الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أقره شيخنا هذا، وما أظنه إلا الجرشي، لأنه شامي".
قلت: ويعني أن ابن زحر الرواي عنه. وما ظنّه غيرُ لازم، والجرشي أعلى
طبقةً منه، روى عن جمع من الصحابة، وهو مترجم له في "التهذيب" و"ثقات ابن
حبان" (5/564) ، و"تاريخ ابن عساكر"، انظر "تيسير الانتفاع".
قلت: ويتلخص مما تقدم أن الحديث اضطرب عبيد الله بن زحر في إسناده،
فتارة جعله من حديث أبي أمامة - بلفظ حديث الترجمة -، وتارة جعله من حديث
أبي هريرة - باللفظ الآخر -.
فهو حديث واحد جعلهما الشيخ عبد الله الدويش حديثين تبعاً لراويه ابن
زحر الواهي! ثم جعلها شاهدين لحديث الترمذي المتقدم - مع بُعْد ما بينه
وبينهما! -، فهو يؤكد ما وصفته به 'تفاً، وأنه حوَّش قماَّش، رحمه الله.
وحديث أبي هريرة: أورده الهيثمي في "المجمع"(4/293)، وقال:
رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وإسناد البزار ضعفه [هو] ، وفي إسناد
الطبراني أبو المنيب صاحب يحيى بن أبي كثير، ولم أجد من ترجمه، وبقية
رجال الطبراني ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر"!
كذا قال!
6007
- (إنّه مَسَّه شيءٌ من عذابِ القبرِ، فقال لي: يا محمدُ!
فَشَفّعتُ إلى ربِّي أن يُخَفِّف عنه إلى أن تجِفَّ هاتان الجَرِيدتانِ) .
منكر جداً.
أخرجه الحافظ الذهبي في ترجمة (عبد المنعم بن بشير أبي الخير
الأنصاري) بسنده عن يعقوب الحافظ عنه: حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي
سليمان عن رافع بن أبي رافع عن أبيه قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، إذ سمع شيئاً في قبر، فقال لبلال:
"ائتني بجريدة خضراء" فكسرها باثنتين، وترك نصفها عند رأسها ونصفها
عند رجليه، فقال له عمر: لم يا رسول الله فعلت هذا به؛ قال:
…
فذكره.
وقال الذهبي - وأقره العسقلاني -:
"هذا حديث منكر جداً لا نعلم رواه غير أبي الخير.وشيخه أبو مودود القاصُّ
من المعمَّرين، والنُّساك المذكورين، وثقه أحمد
…
[وغيره]، قال الختلي: سمعت
ابن معين يقول:
"أتيت عبد المنعم فأخرج لي أحاديث أبي مودود نحواً من مائتي حديث
كذب، فقلت: يا شيخ! أنت سمعت هذه من أبي مودود؛ قال نعم. قلت: اتقِ
الله! فإن هذه كذب. وقمت، ولم أكتب عنه شيئاً ". وقال الخليلي في "الإرشاد":
"هو وضاع على الأئمة". واتهمه أحمد بالكذب.
قلت: وعلق له البيهقي حديثاً في "كتاب القراءة خلف الإمام" (114/268
مطبوعة أشرف بريس / لاهور) يرويه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه
عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة الظهر فقرأ معه رجل من الناس في نفسه،
فلما قضى صلاته، قال:
" هل قرأ معي منكم أحد؛"(قال ذلك ثلاثاً)، فقال له الرجل: نعم، يا
رسول الله! أنا كنت أقرأ بـ {سبح اسم ربك الأعلى} ،قال:
" ما لي أنازع القرآن؛! أما يكفي أحدكم قراءة إمامه؛ إنما جعل الإمام ليؤتم
به فإذا قرأ فأنصتوا ". وقال البيهقي:
"وعبد المنعم ذكره ابن عدي الحافظ في "الضعفاء" وقال: له أحاديث مناكيرُ لا
يتابع عليها.
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من الضعفاء المشهورين الذين جرحهم مُزَكُّو
الأخبار: مالك بن أنس فمن بعده".
قلت: وقد كنت ذكرته شاهداً في "صفة الصلاة"(94 - الطبعة الخامسة) - وفي
غيرها، نقلاً عن "الجامع الكبير" للسيوطي -، وكذلك فعلت في "الإرواء"، لكني
قلت فيه (2/39) :
"وسكت السيوطي عليه، وما أراه يصح".
ولقد صدق ظني بعد أن وقفت على إسناده، فلينبه على ذلك من كان عنده
"الإرواء" وَليُحذفْ من "صفة الصلاة" كما فعلت في الطبعة الجديدة منه - نشر
مكتبة المعارف في الرياض -.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم:
إنما جعل الإمام ليؤتم به
…
" إلخ، فله شاهدان - أحدهما في مسلم -
مخرجان في "الإرواء" وإن حكم البيهقي عليها بالشذوذ، فلم ينشرح الصدر
لحكمه، لما له من المتابعات، فراجع فيه الرقم (394) .
ثم إن حديث الترجمة له أصل في "صحيح مسلم"(8/235) من رواية جابر
ابن عبد الله رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ:
"إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يرفَّه عنهما ما دام الغصنان
رطبين".