الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحاكم والذهبي مع الجهالة والانقطاع الذي في إسناده! ولا سيما أنهما صححاه
على شرط الشيخين، وإسماعيل بن محمد وأبوه لم يخرجا لهما!
وكذلك يتبين لمن وقف على تخريج المعلق على "إحسان المؤسسة" (16/125 -
128) للحديث أنه ترك قراءه حيارى، حين سوَّد أربع صفحات في تخريجه، دون
أن يبين لهم أن الحديث صحيح أو ضعيف! وكذلك فعل المعلق الداراني على
"الموارد"(7/238 - 241) ، لكن الأول صرح في طبعته لـ "الموارد"(2/1024) بأنه
ضعيف. فهلا نصح قراءه هناك بهذه الخلاصة! وفي ذلك دلالة على ما لا يخفى
على كل لبيب!
هذا، ولا يفوتني التنبيه على أن ما في الحديث من شهاداته صلى الله عليه وسلم لثابت بن
قيس بأنه من أهل الجنة، وخوفه رضي الله عنه من رفعه صوته فوق صوت النبي
صلى الله اله عليه وسلم قد صح ذلك من حديث أنس عند البخاري (3613) ، ومسلم (1/77) ،
وابن حبان (7124 و 7125) ، والبيهقي (6/354) ، وأحمد (3/137 و 146) ،
وغيرهم من طرق عن أنس، وفي بعضها أنه قتل شهيداً يوم اليمامة. رضي الله عنه.
6399
- (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ الأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ ذَرَارِيِّهِمْ،
ولِمَوَاليهم، ولِجِيْرَانِهم) .
منكر بزيادة "الجيران".
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف (12/165/
12426) ، ومن طريقه ابن حبان (2295 - الموارد) ، والطبراني في "المعجم الكبير"
(5/33/4534) : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابِ عَنْ هِشَامِ بْنِ هَارُونَ الأَنْصَارِيِّ قال:
حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزرقي عَنْ أَبِيهِ مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال (الصحيح) ، غير هشام بن
هارون، وَهُوَ مَجْهُولٌ - كما قال الحافظ في "التقريب" -، لأنه لم يرو عنه غير زيد
ابن حباب، ولذا قال الذهبي في "الميزان":
"لا يعرف".
وأما ابن حبان فوثقه (7/569) على قاعدته في توثيق المجهولين.
ثم أخرجه الطبراني والبزار أيضاً (3/306) ، والمزي في "التهذيب"(30/262)
من طرق أخرى عن زيد بن حباب
…
به. وقال البزار:
"لا يروى عن رفاعة إلا بهذا الإسناد".
قلت: وقد عرفت أنه ضعيف لجهالة راويه.
وقد أخطأ في هذا الإسناد حافظان:
أحدهما: الهيثمي، فإنه قال (10/40) :
"رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح، غير هشام بن هارون، وهو
ثقة ".
فقوله: "ثقة"، إنما هو اعتماد منه على توثيق ابن حبان المتقدم، وهو كثير
الاعتماد عليه - كما يعرف ذلك العارفون بكتابه هذا -، وذلك من تساعله، بخلاف
تلميذه الحافظ العسقلاني، فإنه متنبه لتساهل ابن حبان في التوثيق، بل وقد نبَّه
عليه في مقدمة كتابه "اللسان"، وله الفضل الأول - بعد الله تعالى - في تنبهي
لذلك في العصر الحاضر. أقول هذا تجاوباً مني مع قول نبيي صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله
من لا يشكر الناس " فجزاه الله خيراً.
ثم جرى الحافظ على هذا الانتباه، فكثيراً ما نراه لا يوثق من تفرد ابن حبان
في توثيقه، بل نراه يقول فيه:"مقبول"، أو "مستور"، أو "مجهول"، وكنت
قدمت منذ ثلاثين سنة ونيف للطلاب في (الجامعة الإسلامية) درساً عملياً في
ذلك على بعض التراجم، فطلبت من أحد الطلاب أن يستخرج أي ترجمة من
كتاب "خلاصة تذهيب الكمال"، قال في صاحبها:"وثقه ابن حبان"، وأن
يستخرجها من "تقريب الحافظ"، فسيجد أنه قال فيها قولاً من أقواله الثلاثة التي
ذكرتها آنفاً، ففعل في عدة تراجم، فكانت النتيجة ما ذكرت!
ولا أذهب بالقراء بعيداً، فالمثال بين أيديهم، فهذا هشام بن هارون الراوي لهذا
الحديث، قد عرفت تصريح الحافظ بأنه:"مجهول" في كتابه "تقريب التهذيب"
الذي أصله كتابه "تهذيب التهذيب"، وقد ذكر فيه توثيق ابن حبان.
إذا عرفت هذا، فتذكر أن لكل جواد كبوة، بل كبوات، ولكن الأمر كما قال
الله: {إن الحسنات يذهبن السيئات} ، فالعبرة بما يغلب على الشخص من خير أو
شر، أو علم أو جهل، أو صواب أو خطأ.
أقول: هذا لأن الحافظ الآخر - المشار إليه آنفاً -، إنما هو الحافظ العسقلاني نفسه!
فقد قال عقب حديث البزار في كتابه "مختصر زوائد البزار "(2/374 - 375) :
"إسناده صحيح "!
ويغلب على ظني أنه لا يمكن لمثله أن يقع في مثل هذا الخطأ لو أنه رجع إلى
ترجمة هشام وتذكر جهالته. ولو فرض أنه رجع وتسامح، لما زاد على القول بأن
إسناده حسن! ولكنه - فيما يظن - استقرب الأمر، واعتمد على توثيق شيخه
إياه. والله أعلم.
وقريب من هذا الوهم قول المعلق على "الإحسان"(16/272) :
"حديث حسن لغيره، هشام بن هارون ذكره المؤلف في "الثقات"، وقد
توبع
…
".
يشير إلى ما أخرجه الطبراني برقم (4533) : حدثنا العباس بن الفضل
الأسفاطي: ثنا إبراهيم بن يحيى الشجري: ثنا أبي عن عبيد بن يحيى عن
معاذ بن رفاعة
…
به. وقال المومي إليه عقبه:
"وهذا إسناد حسن في "المتابعات".
وأقول: هذه دعوى مجردة عن الدليل، فهي مردودة، فكيف إذا انضم إلى ذلك
ما يبطلها؟! وذلك من وجهين:
الأول: أنه إسناد واهٍ، مسلسل بالضعفاء:
1 -
عبيد بن يحيى - وهو:المدني -: لم يوثقه غير ابن حبان (7/158) ، ولم
يرو عنه غير يحيى بن محمد بن هانئ الشجري، فهو مجهول.
2 -
يحيى بن محمد الشجري - المذكور -: لم يوثقه أيضاً غير ابن حبان
(9/255)، بل قال أبو حاتم (4/2/185) :
"ضعيف الحديث". وقال الساجي:
"في حديثه مناكير وأغاليط، وكان فيما بلغني ضريراً يلقن".
3 -
إبراهيم بن يحيى الشجري: وثقه ابن حبان أيضاً، وتابعه الحاكم، كما
في "التهذيب" للحافظ، وقال:
"وقال الأزدى: منكر الحديث عن أبيه، وقال أبو إسماعيل الترمذي: لم أر
أعمى قلباً منه، قلت له: حدثكم إبراهيم بن سعد؟ فقال: حدثكم إبراهيم بن سعد "!
قلت: فمثله في الغفلة مما لا يصح للاسشهاد به، ولعل الساجي والأزدي
باستنكارهما لحديثه أشارا إلى حديثه هذا، فإنه عن أبيه، فكيف وفوقه الضعيف
والمجهول؟!
4 -
بقي شيخ الطبراني العباس بن الفضل الأسفاطي: فهو غير معروف،
أورده ابن الأثير في "اللباب "، ولم يذكر فيه ما يدل على حاله.
هذا هوالوجه الأول.
وأما الوجه الآخر: فهو أن الحديث قد صح عن زيد بن أرقم، ومن طرق عن
أنس بن مالك، عند مسلم (7/173) ، وكذا البخاري (4906) - مختصراً -،
والترمذي (3898 و 3905) ، وابن حبان (7236 و 7238) ، والطيالسي (680) ،
وابن أبي شيبة (12412) ، وأحمد (4/369 و 372) و (3/139 و156 و162 و213
و216) بألفاظ مختلفة، يزيد بعضهم على بعض، ومع ذلك فليس فيها ذكر لتلك
اللفظة: (وللجيران) ، فدل ذلك على نكارتها وضعفها، وهذا مما لا يتنبه له ذلك
المعلق وأمثاله، ممن غالب علمهم التخريج دون التحقيق!
وفي بعض الطرق عن أنس سبب دعاء النبي صلى الله عليه بالمغفرة للأنصار، وهو ما
رواه من طرق ثلاثة الأمام أحمد (3/139 و213 و216 - 217) عن أنس رضي
الله عنه قال:
أَتَتْ الْأَنْصَارُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِجَمَاعَتِهِمْ فَقَالُوا: إِلَى مَتَى نَنْزَعُ مِنْ هَذِهِ الْآبَارِ؟ فَلَوْ
أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا اللَّهَ لَنَا، فَفَجَّرَ لَنَا مِنْ هَذِهِ الْجِبَالِ عُيُوناً فَجَاءُوا بِجَمَاعَتِهِمْ
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُمْ، قَالَ:
"مَرْحَباً وَأَهْلاً، لَقَدْ جَاءَ بِكُمْ إِلَيْنَا حَاجَةٌ ". قَالُوا: إِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ:
"إِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئاً إِلَّا أُوتِيتُمُوهُ، وَلَا أَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَانِيهِ ".
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا:
الدُّنْيَا تُرِيدُونَ؟! فَاطْلُبُوا الْآخِرَةَ، فَقَالُوا بِجَمَاعَتِهِمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ لَنَا
أَنْ يَغْفِرَ لَنَا! فَقَالَ: