الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات؛ فخرج عن حد
الاحتجاج به إذا انفرد".
وأورده في " الثقات "، فقال (9/224) :
"كوفي، يروي عن مجالد، روى عنه عبد بن حميد وأهل العراق ".
ووثقه أحمد أيضاً. وقال ابن معين:
"ضعيف الحديث ". ولعل الصواب ما قاله ابن عدي:
"إذا روح عن ثقة، وروى عنه ثقة؛ فلا بأس به ". وفي "التقريب ":
"صدوق يخطئ ".
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/252) بلفظ:
"إذا كان عَشِيَّةَ عرفة لم يبقَ أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلا
غفر له
…
" الحديث. وقال:
"رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف جدّاً".
قلت: وليس هو في المجلد الثاني عشر المطبوع من "المعجم الكبير"، فالظاهر
أنه في المجلد الثالث عشر منه، ولم يطبع بعد. والله أعلم.
وعزاه الحافظ في "المطالب العالية"(1/349/1178) لعبد بن حميد، وسكت
عنه! وكذلك فعل البوصيري - كما ذكر المعلق عليه -!
6049
- (إن الله تبارك وتعالى لعن سبطاً من الجن؛ فمسخهم دوابّ
في الأرض، فهذه الكلاب السود هي من الجن، وهي تتقيه (!) القرى) .
ضعيف جداً.
أخرجه عبد بن حميد (ق 189/ 1) من طريق أبي هارون
العَبدي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لولا أن الكلاب أمة من الأمم؛ لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود بَهيم ".
قال: فقلت لأبي هريرة: ما بال أسودها من أحمرها؟ فقال أبو هريرة: قلت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما قلت؛ فقال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدّاً؛ أبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جُوين،
قال الحافظ:
"متروك، ومنهم - من كذبه ". وقال الذهبي في " الميزان ":
"تابعي لين بمرة، كذبه حماد بن زيد".
ومع ذلك فقد خولف في متنه؛ فقال البزار (2/71/ 228 - كشف الأستار) :
حدثنا سعيد بن بَحر القراطيسيُّ: ثنا إسحاق بن يوسف: ثنا الجريريُّ عن ثُمامة
ابن حزَن عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اقتلوا الكلاب ".
فقال أهل المدينة: يا رسول الله! إنها تنفعنا؛ إنها تكون في غنمنا وزرعنا.
قال:
"فاقتلوا منها البهيم، والبهيم: الذي يقول الناس: إنه الجن ".
قلت: وهذا إسناد جيد؛ رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير القراطيسي، وقد
وثقه الخطيب في "التاريخ "(9/93) ، ولم يعرفه الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد"
(4/43) :
"رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح؛ خلا سعيد بن بحر شيخ البزار، ولم
أجد من ترجمه "!
قلت: والجَريري هو: سعيد بن إياس وكان تغير، وروى عنه إسحاق بن يوسف
- وهو الأزرق - بعد التغير - كما قال ابن الكَيَّال في "الكواكب "(ص 183 - 184) -،
لكن ذلك لا يضر إن شاء الله؛ لأن تغيره كان قليلاً؛ كما قاد الذهبي في "الميزان "،
وكذلك قال في "الكاشف ":
"وهو حسن الحديث ".
ففيه أن قوله؛ "من الجن " إنما هو من كلام الناس. لكن هذه الجملة: "والبهيم
الذي يقول الناس: إنه من الجن ": كأنه مدرج في الحديث؛ ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم،
لكن قد جاء مرفوعاً من حديث ابن عباس بلفظ:
"لولا أن الكلاب أمة [من الأمم] ؛ لأمرت بقتل كل أسود بهيم، فاقتلوا المعينة
من الكلاب؛ فإنها الملعونة من الجن ".
أخرجه أبو يعلى في "مسنده "(4/330/2442) : حدثنا أبو [عبد الرحمن:]
عبد الله بن عبد الرحمن العلاف: حدثنا عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بن
أبي بكرة عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/349/11979) وفي "الأوسط "
(1/159/2875 - بترقيمي)، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي: نا عبد الله
ابن الفضل أبو عبد الرحمن العلاف
…
به. وقال:
"لم يروه عن عمارة إلا عبد الملك، تفرد به عبد الله بن الفضل ".
قلت: كذا وقع في "الأوسط "، وهو نفسه ابن عبد الرحمن؛ كما في إسناد
أبي يعلى، ووقع في "الكبير":"محمد بن عبد الرحمن العلاف ". ولا أدري إذ
كان محفوظاً؟ فإن الحافظ ذكر الوجهين الأولين في ترجمة عبد الملك، وذكر فيها
أنه روى عنه أيضاً محمد بن عبد العزيز الرَّمْلي، وداود بن مصبح العسقلاني،
وهانئ بن المتوكل الإسكندراني، وذكره ابن حبان في "الثقات "(8/386) ، ثم
قال الحافظ:
"قلت: وقال ابن القطان: حاله مجهولة "، وقال في "التقريب ":
" مقبول ". وفي "الميزان ":
"مُقِلٌّ جدّاً، غمزه ابن القطان ".
قلت: والعسقلاني الذي روى عنه ذكره ابن حبان في "الضعفاء"، وأفاد أنه
كثير المناكير.
والرملي صدوق يهم - كما في "التقريب" -.
وداود بن مصبح - كذا في "التهذيب" -، وهو في "الثقات " (8/236) :
"داود بن مضحح: من أهل عسقلان. يروي عن أبي خالد الأحمر. حدثنا
عنه محمد بن الحسن بن قتيبة. مات سنة (232) . مستقيم الحديث ".
كذا وقع فيه: (مضحح)
…
بالضاد المعجمة، وفي "ترتيب الثقات ":
(مصحح)
…
بالصاد المهملة، ولعله الصواب.
وعبد الله بن عبد الرحمن؛ أبو عبد الرحمن العلاف، ذكره ابن حبان أيضاً في
" الثقات "(8/358)، وقال:
"حدثنا عنه أحمد بن علي بن المثنى".
أقول: ومن ترجمة هؤلاء الرواة عن عبد الملك بن الخطاب لم تطمئن النفس
لتوثيق ابن حبان إياه! فهو مجهول الحال؛ كما قال ابن القطان - وتبعه الحافظ -،
وعليه فقول الهيثمي: