الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما ابنه أحمد بن محمد بن ماهان، فهو من شيوخ بحشل في "التاريخ " كما
مر آنفاً، وقد روى عنه بعض الأحاديث فيه (ص 118 و157 - 158 و164
و185) ، وأورده ابن أبي حاتم في "الجرح" (1/1/73) فقال:
" أحمد بن محمد بن ماهان المعروف والده بأبي حنيفة صاحب القصب
الواسطي. روى عن أبيه، كتب لنا أبو عون بن عمرو بن عون شيئاً من فوائده فلم
يعرف أبي والده. وقال: هو مجهول، ولم يسمع منه ".
قلت: فقول الذهبي في ترجمته من "الميزان ":
" قال ابن أبي حاتم: مجهول ".
فإنما هو وهم؛ لأن كلام ابن أبي حاتم المذكور صريح في أن هذه اللفظة
"مجهو " إنما حكاه عن أبيه في أبي حنيفة هذا، وليس في ابنه أحمد، كما نبه
على ذلك الحافظ في "اللسان ".
لكن ما دام أن ابن أبي حاتم لم يذكر فيه شيئاً فهو في حكم المجهولين. والله
أعلم.
(تنبيه) : لقد وقع خطأ فاحش في متن هذا الحديث في الطبعات الثلاثة
لـ "كامل ابن عدي" كما نبهت على ذلك في تعليقي على هذا الحديث في فهرسي
لـ "الكامل " الذي أنا في صدد الانتهاء من ترتيبه وتبييضه مع تصحيح المئات إن
لم أقل الألوف من الأخطاء الواقعة في طبعاته، وفي فهرسه الذي وضعه الناشر
وسموه بـ "معجم الكامل"!
6228
- (لا يُقادُ البَعيرُ بينً الرَّجُلَيْنِ) .
منكر.
علقه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/2/421 - 422) ، وابن حبان
في "الضعفاء"(2/252) عن يسار بن محمد عن محمد بن ثابت عن أبيه عن
أنس مرفوعاً.
ووصله ابن عدي في "الكامل "(6/137) من طريق إسحاق بن إبراهيم
الشهيدي عنه؛ لكن وقع فيه: "محمد بن يسار" على القلب، والصواب ما في
"التاريخ "؛ فإنه كذلك في "الجرح والتعديل"، فقال (4/2/307) :
"يسار بن محمد البناني. روى عن [محمد بن] ثابت عن أبيه عن أنس
…
".
كذا فيه، وكأنه يشير إلى هذه الرواية، وسقط منه ما بين المعكوفتين واستدركتها
من "التاريخ" وغيره، والظاهر أنه سقط قديم، فإنه في "الميزان" هكذا:
"يسار البناني عن ثابت البناني، قال يحيى بن معين: لا شيء".
وهذا تلخيص ما في "الجرح" كما هي عادته، فقد قال ابن أبي حاتم:
"ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: يسار بن
محمد البناني الذي روى عن ثابت عن أبيه عن أنس لا شيء".
وقد عقب الحافظ في "اللسان " على الذهبي بقوله:
"وهذا أظنه يسار بن محمد البصري، يروي عن محمد بن ثابت البنانى عن
أبيه عن أنس رضي الله عنه نسخة أوردها البزار، فيها مناكير".
قلت: ظنه يتأيد بما سبق، ولكن ليس هو علة الحديث؛ فإنه قد توبع، وإن
كان المتابع له لم أجد له ترجمة، وهو مظهر بن الهيثم، أخرجه الرامهرمزي في
"المحدث الفاصل"(ق 24/2 - الظاهرية)(1) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع:
ثنا مظهر بن الهيثم: ثنا محمد بن ثابت البناني عن أبيه
…
به. قال أبو همام:
(1) وهو في مطبوعة دار الفكر الدمشقية (ص 258/166) .
"سمعت، أبا عاصم الضحاك بن مخلد يقول: لا يركبانه جميعاً، بل يمشيان ".
فالعلة إذن محمد بن ثابت البناني؛ فإنه متفق على ضعفه، بل قال البخاري:
" فيه نظر".
وفي ترجمته أورده ابن عدي مع أحاديت أخرى، ثم قال في آخرها:
"وهذه الأحاديث مع غيرها مما لم أذكر عامتها لا يتابع عليه ".
وبه أعله ابن حبان، فقال:
"يروي عن أبيه ما ليس من حديثه كأنه ثابت آخر، لا يجوز الاحتجاج به،
ولا الرواية عنه على قلته".
وتبعه على ذلك ابن طاهر المقدسي، فقال في "تذكرة الموضوعات " (ص 108) :
"فيه محمد بن ثابت البناني؛ لا يجوز الاحتجاج به، قال ابن معين: ليس بشيء".
قلت: ومظهر بن الهيثم أورده ابن أبي حاتم (4/1/396) برواية محمد بن
مرزوق عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول الحال؛ لأنه قد روى عنه
الوليد بن شجاع أيضاًكما ترى.
تحريف عجيب:
من عجائب التحريفات التي مرت بي أن لفظة "البعير" في هذا الحديث
تحرفت في "ضعفاء ابن حبان " إلى "العبد"! والظاهر أنه تحريف قديم؛ فإنه كذلك
وقع في "تذكرة المقدسي"، فإنه كثير النقل عن "ضعفاء ابن حبان " حديثاً
وتعليلاً، بل لعل أحاديثه كلها منه، لكن الأمر يحتاج إلى تتبع.
وأعجب من هذا التحريف ما وقع في "كامل ابن عدي " (طبع دار الفكر
البيروتية) :
"لا يعاد القبر
…
"!
كذا وقع في طبعات الدار الثلاثة، وما أسوأها من دار نشر، مع ادعاء التحقيق
لما تنشر، ولا شيء منه يذكر، وها هو المثال بين يديك! وما أكثر الأمثلة لو تتبعت؛
لكانت مجلداً! وكذلك وقع الحديث محرفاً في فهرس "الكامل " الذي نشرته الدار
المذكورة تحت اسم: "معجم الكامل"! وفيه العجب العجاب من الأخطاء علاوة على
الأخطاء الواردة في الأصل الذي وضع له هذا المعجم: "الكامل ". والله المستعان.
ووقع الحديث في "موسوعة الأطراف " في ثلاثة مواطن أحدها على الصواب
معزواً للتاريخ، والثاني محرفاً معزواً لابن عدي، والثالث كذلك معزواً لابن طاهر
المقدسي!!
والحديث مما خلا "الجامع الكبير" منه للسيوطي، وكذا "الجامع الأزهر" للمناوي،
و"العلل " لابن الجوزي، وفهرس "التاريخ الكبير" للأستاذ برق التوحيدي!
ثم وجدت ما يؤكد قدم التحريف. فقد رأيته وقع هو عينه في "كشف
الأستار" (2/205/1529) للهيثمي، وبوب له به فقال: "باب لا يقاد العبد بين
الرجلين ". وكذلك أورده في "مجمع الزوائد" (6/288) تحت "باب ما جاء في
القود والقصاص
…
"، وقال:
"رواه البزار وفيه محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف ".
وكذلك أورده الحافظ في "مختصر الزوائد"(2/69/1439) .
وبعد هذا أقول الآن: لعل هذا التناقض بين لفظتي: "البعير" و"العبد"، إنما