الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنه أكثركم قرآنا، وإنما مثل صاحب القرآن كجراب فيه مسك، إن فتحته أو
فتح؛ فاح ريحه، وإن أوكي؛ أوكي على طيب ".
وهذا مرسل أيضاً، ورجاله ثقات رجال الشيخين، و (ابن أبي لبيد) اسمه:
عبد الله.وهذا مما يؤكد ما تقدم عن البخاري وغيره: أن الصحيح في الحديث
مرسل. والله أعلم.
6484
- (يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي
هَاشِمٍ [من المدينة] فَيَأْتِي مَكَّةَ، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِهٌ،
فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيُجَهَّزُ إِلَيْهِ جَيْشٌ مِنَ الشَّامِ، حَتَّى إِذَا
كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ؛ خُسِفَ بِهِمْ، فَيَأْتِيهِ عَصَائِبُ [أهل] الْعِرَاقِ، وَأَبْدَالُ
الشَّامِ، وَيَنْشَأُ رَجُلٌ بِالشَّامِ أَخْوَالُهُ (كَلْبٌ) فَيُجَهَّزُ إِلَيْهِ جَيْشٌ، فَيَهْزِمُهُمُ
اللَّهُ، فَتَكُونُ الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ، فَذَلِكَ يَوْمُ (كَلْبٍ) ، الْخَائِبُ مَنْ خَابَ مِنْ
غَنِيمَةِ كَلْبٍ، فَيَسْتَفْتِحُ الْكُنُوزَ، وَيُقِسِّمُ الْأَمْوَالَ، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ
بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ، فَيَعِيشُ بِذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ، أَوْ قَالَ: تِسْعَ سِنِينَ) .
ضعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/64/1/1164 - بترقيمي) :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ
قَتَادَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
…
فذكره.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: فَحَدَّثْتُ بِهِ لَيْثاً، فَقَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ مُجَاهِدٌ. وقال
الطبراني:
"لَمْ يَرْوِه عَنْ مَعْمَرٍ إِلَّا عُبَيْدُ اللَّهِ".
قلت: وهو ثقة وهو الرقي من رجال الشيخين، وكذلك من فوقه، وكذا
الراوي عنه عبد اله بن جعفر، وهو الرقي من رجالهما، قال الحافظ الذهبي في
"الكاشف":
"ثقة حافظ". وقال العسقلاني في "التقريب":
"ثقة؛ لكنه تغير بأخرة، فلم يفحش اختلاطه ".
ولذلك قال الهيثمي في "المجمع"(7/315) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح ".
وأقره الأخ الداراني المعلق على "موارد الظمآن"(6/132)، فأقول:
إن إطلاق الهيثمي مثل هذا الكلام أونحوه كقوله: "رجاله ثقات:؛ ليس
على إطلاقه بالنسبة لمعاجم الطبراني الثلاثة، وهي عادة له مضطردة غالباً، وهو
يعني بذلك وبخاصة قوله هذا: "رجال الصحيح" ما عدا شيخ الطبراني، فينبغي
الانتباه لهذا؛ فقد يكون الشيخ مجهولاً، أو ضعيفاً، ولا يكون ثقة، وقد يكون
ثقة، ولكن لا يكون من رجال (الصحيح) لتأخره عن الشيخين.
وإذا عرفت هذا؛ فمَن (أحمد) هذا وما حاله؟ لقد قال المعلق على "مجمع
البحرين" (7/286) :
"أحمد: شيخ الطبراني لا يدرى من هو؟ لسقوط ورقة (62) من مخطوطة
(طس) ".
قلت: هو: أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني؛ كما يتبين لي بمراجعة
أحاديثه التي أخرجها عنه الطبراني في ترجمته التي تبدأ في المجلد الأول من
(ق 57/2) وتنتهي بالورقة (64/1) ،وقد سقطت منها الورقة (62) ؛ فكان ذلك
سبباً أن لا يعرفه المعلق المذكور. وتفصيل الكلام لا مجال له الآن،لا سيما
والرجل مضعَّف؛ من رجال "الميزان" و"اللسان".
ولكني وجدت له متابعاً؛ فقال في "المعجم الكبير"(23/390/931) : حدثنا
حفص بن عمر بن الصباح الرقي: ثنا عبيد الله بن عمرو
…
به،والزيادات منه.
قلت: حفص هذا: ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/201)،وقال:
"حدثنا عنه عبد الله بن أحمد الجندي وغيره، ربما أخطأ ".
وذكر أنه روى عن أبي نعيم والبصريين.
قلت: ومن شيوخه عبد الله بن رجاء أبو عمران البصري توفي في حدود
التسعين ومائة - كما في "التقريب" -؛ فهو من كبار مشيخة الطبراني - كما في
"الميزان" للذهبي -، وقال:
"شيخ معروف مكثر عن قبيصة وغيره، قال أبو أحمد الحاكم: حدَّث بغير
حديث لم يتابع عليه ".
وكذا في "اللسان" وزاد عليه ما تقدم عن "ثقات ابن حبان".
وقد خولف في إسناده؛ فقال أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"
(ق 103/1) : حدثنا نصر بن مرزوق قال: حدثنا علي بن معبد قال: حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن معمر عن قتادة عن مجاهد عن الخليل أو أبي الخليل عن أم
سلمة
…
فأدخل (أبا الخليل) بين مجاهد وأم سلمة.
وهذا إسناد جيد؛ لولا ما يأني؛ علي بن معبد - هو: الرقي، وهو -: ثقة اتفاقاً.
ونصر بن مرزوق - هو: أبو الفتح المصري -: قال ابن أبي حاتم:
"كتبنا عنه، وهو صدوق "
قلت: إسناده جيد؛ لولا
…
وذلك لأمرين:
الأول: الانقطاع بين أم سلمة وأبي الخليل - واسمه: صالح بن أبي مريم
الضُّبَيعي -؛ فإنهم ذكروا أنه روى عن جمع من الصحابة مرسلاً، وليس منهم أم
سلمة.
والآخر: أنهم اختلفوا في إسناده على قتادة على وجوه أربعة، كنت خرجتها
قديماً في المجلد الرابع (1965) ، منها رواية عبيد الله الرقي هذه عن معمر عن قتادة
عن مجاهد عن أم سلمة، ثم وقفت على مخالفته علي بن معبد الرقي المتقدمة
ففيها زيادة (الخليل أو أبي الخليل) بين مجاهد وأم سلمة، على رواية عبد الله بن
جعفر ومتابعه حفص بن عمر بن الصباح الرقيين، اختلف ثلاثتهم على عبيد اله
ابن عمرو الرقي.
فهذا وجه خامس من الاختلاف يضاف إلى تلك الأربعة.
وثمة اختلاف سادس؛ فقال عبد الرزاق في "المصنف"(11/371/20769) :
عن معمر عن قتادة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأرسله أو أعضله؛ فخالف الوجوه كلها!
إذا عرفت هذا؛ فالحديث مثال صالح للحديث المضطرب بالنظر إلى اختلاف
الرواة في إسناده من جهة، ومثال صالح أيضاً للحديث الشاذ أو المنكر من جهة
أخرى. فالعجب من أناس يتعاطون هذا العلم، ويعلقون على الأحاديث تصحيحاً
وتضعيفاً؛ يتجاهلون هذه الحقائق أو هم يجهلونها، مع أنهم يطيلون النفس جداً في
التخريج، وفي الترجمة لبعض الرواة، ويسوِّدون في ذلك السطور والصفحات، كأن
العلم عندهم صار مجرد نقل وتحويش من هنا وهناك.
فهذا مثلاً الأخ الداراني في تعليقه على الطبعة الجديدة من "موارد الظمآن"
قد صدر هذا الحديث في تخريجه إياه بقوله (6/133) :
"إسناده حسن من أجل محمد بن يزيد
…
بن رفاعة ".
يعني أنه مختلف فيه - كما بينه في تعليقه على "مسند أبي يعلى"(5088) -
ومن ذلك قول البخاري:
"رأيتهم مجمعين على ضعفه". وقال ابن معين:
"ما أرى به بأساً ".
فيا سبحان الله! كيف يجوز لمن شمَّ رائحة هذا العلم الشريف أن يحسِّن
حديث هذا المختلف فيه - وهذا أقل ما يقال فيه - وقد خالف في إسناده ثلاثة من
الثقات رووه عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم
سلمة - كما كنت خرّجته هناك -؛ فلم يسمّوا صاحب (أبي خليل) ؛ فرواه ابن
رفاعة هذا عن هشام بسنده فسمَّى الصاحب (مجاهداً) ؟! هذا - بغضّ النظر عن
مخالفته للوجوه الأخرى التي سبقت الإشارة إليها مع بيان بعضها - في ظني أنه لا
يعرف الحديث (الشاذ) أو (المنكر) ؛ وإلا لما وقع في مثل هذا الخطأ!
وقريب منه ما فعله المعلق على "الإحسان"؛ فإنه وإن لم يصرح يتقوية الحديث؛
فقد نحا نحوه؛ فإنه صدر تعليقه على ابن رفاعة بقوله (15/159) :
"وإن كان ضعيفاً قد توبع"!
كذا قال! وهو خطأ جلي؛ فإن المتابعة تكون مع الموافقة، وليس الأمر كذلك
هنا، وصواب العبارة أن يقال:
"
…
ضعيف، وقد خولف ".
على هذا يدل تخريجه لو كان يعلم، فإنه لما بدأ بالتخريج؛ ذكر الطرق الثلاثة
التي سبقت الإشارة إليها عن هشام الدستوائي التي فيها ذاك الصاحب المجهول.
ثم ذكر رواية المعجمين المتقدمة عن معمر عن قتادة عن مجاهد. فذكر
(مجاهد) مكان (أبي الخليل عن صاحب له) .
وهذه مخالفة ثانية.
ثم رواية عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مرسلاً؛ فأسقط الثلاثة!
ثم ذكره من طريق عمران بن داور عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن
الحارث بن نوفل عن أم سلمة.
فسمى الصاحب: (عبد الله بن الحارث بن نوفل) خلافاً لابن رفاعة الذي
سماه (مجاهد) !
ثم قال:
"قال الذهبي: عمران: ضعفه غير واحد. قلت: هو ممن يكتب حديثه
للمتابعة. وانظر "المنار المنيف" ص 144 - 145 (331) ".
قلت: فليتأمل القراء الكرام كيف جعل المخالفات متابعات، ومن الضعفاء
للثقات، فهل يصدر مثل هذا الجهل بهذا العلم الشريف من محقق مارس هذا
العلم سنين، أم عملُ موظف متمرن لديه حديث عهد بهذا العلم، قيل له: خرج
هذا الحديث، ثم لم تجْرِ عين التحقيق والرقابة عليه؟! والله المستعان.
ثم إنني رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه من "المنار"؛ فوجدته قد أجمل
القولد جداً في تخريج الحديث، فلم يسق أسانيده، ولا تكلم بشيء عن رواتها،
وأنهى القول فيه:
"والحديث حسن، ومثله مما يجوز أن يقال فيه: صحيح ".
وهذ هو الذي غر المعلق المتمرن، فلم يكن عنده من العلم ما يبين وجه الصواب
فيه. ونحوه الشيخ المعلق على "المنار"، فإنه لم يتعقبه - كما هي عادته لأول فرصة
تتبين له - لكنه لما علق عليه لبيان مواضع الحديث؛ قال تحته: