الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في "اللسان" برواية ثلاثة من الحافظ وآخرين، وقال:
"ما علمت فيه جرحاً".
وللحديث طريق أخرى عن عائشة مرفوعاً نحوه دون قوله: "اعملوا يسيراً
…
"،
وزاد في آخره: "فطيبوا بها نفساً ". ولكن إسناده واهٍ أيضاً - وإن حسَّنه الترمذي،
وصححه الحاكم -، وقد تقدم تخريجه وبيان علته في المجلد الثاني برقم (526) .
6349
- (يَسْتَاكُ الصَّائِمُ بِرَطْبِ السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ، أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ) .
منكر.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1/56 - 57) ، وكذا ابن حبان (1/102
- 103) ، والبيهقي (4/272) من طريق أبي إِسْحَاقَ الْخَوَارِزْمِىّ - قَاضَى خَوَارِزْمَ -
قَالَ سَأَلْتُ عَاصِماً الأَحْوَلَ فَقُلْتُ: أَيَسْتَاكُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: بِرَطْبِ
السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَوَّلُ النَّهَارِ وَآخِرُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: عَمَّنْ؟
قَالَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم.وقال البيهقي:
"انْفَرِدُ بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِيطَارٍ - وَيُقَالُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -
قَاضِى خَوَارِزْمَ، حَدَّثَ بِبَلْخٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ بِالْمَنَاكِيرِ، لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَدْ رُوِىَ
عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ: أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ".
ثم ساقه من طريق أحمد بن عدي - وهذا في كتابه "الكامل" (1/260 -
261) - من طريق محمد بن سلام: أنبأ إبراهيم بن عبد الرحمن
…
به. وقال ابن
عدي:
"إبراهيم هذا عامة أحاديثه غير محفوظة".
ومن هذه الطريق ساقه العقيلي في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن هذا، وقال:
"ليس بمعروف في النقل، والحديث غير محفوظ". وقال ابن حبان:
"يروي عن عاصم الأحول المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بها، على قلة
شهرته بالعدالة وكتابته الحديث ". ثم ساق الحديث وقال:
"لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من حديث أنس".
وأشار البيهقي في "المعرفة" إلى هذا الحديث، وقال (3/418) :
"ضعيف لا يصح".
وأخرجه الدارقطني أيضاً في "السنن"(2/202)، وقال:
" أَبُو إِسْحَاقَ الْخَوَارِزْمِىُّ ضَعِيفٌ ".
وأورده الذهبي في ترجمة إبراهيم بن بيطار، وذكر قول ابن حبان المتقدم في
حديثه. ثم في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن وقال:
"لا يدرى من ذا، وهوالخوارزمي إن شاء الله ". وأقرَّه الحافظ في "اللسان".
ولقد أحسن ابن الجوزي بإيراده لهذا الحديث في "الموضوعات" (2/194 -
195) ، وذكر باختصار كلام ابن حبان المتقدم، لكن تعقبه الحافظ في "التلخيص"
بقوله (1/69) :
"قلت له شاهد من حديث معاذ،رواه الطبراني في الكبير"!
وأقره السيوطي في "اللآلي"(2/105) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/
156) !! وفي ذلك نظر ظاهر إسناداً ومتناً، فإن الطبراني أخرجه في "المعجم الكبير"
(20/70 - 71) وفي "مسند الشاميين" أيضاً (2/444 - المصورة) من طريق بكر بن
خنيس عن أبي عبد الرحمن عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم قال:
سألت معاذ بن جبل: أتسوك وأنا صائم؟ فقال: نعم، قلت: أي النهار
أتسوك؟ قال: أي النهار شئت، إن شئت غدوة، وإن شئت عشية، قلت: فإن الناس
يكرهونه عشية، قال: ولم؟! قلت: يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لخلوف فم
الصائم أطيب من ريح المسك» . فقال: سبحان الله لقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالسواك، حين أمرهم وهو يعلم أنه لابد أن يكون بفم الصائم خلوف، وإن استاك،
وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداً، ما في ذلك من الخير شيء، بل
فيه شر، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بداً. قلت: والغبار في سبيل الله أيضا
كذلك، إنما يؤجر من اضطر إليه، ولم يجد عنه محيصاً؟ قال: نعم، وأما من
ألقى نفسه في البلاء عمداً فما له في ذلك من أجر.
أما النظر من حيث المتن فهو ظاهر، لأنه موقوف على معاذ غير مرفوع.
وأما النظر من حيث الإسناد ففيه خفاء ذلك، لأن بكر بن خنيس مختلف
فيه، فوثقه بعضهم وضعفه الجمهور، كما ترى أقوالهم في "تهذيب الحافظ"، وقال
في "تقريبه":
"صدوق له أغلاط، أفرط فيه ابن حبان:
والحق أنه كما قال الذهبي في "الكاشف":
"واهٍ".
وقد تقدمت له أحاديث كثيرة، فراجعها إن شئت بواسطة فهارس الرواة في
المجلدات الأربعة الأولى المطبوعة (*) .
(*) ولقد طبع من هذه "السلسلة" حتى المجلد الثالث عشر بعد وفاة الشيخ رحمه الله
تعالى، يسر الله إتمامها.
قلت: وكأن الحافظ رحمه الله اعتمد على ما وصفه به من الصدق في
"تقريبه"، فاعتبر الحديث صالحاً للاستشهاد به، بل إنه قد صرح بتقويته في
مكان آخر من "تلخيصه"، فقال في (الصيام) منه (2/202) :
"فائدة: روى الطبراني بإسناد جيد عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت
معاذ بن جبل: أأتسوك وأنا صائم
…
" الحديث.
فأقول تجويده لهذا الإسناد بناء على رأيه المتقدم في بكر بن خنيس
محتمل، ولكنه غفل عن علته الحقيقية، وهي: أبو عبد الرحمن شيخ بكر الذي
لم يسم، فقد قال الذهبي في "كنى الميزان".
"أبو عبد الرحمن الشامي عن عبادة بن نسي، قال الأزدي: كذاب. قلت:
لعله المصلوب ". وأقره الحافظ في "اللسان".
قلت: وهو: محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي، صلبه المنصور على
الزندقة، وضعف أربعة آلاف حديث، قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى! له ترجمة
مبسطة في "التهذيب"، وكذا في "تاريخ ابن عساكر"(15/356 - 364) ، وقال
في آخرها:
"وقال أحمد بن حنبل: بكر بن خنيس ليس به بأس، إنما روى عن رجل
صلب يقال له: أبو عبد الرحمن الدمشقي، واسمه محمد بن سعيد".
فإذن علة هذه الفائدة التي زعمها الحافظ (أبو عبد الرحمن) هذا، الكذاب
المصلوب في الزندقة، فالعجب كيف خفي ذلك على الحافظ، وعلى من اتبعه؟!
ولقد كنت واحداً من هؤلاء حين نقلت عنه في كتابي "الإرواء"(1/106 - 107)
تجويده لإسناده، وعذري في ذلك أن "معجم الطبراني" لم يكن يومئذ مطبوعاً، ولا