الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 -
ولم يذكر اعتناقه صلى الله عليه وسلم إياها.
7 -
ولا الجملتين المرفوعتين: "إني رأيتها أحدثت
…
"، و"هكذا كوني
…
".
8 -
وذكر الفضيل مكانهما قوله صلى الله عليه وسلم: "وما أنا والدنيا، وما أنا والرقم؟ ".
9 -
ولم يذكر هتكها للستر، وما قرن معه.
10 -
وزاد في آخره أنه صلى الله عليه وسلم أمرها أن ترسل بالستر إلى أهل بيت بهم حاجة.
قلت: فمخالفة إبراهيم بن قُعيس للفضيل بن غزوان في بعض ما بينته
يكفي للاطمئنان لتضعيف أبي حاتم إياه، فكيف بها وهي عشرة كاملة؟! ولعل
ذلك من الأسباب التي كان الإمام أبو حاتم لحظها؛ فضعفه. والله أعلم.
وقد سقت رواية الفضيل بتمامها، وخرجتها في "الصحيحة" في المجلد
السابع برقم (3140) برواية أبي داود وغيره مطولاً، بسند صحيح، ورواية البخاري
مختصراً. والله ولي التوفيق.
6270
- (مِنْ كرامتي أنِّي وُلِدتُ مختوناً، ولم يرَ أحدٌ سَوْأَتي) .
منكر.
أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(ص 193 - هند) ، وفي "الأوسط "
(2/80/1/6284) ، والخطيب في "التاريخ "(1/329) ، ومن طريقه ابن الجوزي
في "العلل"(1/165/264) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق " (1/537 - مصورة
المدينة) من طرق عن سفيان بن محمد المصيصي قال: ثنا هشيم عن يونس بن
عبيد عن الحسن عن أنس مرفوعاً. وقال الطبراني:
"لم يروه عن يونس إلا هشيم، تفرد به سفيان بن محمد".
قلت: وهو متروك، وقال الهيثمي (8/224) :
"متروك". وقال ابن الجوزي عقب الحديث:
"قال ابن عدي: كان يسرق الأحاديث، ويسوي الأحاديث، وفي حديثه
موضوعات. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به".
قلت: وقد توبع؛ فأخرجه أبو نعيم في "الحلية "(3/24) ، وفي "دلائل النبوة"
(ص 110 - بيروت) ، وابن عساكر (ص 538) من طريق نوح بن محمد بن نوح،
زاد ابن عساكر: وأبي الفضل محمد بن عبد الله المرجاني قالا: أنبأنا الحسن بن
عرفة قال: ثنا هشيم بن بشير
…
به. وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث يونس عن الحسن، لم نكتبه إلا من هذا الوجه"! .
وأعلّه ابن عساكر بقوله:
"وهذا إسناد فيه بعض مَن يجهل حاله، وقد سرقه من ابن الجارود - وهو
كذاب -؛ فرواه عن الحسن بن عرفة".
ثم ساقه بإسناده عن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي:
أنبأنا الحسن بن عرفة
…
به".
قلت: وابن الجارود الرقي هذا لم أره فيما عندي من المراجع، مثل:"الميزان"
و"اللسان " وغيرهما مثل: "الأنساب" للسمعاني، و"تاريخ الرقة" للقشيري الحراني.
والله أعلم.
ومثله أبو الفضل محمد بن عبد الله المرجاني، لم أعرفه، وهذه النسبة:
(المرجاني) لم يوردها السمعاني في "الأنساب"، ولا ابن الأثير في "اللباب ".
وأما نوح بن محمد بن نوح، فقد ذكره الذهبي في "الميزان " هكذا:
"نوح بن محمد الأبلي. روى عن الحسن بن عرفة حديثاً شبه موضوع ".
قلت: يعني هذا، فقد ساقه الحافظ في "اللسان " من رواية أبي نعيم وقال عقبه:
"كلهم ثقات إلا نوحاً فلم أر من وثقه، وقد روى هذا الحديث الحافظ ضياء
الدين في "المختارة" من هذا الوجه، ومقتضاه على طريقته أنه حديث حسن ".
قلت: وقد فات الحافظ إشارة ابن عساكر إلى جهالة نوح هذا، وقرينه محمد
ابن عبد الله المرجاني؛ فلم يستدركه في "لسانه " على الذهبي، ومثله ابن الجارود
الرقي الذي اتهمه ابن عساكر بالكذب والسرقة، لم يستدركه الحافظ أيضاً.
وهذه فوائد في ترجمة هؤلاء الثلاثة، تفرد بنقلها إلى القراء عن حافظ الشام
ابن عساكر كتابي هذا. فالحمد لته على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله.
(تنبيه) : "الأبلي" هكذا بالموحدة وقع في "الميزان"، "والمغني"، وأما "اللسان "
ففيه "الأيلي" بالمثناة، وكذلك هو في "الحلية"، ولم ينسب في "ابن عساكر".
ثم إن الحديث قد روي عن بعض الصحابة من قولهم عنه صلى الله عليه وسلم، وليس من
قوله هو عن نفسه، وهم: العباس بن عبد المطلب، وابنه عبد الله، وأبو هريرة، وعبد الله
ابن عمر.
1 -
أما العباس، فقال ابن سعد في "الطبقات " (1/103) : أخبرنا يونس بن
عطاء المكي: أخبرنا الحكم بن أبان العدني: أخبرنا عكرمة عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عن
أبيه العباس بن عبد المطلب قال:
ولد النبي صلى الله عليه وسلم مختوناً مسروراً، قال: وأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده،
وقال: ليكونن لابني هذا شأن، فكان له شأن.
ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر (1/537) .
وتابعه سليمان بن سلمة الخبائري: ثنا يونس بن عطاء
…
به.
أخرجه أبو نعيم في "الدلائل "(ص 110) ، والبيهقي في "دلائله"(1/114) ،
ومن طريقه ابن عساكر 1/ (403) .
قلت: والخبائري هذا متهم؛ لكن متابعة ابن سعد إياه تدفع التهمة عنه
وتعصبها بشيخهما يونس بن عطاء؛ فإنه متهم، قال ابن حبان:(3/141) :
"يروي العجائب، لا يجوز الاحتجاج به ".
وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم:
"روى عن حميد الطويل الموضوعات ".
إذا عرفت هذا؛ فقد تساهل ابن عبد البر حين قال في مقدمة "الاستيعاب "
عقب الحديث:
"وليس إسناد حديث العباس هذا بالقائم".
2 -
وأما عبد الله بن عباس، فقال جعفر بن عبد الواحد: قال لنا صفوان بن
هبيرة ومحمد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن عطاء عنه قال:
…
فذكره مثل
الذي قبله دون قوله: "وأعجب ذلك
…
".
أخرجه ابن عدي في "الكامل "(2/155) وابن ى ساكر أيضاً.
قلت: وجعفر هذا قال الدارقطني:
"يضع الحديث ".
وفي ترجمته ساقه ابن عدي في أحاديث أخرى له، ثم قال:
"وهذه الأحاديث كلها بواطيل، وبعضها سرقها من قوم، وله غيرها من
المناكير، وكان يتهم بوضع الحديث ".
ونقل هذا عنه الخطيب في "التاريخ "(5/173 - 175) وذكر له بعض
الأحاديث نقل عن أبي زرعة أنه قال ببطلانها. ثم ذكر أنه كان من حفاظ
الحديث، وكانت له بلاغة ولَسَن.
3 -
وأما أبو هريرة، فقال محمد بن كثير الكوفي: أنبأنا إسماعيل بن مسلم
عن الحسن عن أبي هريرة
…
به.
أخرجه ابن عساكر.
وآفة هذا محمد بن كثير الكوفي، قال الإمام أحمد:
"خرقنا حديثه ". وقال البخاري:
" منكر الحديث ". وقال ابن عدي (6/254) :
"والضعف على حديثه بيِّن ".
وإسماعيل بن مسلم هو. المكي أبو إسحاق البصري، كما في "تهذيب المزي"،
وهو مثل محمد بن كثير أو قريب منه؛ فقد قال فيه الإمام أحمد:
"منكر الحديث". وقال البخاري في "التاريخ"(1/1/372) :
"تركه يحيى، وابن مهدي، وابن المبارك، وربما روى عنه ".
وقد وثقّ هو وابن كثير الكوفي.
4 -
وأما ابن عمر، فقال محمد بن محمد بن سليمان: أنبأنا عبد الرحمن
ابن أيوب الحمصي: أنبأنا موسى بن أبي موسى المقدسي: حدثني خالد بن
سلمة عن نافع عَنْ ابْنِ عُمَرَ
…
به.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان "(1/156) ومن طريقه ابن عساكر قال:
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن خالد الخطيب المُلْحَمي: ثنا محمد بن
محمد بن سليمان
…
به.
أورده أبو نعيم في ترجمة الملحمي هذا، ووصفه بـ "المعدل المقرئ "، وقال:
"توفي بعد الستين، حدث عن العراقيين والأصبهانيين ".
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأنا أخشى أن يكون هو أحمد بن محمد بن
حرب أبو الحسن الملحمي المترجم في "كامل ابن عدي"(1/200 - 202) ، و"تاريخ
جرجان" (ص 72 - 73) ، و"ضعفاء ابن حبان " (1/154) ، و"أنساب السمعاني "،
فإنه من هذه الطبقة، ومن شيوخ ابن عدي، وقد ساق له عدة أحاديث تدل على
سوء حاله، وذكر أنه مولى سليمان بن علي الهاشمي؛ يتعمد الكذب ويلقن
فيتلقن، وختم ترجمته بقوله:
"هو مشهور بالكذب، ووضع الحديث ". وقال ابن حبان:
"كذاب يضع الحديث، كان في أيامنا باقياً ".
وهناك راو آخر يلتقي مع هذين في التكني بـ "أبي الحسن" وبالأول في نسبة
"المقرئ"، وفي الرواية عن الباغندي، وعنه أبو نعيم، وهو أحمد بن محمد بن
الحسن بن يعقوب بن مقسم أبو الحسن المقرئ العطار. هكذا ساقه الخطيب في
"التاريخ "(4/429) ، وذكر أنه روى عن جمع منهم محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي، وقال:
"حدثنا عنه أبو نعيم الحافظ، و
…
و
…
و
…
وكان يظهر النسك والصلاح،
ولم يكن في الحديث ثقة، قال حمزة بن يوسف: حدث عمن لم يره، ومن مات ق
بل أن يولد".
قلت: وهذه الصفة مما وصف بها ابنُ عدي ابن حرب الملحمي؛ فإنه ذكر عنه:
أنه قال: "حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، وزعم أنه كتب عنه بجرجان، وكذب؛
لأن إبراهيم ما دخل جرجان قط، ومات قبل أن يولد أحمد بن محمد بن حرب "!
فهذا الاشتراك في هذه الصفة وفيما قبلها مما يلقي في النفس أنهم شخص
واحد، ولا ينافي ذلك الاختلاف في أسماء الأجداد؛ لأنه قد ينسب الراوي أحياناً
إلى الجد الأدنى، وتارة إلى الأعلى، وبعضهم لا يسوق النسب بتمامه الذي يعرف
به، وهذا معلوم عند العارفين بالتراجم؛ كما أنه لا ينافي ذلك أن هذا بغدادي،
والأولين جرجانيَّان؛ لأ نه قد يكون جرجانياً ولادة بغدادياً وفاة، أو العكس. ثم إن
هذا يلتقي أيضاً مع الذي قبله في كونه متهماً؛ فروى الخطيب عن أبي القاسم
الأزهري أنه قال:
" لم يكن أبو الحسن بن مقسم ثقة. وقال مرة: كان كذاباً ".
وجملة القول؛ هذا ما انقدح في نفسي، ولم أجد من تكلم في شيء من
هذا، فإن أصبت؛ فمن الله، وإلا؛ فمن نفسي، فمن كان عنده شيء؛ فليدل به،
ونحن له من الشاكرين.
وفي الإسناد علل أخرى، منها أن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي مع
كونه من الحفاظ الكبار المشهورين؛ فقد اتهمه بعضهم بالكذب، ورد ذلك الذهبي
بقوله في "الميزان ":
"قلت: بل هو صدوق من بحور الحديث، قيل: إنه أجاب في ثلاثماثة ألف
مسالة فِي حَدِيثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وقال الدارقطني في "الضعفاء":
"الباغندي مدلس مخلط، يسمع من بعض رفاقه، ثم يسقط من بينه وبين
شيخه، وربما كانوا اثنين وثلاثة، وهو كثير الخطأ ".
فأقول: لعل اتهام من اتهمه؛ إنما كان لكثرة خطئه، ولكن ذلك مغتفر بالنسبة
لكثرة محفوظاته. والله أعلم.
وشيخه عبد الرحمن بن أيوب الحمصي لم أعرفه، ولم يورده ابن عساكر في
"تاريخ دمشق ".
ومثله موسى بن أبي موسى المقدسي. والله أعلم.
وجملة القول: أن هذه الطرق شديدة الضعف؛ فلا تصلح للاعتضاد بها؛
ولذلك رد الذهبي على الحاكم قوله في "المستدرك، (2/602) :
"وقد تواترت الأخبار أن رسوك الله صلى الله عليه وسلم ولد مختوناً مسروراً".
فقال الذهبي في "تلخيصه":
"ما أعلم صحة ذلك، فكيف متواتر؟! ".
وذكر نحوه ابن كثير في تاريخه "البداية"(2/265) .
فالعجب من ابن الجوزي مع إعلاله لحديث الترجمة بما تقدم نقله عنه، عقب
عليه جازماً بقوله:
"قلت: ولا شك أنه ولد مختوناً؛ غير أن هذا الحديث لا يصح به "!
ومع هذا كله، فقد روي ما يخالف هذا الحديث الواهي فِي حَدِيثِين اثنين:
الأول: من طريق يحيى بن أيوب العلاف قال: نا محمد بن أبي السري
العسقلاني: نا الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة عن عطاء الخراساني
عن عكرمة عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ:
أن عبد المطلب خق النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه، وجعل له مأدبة، وسماه محمداً.
قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد؛ إلا عند ابن أبي السري.
قلت: قال الحافظ في "التقريب":
"صدوق عارف، له أوهام كثيرة".
وقال في " التهذيب ":
" أورد ابن عدي من مناكيره حديثه عن معتمر عن أبيه عن عطاء عن أبي
هريرة مرفوعاً: من سئل عن علم
…
".
وذكره الذهبي أيضاً في "الميزان" وقال هو والحافظ:
"وقال ابن عدي: كثير الغلط ".
وأقول: لقد سقطت ترجمة محمد بن أبي السري هذا وحديثه في العلم من
النسخة المطبوعة من كتابه "الكامل"؛ فقد راجعت منه باب من اسمه "محمد"،
وفهرسه في الأسماء والأحاديث؛ فلم أجد لذلك كله ذكراً. فلتراجع مخطوطاته.
ثم إن في إسناد الحديث علتين أخريين:
إحداهما: تدليس الوليد بن مسلم؛ فإنه كان يدلس تدليس التسوية.
والأخرى: عطاء الخراساني - وهو: ابن أبي مسلم - قال الحافظ:
"صدوق يهم كثيراً، ويرسل ويدلس ".
والحديث الأخر: يرويه محمد بن عبد الله الحضرمي قال: ثنا عبد الرحمن
ابن عيينة البصري قال: ثنا علي بن محمد السلمي المدائني قال: ثنا مسلمة بن
محارب بن سلم بن زياد عن أبيه عن أبي بكرة:
إن جبريل خَتَنَ النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه.
قلت: وهذا منكر أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط " (2/23/2 - مجمع
البحرين/ الجامعة) (1) ، وأبو نعيم في "الدلائل "(ص 111) ، وابن عساكر أيضاً،
وقال الطبراني:
"لا يرون إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرحمن ".
قلت: وهذا إسناد مظلم، ما بين الحافظ الحضرمي، وأبي بكرة الثقفي جلهم
لا يعرفون، وبيان ذلك على الوجه التالي:
1 -
عبد الرحمن بن عيينة البصري؛ لم أجد له ترجمة، ولم يعرفه الهيثمي؛
كما يأتي.
2 -
مسلمة بن محارب الزيادي، أورده البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا
فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات "(7/ 490) برواية
إسماعيل ابن علية عنه. وأما أبو حاتم، فقال:
"روى عنه أبو الحسن المدائني ".
قلت: فتساءلت: من أبو الحسن هذا؟ فقلت: لعله علي بن محمد السلمي
(1) وقد بحثت عنه كثيراً في "المعجم الأوسط " نفسه فلم أجده.
المدائني شيخ الحضرمي في هذا الحديث، فرجعت إلى "مقتنى الذهبي" فإذا به
يذكر (179/1474) فيمن يكنى بأبي حسن:
"علي بن محمد بن حسن المدائني " فرجعت إلى أصله "كنى أبي أحمد
الحاكم "، فرأيته ذكر أنه روى عن المفضل بن غسان الغلابي (وهو ثقة مترجم في
"تاريخ بغداد") وأبي جعفر أحمد بن عبيد بن ناجح العسكري. (وهو ليِّن
مترجم في "التهذيب") وهما من طبقة الحضرمي، فغلب على ظني أنه شيخه في
هذا الحديث، والله أعلم.
3 -
محارب الزيادي، ذكره البخاري وأبو حاتم وابن حبان (5/452) برواية
ابنه مسلمة فقط عنه؛ فهو مجهول. وأما الهيثمي فقال (8/224) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد الرحمن بن عيينة وسلمة! بن
محارب؛ ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات "!
وبالجملة: فالإسناد ضعيف لا تقوم به حجة، والمتن منكر؛ لأن قصة تطهير
قلبه! قد صحت من طرق عنه صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر في شيء منها، ختنه صلى الله عليه وسلم،
وقد كنت خرجت بعضها في "الصحيحة" فراجع إن شئت رقم (373 و1445) ،
ولذلك فإن السيوطي لم يحسن بإيراده إياه في "الخصائص" مع حديث الباب
وغيره مما بينا علته؛ بل أوهم القراءصحته بقوله (1/132) :
"وصححه الضياء في (المختارة) "!
وفاته إعلال ابن عساكر إياه بالجهالة، وقول الذهبي:
"إنه حديث شبه موضوع ". ثم رأيته قال في "المغني"(702/6682) :
" أظنه موضوعأً ".
وتغافل الأسيوطي عن قول ابن القيم رحمه الله في أول كتابه القيم "زاد المعاد":
"حديث لا يصح، ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في "الموضوعات "، وليس فيه
حديث ثابت، وليس هذا من خواصه؛ فإن كثيراً من الناس يولد مختوناً
…
،
وحدثني صاحبنا أبو عبد الله محمد بن عثمان الخليلي المحدث ببيت المقدس أنه
ولد كذالك؛ وأن أهله لم يختنوه، والناس يقولون لمن ولد كذلك: ختنه القمر!
وهذا من خرافاتهم".
قلت: ومن الغرائب أن ابن صياد - وقد قيل فيه ما هو معروف - ولد كذلك؛
فقد روى ابن أبي شيبة في "المصنف "(15/159) بسند صحيح عن أم سلمة
رضي الله عنها قالت:
" ولدته أمه مسروراً مختوناً. يعني: ابن صياد".
وروى عبد الرزاق في "مصنفه "(11) بسند صحيح عن عروة بن الزبير قال:
"ولد ابن صياد أعور مُختتناً ".
ثم ذكر ابن القيم عقب حديث ابن أبي السري المتقدم فائدة لا بأس من
تقديمها إلى القراء، قال رحمه الله:
"وَقَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَاضِلَيْنِ، صَنّفَ أَحَدُهُمَا مُصَنّفاً فِي أَنّهُ
وُلِدَ صلى الله عليه وسلم مَخْتُوناً، وَأَجْلَبَ فِيهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ الّتِي لَا خِطَامَ لَهَا وَلَا زِمَامَ، وَهُوَ
كَمَالُ الدّينِ بْنُ طَلْحَةَ (1) ، فَنَقَضَهُ عَلَيْهِ كَمَالُ الدّينِ بْنُ الْعَدِيمِ (2) وَبَيّنَ فِيهِ أَنّهُ
(1) هو العلامة أبو سالم محمد بن طلحة القرشي الشافعي، مات سنة (652) ، له
ترجمة في "سير الذهبي"(23/293- 294) .
(2)
هو العلامة أبو القاسم عمر بن أحمد الحلبي مؤلف "تاريخ حلب" في نحو ثلاثين
مجلداً، توفي سنة (660) .