الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6168
- (إذا أراد الله بعبدٍ خيراً؛ علّمه هؤلاء الكلمات، ثم لم
يَنْسَهُنَّ: اللهم! إني ضعيف فقوّ في رضاك ضعفي، وذليل فأعزّني،
وفقير فاغنني وارزُقْني) .
موضوع.
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ "(12/595) من طريق عبد الصمد
ابن النعمان: حدثني ياسين بن معاذ الزيات عن العلاء بن المسيب عن أبي داود
عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا موضوع " آفته أبو داود - وهو: نفيع بن الحارث الأعمى، وهو بكنيته
أشهر -، قال الحافظ:
"متروك، وقد كذبه ابن معين".
وقريب منه ياسين بن معاذ الزيات: قال البخاري:
"منكر الحديث". وذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال (3/142) :
"يروي الموضوعات عن الثقات، وكل ما وقع في نسخة ابن جريج عن أبي
الزبير من المناكير كان ذلك مما سمعه ابن جريج عن ياسين الزيات عن أبي الزبير؛
فدلس عنه ".
وعبد الصمد بن النعمان: مختلف فيه؛ فراجع إن شئت "الميزان " و "اللسان ".
6169
- (يوشك أن يخرج ابن حمل الضأن " (ثلاث مرات) قلت:
وما حمل الضأن؟ قال: رجل أحد أبويه شيطان يملك الروم، يجيء
في ألف ألف من الناس؛ خمسمائة ألف في البر، وخمسمائة ألف في
البحر، ينزلون أرضاً يقال لها:(العميق)، فيقول لأصحابه: إن لي في
سفينتكم بقيّة، فيحرقها بالنار، ثم يقول لهم: لا رومية لكم ولا
قسطنطينية لكم، من شاء أن يفرَّ. ويستمد المسلمون بعضهم بعضاً،
حتى يمدهم أهل (عَدَنَ أَبْيَنَ) فيقول لهم المسلمون: الحقوا بهم
فكونوا سلاحاً واحداً، فيقتتلون شهراً واحداً، حتى يخوض في
سنابكها الدماء، وللمؤمن يومئذ كفلان من الأجر على من كان قبله،
إلا ما كان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كان آخر يوم من الشهر؛ قال
الله تعالى: اليوم أسل سيفي وأنصر ديني، وأنتقم من عدوي؛ فيجعل
الله لهم الدائرة عليهم، فيهزمهم الله، حتى تُستفتح القسطنطينية،
فيقول أميرهم: لا غلول اليوم، فبينا هم كذلك يقسمون بتر سهم
الذهب والفضة؛ إذ نودي فيهم: ألا إن الدجال قد خلفكم في
دياركم، فيدعون ما بأيديهم، ويقتلون الدجالَ) .
موقوف ضعيف.
أخرجه البزار في "مسنده "(4/34/3378) : حدثنا طالوت
ابن عباد: ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال:
أتيتا عبد الله بن عمرو في بيته، وحوله سماطان من الناس، وليس على
فراشه [أحد] ، فجلست على فراشه مما يلي رجليه، فجاء رجل أحمر عظيم البطن
فجلس، فقال: من الرجل؟ قلت: عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: ومن أبو بكرة؟
قال: وما تذكر الرجل الذي وثب إلى رسور اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من سور الطائف؟ فقال:
بلى، فرحب، ثم أنشأ يحدثنا فقال: يوشك
…
الحديث موقوفاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير علي بن زيد - وهو: ابن
جدعان، - وهو ضعيف - كما تقدم مراراً -. وبقية رجاله ثقات من رجال مسلم؛
غير طالوت بن عباد - وهو: الجَحْدَري - ذكره ابن حبان في "الثقات "(8/329) ،
وقال أبو حاتم وصالح جزرة:
"صدوق". وقال الذهبي في " الميزان ":
"شيخ معمر، ليس به بأس".
وطعن فيه ابن الجوزي من غير تثبت؛ فراجع "الميزان "و"اللسان ".
وللحديث طريق أخرى عن ابن جدعان، يرويه عمر بن زرارة الحَدَثي:
حدثنا عيسى بن يونس: حدثني المبارك بن فضالة: حدثني علي بن زيد بن
جدعان
…
به مطولاً جداً، وفيه بعد قوله:"من عدوي " بلفظ:
"من أعدائي، وأنصر أوليائي؛ فيقتتلون مقتلة ما رئي مثلها قط، حتى ما
تسير الخيل إلا على الخيل، وما يسير الرجل إلا على الرجل، وما يجدون خلقاً
يحول بينهم وبين القسطنطينية، ولا رومية، فيقول أميرهم يومئذٍ: لا غلول اليوم،
من أخذ اليوم شيئاً؛ فهو له. فبينما هم كذلك إذ جاءهم أن الدجال قد خلفكم
في ذراريكم، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون.
ويصيب الناس مجاعة شديدة حتى إن الرجل ليحرق وتر قوسه فيأكله
…
"
الحديث بطوله، وفيه نزول عيسى عليه السلام، ومقاتلته للدجال واليهود،
وخروج يأجوح ومأجوج، وموت عيسى ودفنه، وبعث الريح اليمانية، ورفع القرآن من
الصدور والبيوت، وقيام الساعة.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق "(14/98 - المدينة) .
قلت: وكأنه مركب من عدة أحاديث، ولعله من أوهام عمر بن زرارة الحدثي؛
فإنه - وإن وثقه ابن حبان (8/444) وغيره؛ فقد - كانت فيه غفلة، ترجمه الخطيب
في "التاريخ "(11/202- 203)، وروى عن صالح بن محمد الحافظ أنه قال:
"هو شيخ مغفل "، وذكر قصة. وعن الدارقطني قال فيه:
" ثقة من مدينة في الثغر يقال لها: (الحَدَث) ".
قلت: ووقع في "تاريخ ابن عساكر" و" اللسان ": (الحرثي)
…
بالراء؛ وهو
تصحيف. ووقع في "ذيل الميزان" على الصواب.
والحديث - قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/319) -:
"رواه البزار موقوفاً، وفيه علي بن زيد، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله
ثقات "!
(فائدة) : لقد كان من الدواعي لتخريج هذا الحديث والكلام على إسناده
وبيان ضعفه: أن أحد الخطباء ذكر في خطبة الجمعة أول هذا الشهر (رجب سنة
1411) قطعة منه، وهي التي فيها مقاتلة المسلمين للروم "حتى ما تسير الخيل إلا
على الخيل، والرجل على الرجل
…
"، وقوله: "قال الله تعالى: أسل سيفي
…
وأنتقم من عدوي، فيجعل الله لهم الدائرة عليهم، فيهزمهم الله
…
"، وحمل
الحديث على الحرب الطاحنة التي شنها الأمريكان والبريطان وغيرهم - من دول
الكفر والمتحالفين معهم من الحكومات الإسلامية - على العراق، وبَشَّرَ المسلمين
بأن النصر لهم على الكفار، وتَخَرَّصَ؛ فزعم أن ذلك سيكون في الشهر المذكور
بالذات. وبلغني ذلك عن أحد المتصوفة الذين أضلهم الله على علم، ولا أدري من
هو السابق إلى هذا التخرص منهما؟!
وأنا - وإن كنت أتمنى مع كل مسلم عاقل غيور أن يتحقق النصر للمسلمين،
وأن يرجع الكفار عن ديارهم مقهورين مهزومين بفضل رب العالمين؛ فإنني - أجد
لزاماً علي أن ألفت نظر إخواني المسلمين أن من الفتن التي أصابت كثيراً من
المسلمين: روايتهم بعض الأحاديث - أكثرها ضعيفة -، وإشاعتها على الناس في
نشرات خاصة -، حتى أوصل بعضها مَن لا علم عنده إلى المسلمين في أمريكا
وغيرها من بلاد الكفر، وسُئلت عن الكثير منها من هناك أو غيرها من مختلف
البلاد - كهذا الحديث؛ فإنه لا يجوز روايتها ونشرها بين الناس إلا بعد أن يتحققوا
من ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا؛ دخلوا في وعيد قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي
متعمداً؛ فليتبوأ مقعده من النار".
كهذا الحديث: فإنه لا يصح - وبخاصة رواية ابن عساكر -، ولو أنه صح؛ لم
يجز تأويله وحمله على هذه الحرب؛ لأنه صريح في أنه يتحدث عن قتال سيكون
بين يدي نزول عيسى عليه السلام، وقتاله للدجال واليهود الذين يخرجون معه من
أصبهان - كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة -، فإن تأويل هذه الأحاديث
على خلاف دلالتها الظاهرة هو نوع من الكذب على قائلها صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى
على أهل العلم -. وبهذه المناسبة أقول:
بلغني عن بعض من تصوف - بعد هدى كان عليه - أنه يصرح أن المهدي
عليه السلام على وشك الخروج في هذه الأيام، وقد سمى شهر رمضان من هذه
السنة! وهذا من تخرصاته، أو وساوس شيطانه؛ فإنه غيب لا يعلمه إلا الله. بل
هو خلاف ما تدل عليه الأحاديث الصحيحة، وما تقتضيه سنة الله الكونية التي
منها ما أفاده قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ،
وذلك أن من المعلوم أن عيسى عليه السلام ينزل عند المنارة البيضاء شرقي
دمشق، وأنه يصلي خلف المهدي رضي الله عنه، وهذا يعني أن عيسى عليه
السلام يكون مع المؤمنين في بيت المقدس حين يحاصره الدجال، ويكون معه
سبعون ألفاً من يهود أصبهان عليهم الطيالسة، وهذا يعني: أن لا يهود يومئذٍ في
فلسطين، أو على الأقل في بيت المقدس، وهذا وذاك يعني: أن دولة اليهود يكون
المسلمون قد قضوا عليها.
وواقع المسلمين اليوم - مع الأسف - لا يوحي بأنهم يستطيعون ذلك؛ لبعدهم
عن الأخذ بالأسباب التي تؤهلهم لذلك؛ لأنهم لم ينصروا الله حتى ينصرهم،
ولذلك فلا بد لهم من الرجوع إلى دينهم؛ ليرفع الذل عنهم - كما وعدهم بذلك
نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى إذا خرج المهدي ونزل عيسى؛ وجد المسلمين مستعدين
لقيادتهم إلى ما فيه مجدهم وعزهم في الدنيا والآخرة، فعليهم أن يعملوا لذلك
كما أمر الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
…
} الآية.
(تنبيه) : قوله فِي حَدِيثِ الترجمة:
"فيقتتلون شهرأ واحداً حتى يخوض في سنابكها الدماء"، وفي رواية ابن
عساكر:
"فيقتتلون شهراً، لا يكل لهم سلاح، ولا لكم، ويقذف الصبر عليكم وعليهم ".
كذا في "تاريخ دمشق ": (الصبر) ، ووقع في "كنز العمال " (14/ 580 - صبع
مؤسسة الرسالة) و (7/259 - طبع حيدر آباد) : (الطير) ! فتأوله أحد الخطباء
الجهلة بـ: (الطائرة) التي تقذف القنابل! وهو تأويل بارد، مع ضعف الحديث.
وقد ساق الشيخ التويجري حديث ابن عساكر بطوله في كتابه "إتحاف
الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" (2/ 241 - 243) ، وسكت
عنه!