الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومع ذلك تجاهل ذلك كله، وأوهم القراء أنه ممن يستشهد به. وكم له ولأمثاله من
أهل الأهواء من نحو هذا التدليس والمكر! والله المستعان.
ولا بأس من أن أسوق نوعاً جديداً من التعمية تقصدها الغماري أيضاً في
تخريجه للحديث التالي:
6253
- (كَانَ إِذَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى؛ دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ:
اللَّهُمَّ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبَدَ، وَأَنصر مَنْ ابتُغَيَ،
وأرأف من ملك، وأجود من سُئل، وأوسع مَنْ أَعْطَى، أَنْتَ الْمَلِكُ لا
شَرِيكَ لَكَ
…
أَسْأَلُكَ بنورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ
وَالأَرْضُ، بِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَكَ، وَبِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ أَنْ تَقْبَلَنِي فِي
هَذِهِ الْغَدَاةِ أَوْ فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ، وَأَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ) .
ضعيف جداً.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(ج 8 رقم 8027) ، وفي
"الدعاء"(2/940 - 941) بإسناد واحد من طريق العباس بن الوليد النرسي: ثنا
هشام بن هشام الكوفي: ثنا فضال بن جبير عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته فضال بن جبير هذا، قال ابن حبان في
"ضعفائه "(2/204) :
"كان يزعم أنه سمع أبا أمامة، روى عنه البصريون، يروي عن أبي أمامة ما
ليس من حديثه، لا يحل الاحتجاج به بحال ". وقال ابن عدي (6/21) :
"له عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة".
قلت: هي عند الطبراني في "المعجم الكبير" علاوة على حديث الترجمة،
وقد مضى أحدها برقم (5112)، ونقلت هناك عن الهيثمي أنه قال فيه:
"ضعيف جداً ".
وله حديث آخر غير التي أشار إليها ابن عدي أنكر من هذا سأذكره بعده إن
شاء الله تعالى.
ويمكن أن يكون آفة هذا الحديث من الراوي عنه هشام بن هشام الكوفي؛ فإنه
غير معروف عندي، وإن كان يمكن أن يكون الذي في "ثقات ابن حبان " (9/234) :
"هشام بن علي بن هشام السيرافي أبو علي سكن البصرة، يروي عن أبي
الوليد الطيالسي
…
و
…
و
…
مستقيم الحديث، كتب عنه أصحابنا".
فإن يكن هو؛ فيكون قد نسب إلى جده، ولا ينافي ذلك أنه بصري أن المترجم
كوفي، كما لا منافاة بين هذا وذاك وبين كونه (سيرافياً) نسبة إلى (سيراف) من
بلاد فارس؛ فإن أصله منها، ثم انتقل إلى البصرة والكوفة. والله أعلم.
وأما الهيثمي فقد أعله بالأول فقال (10/117) :
"رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو مجمع على ضعفه ".
إذا عرفت شدة ضعف هذا الحديث - كالذي قبله -؛ يتبين لك مجدداً تجاهل
الشيخ الغماري، وتدليسه على قرائه باستشهاده به في "مصباحه" المظلم (ص 56)
لتقوية جملة: "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك" المتقدم في الحديث الذي
قبله! دون أن يسوق إسناده ويتكلم على رجاله، قانعاً بمجرد الدعوة، مع علمه أن
ذلك لا يجدي مع خصومه؛ بل ذلك مما لا يفيد مع المغترين به من مريديه كذاك
السقاف؛ إذ اأرادوا العلم والنقاش بدون شقاق، وما أحسن ما قيل: