الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قول: ذلك من الممكن بشرط أن لا يشتد ضعف أسانيد الأحاديث المثبتة
لشفاعته رضي الله عنه، وذلك مما يحتاج إلى بحث وتحقيق، وبخاصة أن هناك
أحاديث أخرى في شفاعته ذكرها الذهبي في "سيره"(4/26 و 31 و 33) ، فأرجو
من الله تعالى أن ييسر لي الرجوع إلى مصادرها ودراسة أسانيدها. وعسى أن يكون
ذلك قريباً.
6277
- (إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْعَفَافَ وَالْعِيَّ عن اللِّسَانِ لا عِيَّ الْقَلْبِ،
وَالْعَمَلَ مِنَ الإِيمَانِ، وَإِنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الآخِرَةِ، [وَيُنْقِصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا
يَزِدْنَ فِي الآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يُنْقِصْنَ فِي الدُّنْيَا] ؛ وَإِنَّ الشُّحَّ والفُحشَ
وَالْبَذَاءَ مِنَ النِّفَاقِ، وَإِنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا، وَيُنْقِصْنَ مِنَ الآخِرَةِ، وَمَا
يُنْقِصْنَ فِي الآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا) .
منكر.
أخرجه البيهقي في "الشعب "(6/135/7711) ، وابن عساكر (3/222)
من طريق محمد بن المتوكل: نا أبو بشر بكر بن بشر: نا عبد الحميد بن سوار:
حدثني إياس بن معاوية بن قرة، قال:
كنا عند عمر بن عبد العزيز، فذكر عنده الحياء؛ فقال: الحياء من الإيمان.
فقال عمر: بل هو الدين كله. فقال: إياس: حدثني أبي عن جدي قال:
كُنَّا عِنْدَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذُكِرَ عِنْدَهُ الْحَيَاءُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْحَيَاءُ مِنَ
الدِّينِ؟ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:
" بَلْ هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ "
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكر الحديث. قال إياس:
أمرني عمر بن عبد العزيز؛ فأمليتها عليه فكتبها بخطه، ثم صلى بنا الظهر
والعصر وهي في كمه ما يضعها.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الحميد بن سوار، ضعفه أبو زرعة، وقال يحيى:
"ليس بشيء". كما في "الميزان ". وأما ابن حبان فذكره في "الثقات "
(8/ 399) وقال:
"روى عنه هشيم وبكر بن خنيس".
كذا وقع فيه: "خنيس"، والصواب:"بشر" كما في إسناد هذا الحديث،
وترجمة بكر في "تاريخ البخاري" و"جرح ابن أبي حاتم ". وقال عن أبيه:
"مجهول".
ثم إن اليخاري وأبا حاتم فرقا يين عبد الحميد بن سوار هذا الذي يروي عنه
اين بشر. وبين عبد الحميد بن سوار الذي روى عنه هشيم، وسكتا عنه، ولعل هذا
هو الأرجح. والله أعلم.
ثم إن في الإسناد علتين أخريين:
إحداهما: بكر بن بشر؛ ذكره البخاري وأبو حاتم برواية محمد بن المتوكل
العسقلاني عنه، وقال أبو حاتم:
"وَهُوَ مَجْهُولٌ ".
وساق له البخاري هذا الحديث. وبهذه الرواية أورفى هـ ابن حبان في "الثقات"
(8/148) ، وذلك من الأمور الكثيرة التي تؤكد للعارف تساهله في التوثيق، فإنه
مع تفرد محمد بن المتوكل هذا عنه، فإن في حفظه ضعفاً، وهي العلة التالية: