الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كذا قال، وكأنه لم يعتد برواية إبراهيم بن عبد السلام المتقدمة؛ لأ نها مسروقة.
لكن قد تابعه غيره؛ لكنه متهم - كما يأتي -. وقال الخطيب عقب الحديث:
"أخبرنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: عبد الرحيم بن
هارون الغساني متروك؛ يكذب ".
وأقره الذهبي في "الميزان "، وساق له هذا الحديث في جملة ما استنكر
عليه، وقال عقبه:
"رواه حفص بن غياث عن عبد العزيز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره؛
منقطعأ".
قلت: يشير إلى أن هذا هو المحفوظ عن عبد العزيز؛ لأن حفص بن غياث
ثقة، ومن وصله ضعيف أو متهم.
ومنهم عبد الله بن عبد العزيز بن أبر زوّاد عن أبيه عن نافع عَنْ ابْنِ عُمَرَ
…
أخرجه البيهقي والشهاب (1178) .
وعبد الله هذا: قال أبو حاتم وغيره:
"أحاديثه منكرة". وقال ابن الجنيد:
" لا يساوي شيئاً، يحدث بأحاديث كذب ". وقال ابن عدي (4/1517) :
"يحدث عن أبيه عن نافع عَنْ ابْنِ عُمَرَ بأحاديث لا يتابعه أحد عليه ".
وبالجملة؛ فالحديث منكر من جميع طرقه، وقد استنكره من تقدم ذكرهم.
6097
- (يا خَدِيجةُ! هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء) .
صعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط "(2/99/1/6581) : حدثنا
محمد بن عبد الله بن عرس المصري: ثنا يحيى بن سليمان بن نَضْلةَ المديني: ثنا
الحارث بن محمد الفهري: ثنا إسماعيل بن أبي حكيم: حدثني عمر بن
عبد العزيز: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام؛ حدثتني أم
سلمة عن خديجة قالت:
قلت: يا رسول الله! يا ابن عمي! هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن
تخبرني به؟ فقال لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نعم يا خديجة". قالت خديجة: فجاء
جبريل ذات يوم وأنا عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره. فقلت له: قم
فاجلس على فخذي الأيمن، فقام فجلس على فخذي الأيمن، فقلت له: هل تراه؟
قال: "نعم "، فقلت له: تحول؛ فاجلس على فخذي الأيسر، فجلس، فقلت له:
هل تراه؟ قال: "نعم "، فقلت له: تحول؛ فاجلس في حجري، فجلس، فقلت له:
هل تراه؟ قال: "نعم". قالت خديجة: فتحسرت وطرحت خماري وقلت له: هل
تراه؟ قال: "لا". فقلت له: هذا والله ملك كريم، لا والله ما هذا شيطان.
قالت خديجة: فقلت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى (*) بن قصي:
ذلك مما أخبرني به محمد رسول الله فقال ورقة: حقّاً يا خديجة حديثك.
قلت: قال الهيثمي فى "المجمع، (8/256) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن".
وأقول: هو كذلك؛ لولا ما يأتي:
أولاً: يحيى بن سليمان بن نضلة المديني فيه كلام من جهة حفظه، قال ابن
عدي (7/2710) :
(*) في أصل الشيخ رحمه الله: (عبد العزيز) . (الناشر) .
"قال ابن خراش: لا يسوى فلساً. (قال ابن عدي) : يروي عن مالك وأهل
المدينة أحاديث [عامتها] مستقيمة".
وقال ابن أبي حاتم (4/2/154) عن أبيه:
"شيخ، حدث أياماً ثم توفي".
ويعني أنه في المرتبة الثالثة عنده؛ أي: يكتب حديثه وينظر فيه؛ أي: أنه
يستشهد به؛ لأنه قبل المرتبة الرابعة وهي من قيل فيه: متروك الحديث، أو
كذاب، ونحو ذلك.
ولما ذكره ابن حبان في "الثقات "(9/269) قال:
"يخطئ ويهم ".
قلت: فمثله لا يحتج بحديثه؛ إذا لم يتابع كما يفيده قول الطبراني عقبه:
"تفرد به يحيى بن سليمان ".
فكيف به وقد خولف، وهو قولي:
ثانياً: فقال ابن إسحاق في "السيرة"(1/257) ومن طريقه الطبري في
"التاريخ "(1/208)، وكذا البيهقي في "الدلائل " (2/151 - 152) : وحدثني
إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير: أنه حدثه عن خديجة رضي الله عنها
…
الحديث نحوه. قال ابن إسحاق: وقد حدثت عبد الله بن حسن هذا الحديث؛
فقال: قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة،
إلا أني سمعتها تقول:
أدخلتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها؛ فذهب عند ذلك جبريل، فقالت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لملك وما هو بشيطان.