الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته
منه ".وهو حديث صحيح، مخرج في بعض كتبي منها "الصحيحة" (1394) ،
وكان يفتي به عروة بن الزبير. فراجع له من أجل الناحية الفقهية كتابي "تمام المنة"
(ص 417 - 418) .
فالحديث هذا ليس منسوخاً، لأنه خاص في الصورة المذكورة، فهو مبين للآية
والحديث المقرون معها. فتنبه!
6453
- (لا يَتِمُّ شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْماً) .
موضوع.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(7/222/6783) ،وابن الجوزي
في "الموضوعات"(1/141) من طريق إِسْحَاق بن إِدْرِيسَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن الْعَلاءِ
عَنْ سَعِيدِ بن زَيْدِ بن عُقْبَةَ عَنْ أَبِيه عَنْ سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ
…
مرفوعاً. وقال ابن
الجوزي:
"قال الدارقطني: "تفرد به إسحاق بن إدريس بهذا الإسناد. قال يحيى: كان
إسحاق يضع الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث ". وقال ابن حبان (1/135) :
"كان يسرق الحديث، وكان ابن معين يرميه بالكذب ". ثم ساق له حديثاً
في النَّفَل، وقال:
فأقلب متنه وإسناده جميعاً ".
قلت: ومن المحتمل أنه سرقه من ابن أبي شيبة،فقد رواه عن سعيد بن زيد
…
به.
أخرجه الطبراني أيضاً (6782) .
وأبو شيبة هذا - هو: إبراهيم بن عثمان العبْسي، وهو -: متروك الحديث - كما
قال النسائي وغيره -، وكذبه شعبة في قصة، وهو الذي تفرد بحديث صلاة
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان عشرين ركعة والوتر. انظر رسالتي "صلاة التراويح" (ص 21
- 24) .
ثم قال ابن الجوزي:
"قلت: وما أظن من وضع هذا يريد إلا شين الشرع، فإنه قد يتم شهران
وثلاثة، وحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخبر بما لا يكون ".
وللحديث شاهد، ولكنه تالف، يرويه يوسف بن خالد: ثنا جعفر بن سعد
ابن سمرة: ثنا خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن
جندب مرفوعاً
…
به.
أخرجه البزار في "مسنده"(1/461 - 462) .
وهذا إسناد ضعيف جداً، يوسف بن خالد - وهو: السمتي -: متهم بالكذب،
ولهذا قال الحافظ في "مختصر الزوائد"(1/413) :
"يوسف تالف،وقد رواه غيره بلفظ آخر ".
قلت: كأنه يشير إلى ما رواه مروان بن جعفر: ثنا محمد بن إبراهيم: ثنا
جعفر بن سعد به نحوه ولفظه:
"إن الشهر لا يكمل ثلاثين ليلة". أخرجه الطبراني (7035) .
قلت: ومروان بن جعفر صدوق - كما قال أبو حاتم -. لكن من فوقه لا يحتج
بهم:
أولاً: محمد بن إبراهيم - وهو: ابن خُبَيب بن سليمان بن سمرة -: لا يعرف
إلا بهذا الراوي عنه، ومع ذلك أورده ابن حبان في "الثقات"(9/58) على قاعدته،
ولكنه قال فيه:
"لا يعتبر بما انفرد به عنه مروان بن جعفر".
ثانياً: جعفر بن سعيد - وهو: ابن سمرة بن جندب -: ليس بالقوي.
ثالثاً: خبيب بن سليمان - وهو: ابن سمرة بن جندب، وهو -: مجهول أيضاً.
ومن عجائب السيوطي أنه تعقب في "اللآلي"(1/84) ابن الجوزي بالشاهد
التالف باعترافه، وبالطريق الأخرى ذات العلل الثلاث، مع أن لفظها مخالف
للحديث المشهود له، ولو أنهم تأولوه، مع أن التأويل فرع التصحيح، فأين هو؟!
وبشاهد آخر عزاه لأبي الشيخ في "العظمة". والطبراني أيضاً ولأبي نعيم في
"المعرفة"، ثلاثتهم من طريق سويد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله البحراني (!)
عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني
…
مرفوعاً في
حديث له بلفظ الترجمة، وسكت عنه فما أحسن، لأن سويداً هذا متفق على
تضعيفه، بل قال الإمام أحمد:
"متروك الحديث ". وقال البخاري:
"فيه نظر لا يحتمل ". واعتمده الذهبي في "الكاشف".
والحديث أخرجه أبو نعيم في ترجمة عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني من
طريق عبد الله بن محمد - وهو: أبو الشيخ - وهذا من طريق أحمد بن عمرو [ابن]
الضحاك - وهو: ابن أبي عاصم الشيباني - وهذا أخرجه في "الآحاد والمثاني"
(2/359/1130) قال: حدثنا محمد بن مصفى: نا سُويد بن عبد العزيز
…
به.
ورجاله ثقات غير سُويد - كما تقدم -، وفي ابن أبي عميرة كلام في صحبته،
فنفاها ابن عبد البر، وأثبتها الحافظ في "الإصابة" بمجموع طرق، مضعفاً لخصُوص
هذا الطريق. والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق.