الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْنِ قَيْسٍ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّى آلَيْتُ أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ حَبْواً! فَقَالَ
لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، ما بين ابن رشدين وعبد الرحمن بن معاوية
لم أجد لهم ترجمة.
وأما ابن رشدين: فله ترجمة واسعة في "الميزان" و "اللسان"، ضعفه ابن
عدي، ومنهم من كذبه.
وعبد الرحمن بن معاوية بن حديج أورده البخاري وابن أبي حاتم برواية عقبة
ابن مسلم عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان
في "الثقات"(5/104) !
والحديث ما خلا منه "الجامع الكبير" للسيوطي، و"الجامع الصغير" له،
و"الزيادة عليه" له أيضاً، و "الجامع الأزهر " للمناوي.
6370
- (الاسْتِئْنَاسُ! أَنْ تَدْعُوَ الْخَادِمَ حَتَّى يَسْتَأْنِسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
الَّذِينَ تَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمْ) .
موضوع.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(4/212/4064) من طريق
سَعِيد بن عَنْبَسَةَ: ثَنَا الْقَاسِمُ بن مَالِكٍ عَنْ وَاصِلِ بن السَّائِبِ عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ
أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَن َّالنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرة، واصل بن السائب وأبو سورة: ضعيفان.
وسعيد بن عنبسة - وهو: الرازي -: متروك، قال الذهبي في "المغني":
"كذبه ابن معين وغيره".
وقد خولف في متنه: فقال ابن أبي شيبة في "المصنف"(8/607/5726) :
[ثنا] عبد الرحيم بن سليمان عن واصل بن السائب به، ولفظه:
قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا السَّلامُ فَمَا الاسْتِئْنَاسُ؟ قَالَ: يَتَكَلَّمُ الرَّجُلُ
بتَسْبِيحَةٍ أو تَكْبِيرَةٍ أو تَحْمِيدَة (1) وَيَتَنَحْنَحُ، ويُؤْذِنُ أَهْلَ الْبَيْتِ ".
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه (3707) ، والطبراني في "الكبير"
(رقم 4065) ، وابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن أبي كثير" (3/281) -، وقال:
"هذا حديث غريب ".
قلت: وذلك لما عرفت من ضعف واصل بن السائب وشيخه أبي سورة. ولكنه
أصح من الذي قبله، لخلو إسناده من مثل ذلك الكذاب، ولمطابقته لبعض الآثار
السلفية في تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم
حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون} [النور: 27] .
(تنبيه) : لفظة: (الاستئناس) في رواية ابن أبي شيبة، هكذا وقعت في
"مصنفه"، وفي كل المصادر المذكورة التي روته من طريقه، إلا "سنن ابن ماجه"،
فإنه فيه بلفظ: "الاسئذان"! وهو خطأ يقيناً، لمخالفتها لما ذكرنا، ولما في "الدر
المنثور" (5/38) وقد عزاه لمصدرين آخرين، كما هو مخالفة لرواية ابن ماجه نفسها
في "تحفة الأشراف" للحافظ المزي.
ولم يتنبه لهذا الخطأ ولغيره المعتدي عليَّ في مقدماته، وعلى كتبي في
تعليقاته، والعابث فيها والمشوه لتحقيقاتي وتخريجاتي وعلمي مما يحتاج للكشف
عن ذلك إلى تأليف مجلدات، ولكن الأمر أهون من ذلك كما قيل: "هذا الميت لا
(1) الأصل: (و) .. في المواضع الثلاثة، والتصحيح من تفسير ابن كثير".
يستحق هذا العزاء "! والله المستعان، والمرجو أن يصبرنا على ما بلانا، ويؤجرني خيراً.
وقد زعم الرجل في مقدمة كتابه "ضعيف سنن ابن ماجه" - الذي أفرزه
من مشروعي الخاص بالسنن الأربعة، الذي كنت كُلِّفت به من مكتب التربية العربي
الخليجي الخاص - بتمييز صحيح أحاديثها من ضعيفها، فاستغل الرجل هذا
المشروع فلم يطبع السنن الأربعة - كما هي - مع التمييز المذكور، بل تصرف فيه
وجعل من كل منها كتابين: "صحيح
…
" و "ضعيف
…
" فظهر له في هذا
التقسيم جهالات لا تحصى، و (لخبطات) عجيبة لا مجال للتحدث عنها الآن،
فلذلك مجال آخر.
والمهم هنا أنه زعم في مقدمة "ضعيفته" هذه أنه رجع في تصحيحه إلى
مخطوطة عنده كتبت سنة (1145) ! وإذ رجع الباحث إلى المواضع التي ذكر
المخطوطة فيها، وجدها خمسة مواضع فقط! ووجد أن أكثرها لا قيمة لها، كمثل
قوله تعليقاً على (كتاب الطلاق)(ص 155) : "في المخطوطة: أبواب الطلاق"! ما
شاء الله!
أما تصحيح هذه الكلمة: "الاستئذان" المخالفة للأصول - كما سبق - فهو مما لم
نستفده من مخطوطته، ومثلها كثير وكثير جداً. وأنا لا أستغرب ذلك، لأمرين:
أحدهما:أنه ليس أهلاً للتحقيق، وإنما هو ناشر فقط.
والآخر: أنه ليس في صدد إعادة طبع السنن بتحقيق علمي جديد، وإنما هو
في صدد طبع "ضعيف السنن"، ومع ذلك فقد تظاهر بأنه جاء بتحقيق جديد
يرجوعه إلى تلك المخطوطة، فلو أنه سكت عنها، لكان خيراً له، ولم يكن مسؤولاً
عن الأخطاء الواقعة في الأصل، ولكنها آفة حب الظهور والتشبع بما لم يعط. والله
المستعان.