الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكن الواقدي متهم بالكذب؛ فلا يعتدُّ به.
وأورد منه الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء"(2/375/3137) حديث
الترجمة فقط من رواية ابن عدي، وسكت عنه؛ فأساء!
6014
- (يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَيُسْمِعُهُمُ
الدَّاعِي، ثم ينادي: سيعلم الجمع لِمَنِ العِزُّ والكرمُ! (ثلاث
مرات) ، ثم يقول: أين الذين كانت {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} الآية؟ ثم ينادي: سيعلم أهل الجمع لمن
العز والكرم! ثم يقول: أين الذين كانت {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ
ذِكْرِ اللَّهِ} ؟ (ثلاث مرات)، ثم يقول: أين الحمادون الذين كانوا
يحمدون الله؟) .
ضعيف. أخرجه الحاكم (2/399) ، وأبو نعيم في "الحلية"(2/9) من طريق
أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر قال:
كنا نتناوب الرَّعْيَةَ، فلما كان نوبتي؛ سرحتُ إبلي، فجثت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يخطب، فسمعته يقول:
…
فذكره. وقال الحاكم:
"صحيح، وله طرق عن أبي إسحاق". ووافقه الذهبي!
وأقول: له علل:
الأ ولى: اختلاط أبي إسحاق- وهو: السبيعي-.
الثانية: جهالة عبد الله بن عطاء؛ فقد فرَّق الذهبي في "الكاشف" بينه وبين
عبد الله بن عطاء الطائفي؛ خلافاً للحافظ في "التهذيب" و "التقريب"؛ فجعلهما
واحداً، وقال:
"صدوق؛ يخطئ ويدلس ".
والظاهر ما صنعه الذهبي، وسبقه ابن أبي حاتم، ومن قبله البخاريُّ. وخالفهما
ابن حبان؛ فإنه لما أورده في اتباع التابعين من "ثقاته"(7/41) ونسبَه مكياً؛ قال:
"وهو الذي يروي عن عقبة بن عامر؛ ولم يره".
وذكره في التابعين أيضاً (5/33) مؤكذاً أنه لم يَرَ عقبة.
وسواء كان هذا أو ذاك؛ فهو منقطع. وهو:
العلة الثالثة: قال البخاري في ترجمة عبد الله بن عطاء هذا (3/1/165) :
" أحمد بن سليمان: حدثنا أبو داود عن شعبة قال: سألت أبا إسحاق عن
عبد الله بن عطاء؛ الذي روى عن عقبة قال: كنا نتناوب رعية الابل؛ قال: شيخ
من أهل الطائف. قال شعبة: فلقيت عبد الله،فقلت: سمعته من عقبة؛ فقال: لا؛
حدثنيه سعد بن إبراهيم. فلقيت سعداً، فسألته؛ فقال: حدثني زياد بن مخراق.
فلقيت زياد بن مخراق، فسألته؛ فقال: حدثني رجل عن شهر بن حوشب ".
وأبو داود هذا هو الطيالسي - كما في "الميزان" -، وليس هو في "مسنده" المطبوع،
قال الذهبي:
"وقد رواه نصر بن حماد عن شعبة ".
قلت: فقد صح عن عبد الله بن عطاء أن بينه وبين عقبة أربعةَ أشخاص، فهو
معضل، ومنتهاه إلى شهر بن حوشب؛ وهو ضعيف.
وقد رواه عنه بعض الضعفاء عن صحابي آخر: فقال هنّاد في "الزهد"
(1/134/176) : حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن شهر بن
حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد، يُسمعهم الداعي، وينفذهم
البصر، قال: فيقوم منادٍ فينادي: أين الذين كانوا يحمدون الله تبارك وتعالى في
السَّرَّاء والضراء؛ قال: فيقومون وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يعود
فينادي
…
» الحديث نحوه وأتم منه.
وعبد الرحمن بن إسحاق؛ وهو أبو شيبة الواسطي؛ وهو ضعيف باتفاق العلماء.
وهذا الحديث عزاه الحافظ في "المطالب العالية"(4/373) لإسحاق وأبي
يعلى - يعني: في "مسنده الكبير" -، وعزوه لإسحاق - وهو: ابن راهويه - صحيح؛
خلافاً لما قد يوهمه تعليق الشيخ الأعظمي على "المطالب". وتبعه المعلق على
"الزهد"؛ فقد عزاه الحاكم أيضاً لإسحاق، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(5/52)
لمحمد بن نصر أيضاً في "الصلاة"، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في
"شعب الإيمان".
ثم عزا حديث عقبة لابن مردويه أيضاً، والبيهقي في "الشعب"، وكذا في
"شرح الإحياء"(10/472) للزبيدي، لكنه عزا حديث أسماء لابن ماجه أيضاً!
ولعله سبق قلم منه؛ فإنه ليس عنده، ولا عزاه إليه غيره، ولا هو في "تحفة
الأشراف" للمزي.
ثم إن المعلق على "الزهد" أوهم وهماً آخر، فقال:
"أورده الرازي عن حذيفة مرفوعاً، وذكر الشطر الأول، وقال: قال أبي: لا
يرفع هذا الحديث إلا عبد الله المختار، والموقوف أصح. (علل الحديث 2/217) ".
قلت: حديث حذيفة غير هذا الحديث، وهو في الشفاعة، وقوله تعالى:
{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُودً} . أخرجه جمع موقوفاً؛ منهم الحاكم
وصححه، ووافقه الذهبي. وانظر " تفسير ابن كثير"(3/55) .