الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6136
- (يا خَوْلَةُ! مَا حَدَثَ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ؟ جِبْرِيلُ لا
يَأْتِينِي! فَهَلْ حَدَثَ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ حَدَثٌ؟
…
يَا خَوْلَةُ! دَثِّريني!
فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ) .
منكر.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(24/249/636) : حدثنا علي
ابن عبد العزيز: ثنا أبو نعيم: ثنا حفص بن سعيد القرشي: حدثتني أمي عن
أمها - وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أن جرواً دخل البيت، ودخل تحت السرير ومات، فمكث نبي الله صلى الله عليه وسلم أياماً
لا ينزل عليه الوحي، فقال:(فذكر الحديث)، فقلت: والله! ما أتى علينا يوم خيراً
من يومنا، فأخذ برده فلبسه وخرج، فقلت: لو هيأت البيت وكنسته، فأهويت
بالمكنسة تحت السرير، فإذا شيء ثقيل؛ فلم أزل حتى أخرجته، فإذا بجرو ميت،
فأخذته بيدي فالقيته خلف الجدار، فجاء نبي الله ترعد لحيته - وكان إذا أتاه
الوحي أخذته الرعدة -، فقال: "يا خولة! دثريني
…
" الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده "، ومن طريقه ابن أبي عاصم في آخر
"الآحاد والمثاني "، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 94) : حدثنا أبو
نعيم الفضل بن دكين
…
به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وله علتان، وهما الجهالة:
الأولى: أم حفص بن سعيد: لم أجد لها ترجمة، وبها أعله الهيثمي؛ فقال
في "المجمع"(7/138) :
"رواه الطبراني، وأم حفص لم أعرفها".
والأخرى: ابنها حفص بن سعيد: فقد أورده البخاري في "التاريخ "، وابن
أبي حاتم في "الجرح"، وابن حبان في "الثقات "(6/199) من رواية أبي نعيم
فقط عنه؛ فهو مجهول، ولذلك قال ابن عبد البر في "الاستيعاب ":
"ليس إسناده مما يحتج به ".
وأقره الحافظ في "الإصابة"، وسكت عنه في "المطالب العالية " (3/396/
3806) وقد عزاه لأبي بكر - يعني: ابن أبي شيبة - في "المسند"، وقال المعلق عليه:
"ضعف البوصيري سنده؛ لجهالة بعض رواته ".
هكذا أطلق ولم يبيِّن؛ فلا أدري أهو من المعلق، أم من البوصيري نفسه؟ وقد
سبقه إلى مثله الحافظ في "الفتح "(8/710) فقال - بعد ما عزاه للطبراني -:
"في إسناده من لا يعرف ".
ثم ذكر الحافظ للحديث علة ثالثة؛ وهي: الشذوذ - كما قال - والمخالفة لما في
"الصحيح ". وهو يشير بذلك إلى حديثين:
الأول؛ ما تقدم تخريجه تحت الحديث (6133) من رواية الشيخين وغيرهما
أن سورة {الضحى} كان سبب نزولها قول امرأة: "أبطأ عليه شيطانه ". وليس
بمناسبة الجرو.
والآخر: حديث إبطاء مجيء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسبب
الجرو حديث صحيح مشهور، جاء عن خمسة من الصحابة من طرق عنهم؛
أحدهما في "صحيح مسلم "، وهي مخرجة في "آداب الزفاف " (ص 190 - 196 -
طبع المكتبة الإسلامية/ عمان) ، وهو مخالف لحديث الترجمة من وجوه؛ أهمها:
أنه ليس فيها نزول: {والضحى} ، كيف وهي مكية، وقصة الجرو مدنية؟! لأن