الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"قلت: يحيى واهٍ". وقال الهيثمي في "المجمع"(9/268) :
رواه الطبراني، ويحيى وأبوه لم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح".
كذا قال: "عن أبيه"، وذلك لأنه قال في أوله:
"وعن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ عَنْ جَدِّهِ
…
".
قلت: ولم يقع في "المعجم": (عن أبيه) . وكذلك هو في "مستدرك الحاكم"،
فلا أدري إذا كانت الرواية هكذا وقعت عندهما، أو أن الهيثمي وهم في ذكره تلك
الزيادة، أو أنها ثابتة في نسخته من "المعجم"، وهوالجادة - كما في الحديث الذي
قبله، وما يأتي بعده -.
ويحيى وأبو ضعيفان، وإنما لم يعرفهما الهيثمي، لأنه نسب إلى جده - وهو:
يحيى بن محمد بن عبد الرحمن،كما تقدم تحقيقه في الحديث الذي قبله -.
6356
- (يَا رَبُّ هَذَا شَهِدْتُ عَلَى مَنْ أَنَا بَيْنَ ظَهْرَيْهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ أَرَ؟) .
ضعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/221/492) ، ومن طريقه
أبو نعيم في "المعرفة"(2/170/1) ، من طريق ابن أبي فُدَيْكٍ عَنْ يَحْيَى بن
عَبْدِالرَّحْمَنِ ابن لَبِيبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ:
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ
بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} ، بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:
…
فذكره
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لضعف يحيى - وهو ابن محمد بن عبد الرحمن -
وأبيه - كما تقدم بيانه في الذي قبله -. وخفي ذلك على الهيثمي، فقال في
"المجمع"(7/4 - 5) :
"رواه الطبراني، وعبد الرحمن ابن لُبيبة، لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وهذا خطأ نشأ من عدم انتباهه أن عبد الرحمن هو: جد يحيى، فإنه:يحيى
ابن محمد بن عبد الرحمن - كما تقدم بيانه -، وأنها ضعيفان.
وللحديث شاهد من رواية فُضَيْلُ بن سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ:حَدَّثَنَا يُونُسُ بن مُحَمَّدِ
ابن فَضَالَةَ الظَّفَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِمَّنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ بني ظُفُرٍ، فَجَلَسَ عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي فِي
مَسْجِدِ بني ظُفُرٍ الْيَوْمَ، وَمَعَهُ عَبْدُاللَّهِ بن مَسْعُودٍ، وَمُعَاذُ بن جَبَلٍ، وَأُنَاسٌ مِنْ
أَصْحَابِهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَارِئاً فَقَرَأَ، حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ
…
(فذكرها) ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اضْطَرَبَ لَحْيَاهُ، فَقَالَ:
…
فذكر الحديث.
قلت: جهالة حال يونس هذا: أورده البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان
في "ثقاته"(5/555) من رواية ابن ابنه إدريس بن محمد بن يونس عنه. ومن
الغريب أنهم لم يذكروا رواية يونس هذه وعنه فضيل بن سليمان.
نعم، ذكرها ابن حبان قبل رواية أنس هذه بترجمة! فكأنه يشير بذلك إلى
أنها إثنان: يونس بن محمد الذي روى عنه إدريس، ويونس بن محمد الذي
روى عنه فضيل بن سليمان، وهو واحد!
ومن غرائبه أنه أورده في المكان المشار إليه في "التابعين"، ثم أعاده في مكان
آخر (7/647)، فجعله من (أتباع التابعين) وقال:
"يروي عن جماعة من التابعين، روى عنه أهل المدينة، فمات سنة (155) ،
وهو ابن خمسين وثمانين".
والعلة الأخرى: فضيل بن سليمان - وهو: النميري -: قال الذهبي في
"المعني":
"فيه لين، قال أبو حاتم وغيره:ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ليِّن، وقال ابن
معين: ليس بثقة ". وقال الحافظ في "التقريب":
"صدوق له خطأ كثير".
وقال في "مقدمة الفتح"(435) - بعد أن ذكر أقوال الجارحين المذكورة -:
"روى عنه الجماعة، وليس له في البخاري سوى أحاديث توبع عليها "، ثم
ذكرها مع بيان المتابعين له.
والحديث أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث ابن مسعود مختصراً، وفيه
أنه هو الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة، وأنه صلى الله عليه وسلم بكى عند الآية المذكورة، وهومخرج
في "مختصر الشمائل"(277) ، وهو في "كبرى النسائي "(6/323/11105) ،
"ومصنف ابن أبي شيبة"(10/563 و 13/254 و 14/10 - 11) ،وأحمد (1/380
و433) ، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/78 - 80) ، والبيهقي في "السنن"
(10/231)، وقال ابن كثير في "التفسير":
"وقد روي من طرق متعددة عن ابن مسعود، فهومقطوع به عنه ".
هذا هو الصحيح الثابت عنه صلى الله عليه وسلم، وأما حديث الترجمة فمنكر، لضعف
إسناده ومخالفته لهذا الصحيح، وكذلك حديث محمد بن فضالة، وقد عزاه
السيوطي في "الدر المنثور"(2/153) لابن أبي حاتم أيضاً، والبغوي، وقال:
"إسناده حسن"!
كذا قال! وهو مردود بما تقدم.