الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن بشير أرسله، ولم يقل: عن فديك ".
قلت: إعلاله إياه بالإرسال فقط فيه تقصير؛ لأن صالحاً هذا فيه جهالة - كما
تقدم -، وإشارته إلى أنه ثقة؛ إنما هو اعتداد منه بتوثيق ابن حبان إياه (4/374) ،
ولا وجه له عندي؛ لتساهل ابن حبان في التوثيق - كما نبهنا عليه مراراً وتكراراً -،
ولأنه تفرد عنه الزهري - كما تقدم عن ابن معين -، وابن حبان نفسه لم يذكر له
راوياً غيره، وكذلك البخاري في "التاريخ ".
وقد تجاهل بعض ذوي الأهواء هذه العلة، وكذا العلة الأخرى، وهي الإرسال
الذي صرح به الهيثمي؛ فقال الشيخ الحافظ الإمام (كذا لقب نفسه في رسالته
"حكم الإقامة ببلاد الكفار"!) (ص 17) :
"روى الطبراني بسند حسن عن صالح بن بشير بن فديك قال: خرج
فديك
…
"!
فأوهم القراء أن صالحاً هذا صحابي! ينما هو تابعي، وفي التابعين ذكره ابن
حبان! وكون السند حسناً إليه أو صحيحاً لا يفيد شيئاً - حتى لو كان ثقة؛ كما
أوهم الهيثمي -؛ للجهالة التي فيه - كما تقدم بيانه -. فتنبه!
6301
- (لا إله إلا الله تمنع العباد من سخط الله، ما لم يؤثروا
صفقة دنياهم على دينهم، فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم، ثم
قالوا: لا إله إلا الله، قال الله: كذبتم) .
ضعيف.
أخرجه البيهقي في "الشعب "(7/337/10497 و 10498) من
طريق الحسين بن علي بن الأسود: ثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة العمري:
حدثني نافع بن مالك أبو سهل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وفيه علتان:
الأولى: عمر بن حمزة العمري: قال الذهبي في "الكاشف ":
"ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: أحاديثه مناكير".
ولذلك أورده الذهبي في "ضعفائه "، وقال في "ميزانه ":
"له حديث مما استنكر عليه ". وذكر حديثه بسنده عن أبي سعيد مرفوعاً:
"من شرار الناس منزلة يوم القيامة رجل يفضي إلى المرأة
…
" الحديث.
وقد قال الحافظ في "تقريبه ":
"ضعيف ".
قالوا هذا فيه مع علمهم بأن مسلماً روى له، ولكنهم رجحوا قول من ضعفه
من الأئمة المذكورين وغيرهم، وهو الحق الذي لا ريب فيه؛ خلافاً لبعض المعاصرين
الجهلة الذي كنت رددت عليه في مقدمة الطبعة الجديدة لكتابي "آداب الزفاف "
(ص 63 - 70) ؛ لأنه رد علي تضعيفي لحديث أبي سعيد الذي استنكره الذهبي
متشبثاً بأن مسلماً أخرجه. فراجع المقدمة المشار إليها فإنها مهمة جداً.
والعلة الأخرى: الحسين بن علي بن الأسود: أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال:
"قال ابن عدي: كان يسرق الحديث ".
قلت: وزاد ابن عدي في ترجمته من "الكامل "(2/369) :
"وأحاديته لا يتابع عليها". وقال الحافظ في "التقريب" مضعفاً:
"صدوق يخطئ كثيراً، ولم يثبت أن أبا داود روى عنه ".
قلت: وما نفاه ثابت في "سن أبي داود" في "باب في حكم أرض خيبر"
رقم (3006) ؛ فانظره في كتابي "صحيح أبي داود" رقم (2663) ، فقد أخرجته
فيه؛ لأنه قد توبع عليه.
والحديث أورده الهيثمي في "المجمع "(7/ 276) وقال:
"رواه البزار، وإسناده حسن "(*) !
كذا قال! وما أظنه أخرجه إلا من الطريق المذكور، ومن المؤسف أنه لم يورده
في كتابه الآخر: "كشف الأستار عن زوائد البزار"، أو أنني لم أره فيه بعد مزيد
البحث عنه، مع أنه قد أورد فيه حديث أبي هريرة الآتي.
هذا، وقد روي الحديث بنحوه من طرق أخرى واهية: من حديث أبي هريرة،
وعائشة، وابن عمر، وزيد بن أرقم.
1 -
حديث أبي هريرة، يرويه عبد الله بن محمد بن عجلان عن أين عن
جده عنه مرفوعاً.
أخرجه البزار (4/238 - 239) ، والعقيلي في "الضعفاء "(2/297) ، ومن
طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/30/25)، وقال العقيلي:
" لا أصل له، لا يتابع عليه عبد الله بن محمد بن عجلان المدنى، وهو منكر
الحديث ". ولذلك قال الهيثمي:
(*) وجد على هامش أصل الشيخ رحمه الله وبخط غير خطه: " وفاته أن ينسبه إلى
أبي يعلى، وهو في "المسند"، (7/4034) ! . ولعله أن يكون من إملائه. (الناشر) .
وهو ضعيف جداً". وقال ابن حبان في "الضعفاء" (2/19) :
"كان يروي عن أبيه ما ليس من حديثه، روى عن أبيه عن جده عن أبي
هريرة نسخة موضوعة ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من حديث أبي هريرة،
ولا من حديث جده، ولا من حديث أبيه؛ لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة
التعجب ".
وساق له حديثاً آخر - هو عند العقيلي أيضاً -، لكن الراوى عنه كذاب، وقد
تقدم برقم (766) .
وقال ابن الجوزي عقب الحديث:
"وإنما يروى نحو هذا عن الحسن أنه قال:
…
" فذكره.
قلت: رواه العقيلي من طريق الفريابي قال: حدثنا المغيرة بن خياط عن
الحسن
…
والمغيرة بن خياط: لم أجد له ترجمة.
2 -
حديث عائشة: يرويه عمرو بن عبد الغفار عن زكريا بن سياه عن سعيد
ابن جبير عن مسروق عنها
…
مرفوعاً؛ نحوه بلفظ:
"وقيل لهم: لستم بصادقين ".
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط، (2/30/2/5540) وقال:
"لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد؛ تفرد به عمرو بن عبد الغفار".
قلت: وهو متروك - كما قال الهيثمي -؛ بل قال ابن عدي:
" اتهم بالوضع ".