الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهو وهم؛ لأن المقفع متقدم على الغفاري، وليس له رواية عن خالد بن
معدان، بخلاف الغفاري فإنه - مع تأخره عنه -، فقد ذكروا أنه روى عن خالد ز
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/184 - 185) من رواية
الدارقطني بسنده الضعيف عن طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي
كثير عن أنس مرفوعاً. وقال:
"لا يصح؛ تفرد به طلحة بن زيد: قال البخاري: منكر الحديث.وقال
النسائي: متروك الحديث".
وأيده السيوطي في "اللآلي" بقوله:
" قلت: طلحة هو: الرقي؛ قال أحمد وابن المديني: يضع الحديث. وله طريق
ثان، قال أبو الشيخ
…
".فذكر حديث الترجمة. وأقره ابن عراق في "تنزيه
الشريعة" (1/177) .
6499
- (إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عليه السلام؛ مَسَحَ ظَهْرَهُ
فَخَرجتْ مِنْهُ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَانْتَزَعَ ضِلَعاً مِنْ
أَضْلَاعِهِ فَخَلَقَ مِنْهَا حَوَّاءَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهَما الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) .
منكر جداً.
أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(3/206/2) ، وأبو الشيخ في
"العظمة"(5/1553/1015) من طريق مُحَمَّد بْن شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
…
فذكره. وعلقه ابن منده في "التوحيد"(1/211) ، ووصله
ابن عساكر في "التاريخ"(2/624) من طريق أخرى عن محمد بن شعيب
…
به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: متفق على
تضعيفه، واتهمه بعضهم، وهو صاحب حديث توسل آدم بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو
موضوع؛ كما تقدم في المجلد الأول برقم (25) ، وانظر الحديث (333) .
وقد خالفه هشام بن سعد؛ فقال: عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي
هريرة به وأتم منه دون قوله: "وانتزع ضلعاً
…
فخلق منها حواء " رواه الترمذي
وصححه وكذا الحاكم ووافقه الذهبي، وهو مخرج في "ظلال الجنة"(1/91/2069) ،
وقال الترمذي:
"وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ".
قلت وأخرج بعضها عنه وعن غيره من الصحابة مرفوعاً وموقوفاً السيوطي
في "الدر المنثور"(141 - 143) .
وإلى هذه الطرق أشار المعلق الفاضل على "العظمة" بقوله - بعد أن أشار إلى
ضعف الإسناد لأجل عبد الرحمن -:
" ولكن الحديث صحيح ثابت من طرق أخرى "!
ولكنه لم ينتبه لكونها خالية من ذكر (حواء) ، ولمخالفة هشام بن سعد
لعبد الرحمن إسناداً ومتناً.
نعم قد جاءت هذه الزيادة عن جمع من الصحابة موقوفاً من طريق أسباط بن
نَصْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ
مُرَّةَ بْنِ شُرَاحَبِيلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا:
" أُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلُعِنَ، وَأُسْكِنَ آدَمُ عليه السلام حِينَ قَالَ لَهُ:
{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} ، فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحْشِيّاً لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ
إِلَيْهَا، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ، وَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ عز وجل مِنْ
ضِلْعِهِ، فَسَأَلَهَا: مَا أَنْتِ؟ قَالَتِ: امْرَأَةٌ. قَالَ: وَلِمَ خُلِقْتِ؟ قَالَتْ: لِتَسْكُنَ
إِلَيَّ
…
"الحديث.
أخرجه ابن منده في "التوحيد"(1/213 - 214)، وقال:
"أَخْرَجَ مُسْلِمُ عَنْ مُرَّةَ، وَعَنْ السُّدِّيِّ، وَعَمْرِو بْنِ حَمَّادٍ، وَأَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ فِي
"كِتَابِهِ"، وَهَذَا إِسْنَادٌ ثَابِتٌ "!
كذا قال! وأسباط مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب":
"صدوق كثير الخطأ، يغرب".
فهو إسناد ضعيف، مع كونه موقوفاً، فكأنه من الإسرائيليات، وقد روى ابن
سعد (1/39) وغيره عن مجاهد في قوله تعالى: {وخلق منها زوجها} ، قال:
"خلق (حواء) من قُصَيْرى (1) آدم ".
وذكر ابن كثير في "البداية"(1/74) عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أنها خلقت من ضلعه
الأقصر الأيسر وهو نائم، ولأمَ مكانه لحماً. وقال:
"ومصداق هذا في قوله تعالى
…
" فذكر الآية مع الآية الأخرى: {وَجَعَلَ
مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا
…
} الآية، لكن الحافظ أشار إلى تمريض هذا التفسير
في شرح قوله صلى الله عليه وسلم:
" استوصوا بالنساء [خيراً] ، فان المرأة خلقت من ضلع
…
" (2) ؛ فقال (6/368) :
"قيل: فيه إشارة إلى أن (حواء) خلقت من ضلع آدم الأيسر
…
"
وقال الشيخ القاري في "شرح المشكاة"(3/460) :
"أي خلقن خلقاً فيه اعوجاج، فكأنهن خلقن من الأضلاع، وهو عظم
(1) هو أعلى الأضلاع وأسفلها، وهما (قٌصَيْريان) ، ووقع في الأصل (قيصري) !
(2)
متفق عليه من حديث أبي هريرة، وهو مخرج في "الإرواء"(7/53) .
معوج، واستعير للمعوج صورة، أو معنى ونظيره في قوله تعالى: {خلق الإنسان
من عجل} ".
قلت: وهذا هو الراجح عندي أنه استعارة وتشبيه لا حقيقة، وذلك لأمرين:
الأول: أنه لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم كما تقدم.
والآخر: أنه جاء الحديث بصيغة التشبيه في رواية عن أبي هريرة بلفظ: "إن
المرأة كالضلع
…
".
أخرجه البخاري (5184) ،ومسلم (4/178) ،وأحمد (2/428 و 449 و 530)
وغيرهم من طرق عن أبي هريرة، وصححه ابن حبان (6/189/4168 - الإحسان) .
وأحمد أيضاً (5/164 و6/279) وغيره من حديث أبي ذر، وحديث عائشة
رضي الله عنهم.
(تنبيه) : وأما ما جاء في "سنن ابن ماجه"(1/175) - تحت الحديث (225) -
من رواية أبي الحسن بن سلمة: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْقِلٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
الْمِصْرِيُّ قَالَ:
"سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يُرَشُّ بَوْلُ الْغُلَامِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ
الْجَارِيَةِ" وَالْمَاءَانِ جَمِيعاً وَاحِدٌ؟ قَالَ:
لِأَنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ.
ثُمَّ قَالَ لِي: فَهِمْتَ، أَوْ قَالَ لَقِنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ؛ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ؛ فَصَارَ بَوْلُ الْغُلَامِ مِنْ
الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَصَارَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ. قَالَ: قَالَ لِي: فَهِمْتَ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ. قَالَ لِي: نَفَعَكَ اللَّهُ بِهِ ".