الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6152
- (طلب الحلال مثل مقارعة الأبطال في سبيل الله، ومَنْ
بات عَيِيِّاً من طلب الحلال؛ بات والله عز وجل عنه راضٍ) .
منكر.
أخرجه البيهقي في "الشعب "(2/86/1232) من طريق علي بن
عَثَّام عن رجل - أظنه قال: الحسن بيّاع الحصر، أو كما قال - عن المعتمر عن
السكن يرفعه قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مرسل أو معضل، لأن السكن هذا إما تابعي أو
تابع تابعي، لأن المعتمر - وهو: ابن سليمان بن طرخان - يروي عن التابعين
وأتباعهم؛ فالله أعلم من أيهم هو؟
ثم إنني لم أعرفه. ومثله الحسن بيّاع الحصر. على أنه لو كان معروفاً؛ فإن
علي بن عثام لم يجزم بأنه هو، وذلك مما يشعر أنه ليس من المشهورين بالرواية.
والله أعلم.
6153
- (لا خير فيمن لا يجمعُ المال
…
يصل به رحمه، ويؤدي به
عن أمانته، ويستغني به عن خَلْقِ ربِّه) .
موضوع.
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء"(2/185) ، ومن طريقه ابن الجوزي
في "الموضوعات "، والبيهقي في "الشعب "(2/92/ 1251) من طريقين عن العلاء
ابن مسلمة الرَّوَّاس عن هاشم بن القاسم عن مُرَجَّى بن رجاء عن سعيد عن قتادة
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره. وقال ابن الجوزي:
"هذا ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما يروى نحوه عن الثوري، قال ابن
حبان: العلاء يروي الموضوعات على الثقات والمقلوبات، لا يحل الاحتجاج به.
وقال أبو الفتح الأزدي: كان رجل سوء؛ لا يحل لمن عرفه أن يروي عنه. وقال
محمد بن طاهر: كان يضع الحديث ".
وتعقبه السيوطي في "اللآلي"(2/ 320) ، ثم ابن عراق في "تنزيه الشريعة"
(2/303) بما أخرجه البيهقي في الموضع المذكور من طريق شيخه الحاكم؛ أنا
أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصيدلاني: ثنا الحسين بن الفضل: ثنا أبو النضر
حدثنا مرجى بن رجاء عن شعبة عن قتادة
…
به. وقال البيهقي:
"كذا وجدته في (كتاب شعبة)، وقال فيه غيره: عن أبي النضر هاشم بن
القاسم عن المرجى بن رجاء عن سعيد عن قتادة عن أنس ".
ثم ساقه من الوجه الأول، وقال عقبه:
"هكذا روي في هذا الإسناد، وقال فيه راويه: قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،
ولكني هبته، وإنما يروى هذا الكلام بعينه من قول سعيد بن المسيب ".
ثم ساق إسناده إلى ابن المسيب موقوفاً عليه، وهو الأقرب، وإن كان فيه بكر
ابن سهل الدمياطي: ثنا عبد الله بن صالح، وكلاهما ضعيف.
وأما المرفوع: ففي الطريق الأولى ذاك المتهم - العلاء بخن مسلمة الرواس -،
وتابعه في الطريق الأخرى الحسين بن الفضل - وهو: ابن عمير البجلي الكوفي -:
قال الذهبي في "الميزان ":
"
…
العلامة المفسر أبو علي نزيل نيسابور، روى عن يزيد بن هارون والكبار،
ولم أر فيه كلاماً، لكن ساق الحاكم في ترجمته مناكير عدة، فالله أعلم ".
وتعقبه الحافظ في "اللسان " بقوله:
"ما كان لذكر هذا في هذا الكتاب معنى؛ فإنه من كبار أهل العلم والفضل
…
قال الحاكم: كان إمام عصره في معاني القرآن
…
ثم ذكر شيئاً من أفراده وغرائب
حديثه، فساق له خمسة عشر حديثاً ليس فيها حديث مما ينكر [عليه] لكون سنده
ضعيفاً؛ فلا يلصق الوهم بالحسين، بل لا بد فيه من راو ضعيف غيره
…
".
قلت: وما نقله عن الحاكم قد ذكره عنه الذهبي نفسه في "سيرأعلام
النبلاء" (13/414 - 415)، ثم ختم ترجمته بقوله:
"ثمَّ إِنَّ الحَاكِم سَاق فِي تَرْجَمَتِهِ بَضْعَة عشر حَدِيْثاً غَرَائِب، فِيْهَا حَدِيْث
بَاطِل رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بن مُصْعَبٍ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْر عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ فَرَّج عَنْ مُؤْمِن كُرْبَةً؛ جَعَل الله
لَهُ يَوْم القِيَامَةِ شُعْبَتَين مِنْ نُوْرٍ عَلَى الصِّرَاط، يَسْتَضيء بِهِمَا مَنْ لَا يُحْصِيهِم إِلَاّ
رَبّ العزَّة ".
قلت: ومحمد بن مصعب هذا فيه ضعف - كما قال الذهبي في "الكاشف " -،
وقال الحافظ:
"صدوق كثير الغلط ".
قلت: فهذا يؤيد ما تقدم عن "اللسان " أن الوهم لا ينبغي أن يلصق بالحسين
ابن الفضل، ما دام في السند من ضُعِّف!
ثم إن ظاهر قول الذهبي: "
…
رواه عن محمد بن مصعب
…
"
…
أنه يعني:
أنه رواه الحسين عن ابن مصعب مباشرة، وهذا وإن كان تاريخ ولادة الحسين يساعد
على ذلك، فإنها كانت سنة (180) ، وكانت وفاة ابن مصعب سنة (208) ؛ فإني
أخشى أن يكون بينهما العلاء بن مسلمة الذي في الطريق الأولى. فقد رواه بعض