي حديثين آخرين عن أحمد بن حفص قال: حدثني أبي قال: ثنا
إبراهيم بن طهمان
…
فذكرهما بإسنادين آخرين له، كلاهما ينتهي إلى كعب
ابن عجرة، أحدهما بلفظ:
"أعاذك الله من أمراء يكونون بعدي
…
" الحديث.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" أيضاً (19/135/298) ، و" الصغير"
(ص 130 - هندية) ، وهو مخرج في "الروض النضير"(845) .
والآخر في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه في "الكبير" أيضاً (19/132/292) . وأخرجه فيهما من طرق
أخرى، وهو مخرج في " الروض" أيضاً (843) وغيره.
وجملة القول: إنه لا أصل لذكر "حسن" في إسناد هذا الحديث، ولا في غيره
من رواة الطبراني عن عبد الله بن علي الجارودي، وأن علة الحديث هو الجارودي
هذا، فإن توبع من ثقة؛ فالحديث جيد. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روي الحديث مختصراً عن زيد بن أرقم قال:
خرج الحسن بن علي وعليه بردة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فعثر الحسن؛
فسقط، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، وابتدره الناس فحملوه، وتلقاه رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحمله ووضعه في حجره، وقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"إن الولد لفتنة؛ ولقد نزلت إليه وما أدري أين هو؟ ".
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ "(4/ 511) من طريق محمد بن سعد: أنا
علي بن محمد عن أبي معشرعن محمد الصيرفي عنه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو معشر - واسمه " نجيح - ضعيف. وعلي بن
محمد الراوي عنه لم أعرفه. وكذلك شيخه محمد الصيرفي. ومن المحتمل أن
يكون "الصيرفي " محرفاً من "القرظي "؛ فإن أبا معشر معروف بالرواية عن محمد
ابن كعب القرظي، وهو تابعي ثقة. والله أعلم.
وجملة القول: إن هذه القصة صحيحة، ولكن الرواة اختلفوا فيما قاله صلى الله عليه وسلم
حين نزل إلى الحسن، ففي حديث زيد بن أرقم:
"وما أدري أين هو؟ ".
وفي حديث الترجمة عَنْ ابْنِ عُمَرَ:
" ما علمت أني نزلت عن المنبر حتى أوتيت به ".
وفي الحديث الذي قبله:
" لقد قمت إليه وما أعقل ".
وكل هذه الألفاظ منكرة. والمحفوظ أن القصة وقعت للحسن والحسين، وأنه
صلى الله عليه وسلم قال:
"رأيت هذين؛ فلم أصبر"؛ كما تقدم ذكره تحت الحديث المشار إليه. والله
أعلم.
6267 -
(يكون في آخر الزمان قوم يُنْبَزُون: الرافضة؛ يَرْفضون
الإسلام ويَلفِظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون) .
ضعيف.
أخرجه عبه بن حميد في "المنتخب من المسند"(1/591/697) ،
وابن أبي عاصم في "السنة"(2/475/981) ، وأبو يعلى (4/459/2586) ، والعقيلي
في "الضعفاء"(1/285) ، وكذا البيهقي في "الدلائل"(6/548) ، وابن عدي في
"الكامل"(5/ 90) ، والطبراني في " المعجم الكبير"(12/242/12997) ، وأبو نعيم
في "الحلية"(4/95) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/160/256) من
طريق عمران بن زيد التغلبي: حدثني الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن
عبد الله بن عباس مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمران التغلبي - بالتاء المثناة من فوق والغين
المعجمة، وقيل: بالثاء المثلثة والعين المهملة، (انظر التعليق على "الإكمال"
و"الخلاصة، للخزرجي) - وهو ضعيف.
ومثله الحجاج بن تميم؛ بل قال فيه الذهبي:
" واهٍ ".
وأما قول الهيثمي في "المجمع، (9/22) :
"رواه أبو يعلى والبزار والطبراني، ورجاله وثِّقوا، وفي بعضهم خلاف ".
فهو من تساهله؛ لأنه ليس كل خلاف يعتذ به، ولا سيما إذا لم يكن هناك
إلا مخالف واحد، وبخاصة إذا كان هذا المخالف هو ابن حبان المعروف عند العلماء
بتساهله في التوثيق! ولهذا قال ابن الجوزي عقب الحديث:
"وهذا لا يصح، قال العقيلي: حجاج لا يتابع عليه، وله غير حديث لا يتابع
عليه. وعمران بن زيد؛ قال يحيى: لا يحتج بحديثه".
وأقول: هو خير من شيخه الحجاج بن تميم؛ كما عرفت من قول الذهبي فيه،
ولا سيما وقد توبع من قبل يوسف بن عدي: ثنا الحجاج بن تميم؛ بإسناده المتقدم
عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قال:
كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا علي! سيكون في أمتي قوم ينتحلون حبنا أهل البيت، لهم نبز يسمون
الرافضة، فاقتلوهم
…
" الحديث.
أخرجه الطبراني برقم (12998) ، وعنه أبو نعيم أيضاً، ومن طريقه ابن الجوزي
برقم (257) وقال:
"وهذا لا يصح، وقد ذكرنا أن الحجاج لا يتابع على حديثه ".
وأما الهيثمي فقال:
"روإه الطبراني، وإسناده حسن"!
كذا قال، وهو من تساهله الذي أشرت إليه آنفاً، وخلاصته: أنه اعتمد توثيق
ابن حبان للحجاج هذا، وأعرض عن تجريح من جرحه، مع أنه لا يخفى عليه
تساهل ابن حبان في التوثيق. ولذلك هو نفسه يشير إلى ذلك أحياناً بقوله فيمن
وثقه ابن حبان:
"وثق" أو: "وثقوا"؛ كما تقدم نقله عنه آنفاً. وقد عرفت مما سبق قول الذهبي
فيه:
"واهٍ ". وسبقه إلى مثله الإمام النسائي، فقال فيه:
"ليس بثقة".
قلت: فالإسناد ضعيف جداً. وأحسن حالأ منه حديث علي رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيأتي بعدي قوم لهم نبز يقال لهم: الرافضة، فإذا لقيتموهم؛ فاقتلوهم؛
فإنهم مشركون ".
قلت: يا رسول الله! ما العلامة فيهم؟ قال:
"يقرظونك بما ليس فيك، ويطعنون على أصحابي ويشتمونهم ".
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(2/474/979) من طريق أبي سعيد
محمد بن أسعد التغلبي: حدثنا عبثر بن القاسم أبو زبيد عن حصين بن
عبد الرحمن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي
…
به.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير التغلبي هذا؛ فقال أبو زرعة والعقيلي:
"منكر الحديث ".
وقد روي من طريق أخرى واهية عن علي مختصراً بلفظ:
لايكون قوم نبزهم الرافضة يرفضون الدين ".
أخرجه البخاري في "التاريخ، (1/1/279 - 280) ، وابن أبي عاصم أيضاً
رقم (978) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(1/103) ، ومن طريقه ابن
الجوزي برقم (252) ، والبزار في "مسنده"(2/138/499 - مكتبة العلوم) ، وابن
عدي في "الكامل "(6/66) ، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/547) كلهم من
طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن كثير النوّاء عن إبراهيم بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب - أخي عبد الله بن الحسن الهاشمي - عن أبيه عن
جده عن علي
…
به. وقال ابن الجوزي:
"لا يصح، يحيى بن المتوكل قال فيه أحمد: - واهي الحديث. وقال ابن
معين: ليس بشيء. وكثير النواء ضعفه النسائي ".
قلت: وفي ترجمته أورده ابن عدي، وروى عن السعدي أنه قال:
" كثير النواء متروك ". وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع"(10/22) :
"رواه عبد الله، والبزار، وفيه كثير بن إسماعيل النواء؛ وهو ضعيف ".
قلت: وهذا تقصير؛ لأنه يوهم أنه ليس فيه من هو أولى بالإعلال به منه،
وليس كذلك، فإن فيه عندهما أيضاً يحيى بن المتوكل - كما رأيت في التخريج -،
وهو أشد ضعفاً من كثير؛ كما يشعر به قول أحمد المذكور، ومثله قول ابن حبان
في "الضعفاء"(3/116) :
"منكر الحديث؛ ينفرد بأشياء ليس لها أصول، لا يرتاب الممعن في الصناعة
أنها معمولة ".
قلت: لكنه لم يتفرد به خلافاً لما أشار إليه ابن عدي عوله:
"وهذا يعرف بأبي عقيل"، فقد تابعه أبو سهل قال: أخبرني كثير النواء
…
به، ولفظه:
"يخرج قبل قيام الساعة قوم يقال لهم: الرافضة؛ برءاء من الإسلام ".
أخرجه البيهقي.
وأبو سهل هذا هو: محمد بن عمرو الأنصاري الواقفي، وهو في الضعف مثل