الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث معارضة له ساقها حديثاً حديثاً من طرق، وقال:
"وكل طريق منها لا يخلو من شيعي؛ فلا يلتفت إليها".
قلت: وهي كلها من رواية ابن سعد عن الواقدي الكذاب بأسانيده وكلها
معلولة، إلا طريق حبة العرني عن علي قال:
أسندته إلى صدري فسالت نفسه.
فإنها عند الحاكم في "الإكليل"، قال الحافظ:
"وحبة ضعيف ".
قال الحافظ:
"ومن حديث أم سلمة قالت: علي آخرهم عهداً برسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. والحديث
عن عائشة أثبت من هذا، ولعلها أرادت:(آخر الرجال به عهداً) ".
قلت: مثل هذا التأويل يمكن أن يصار إليه للجمع بين حديثين من قسم
المقبول - كما قرره الحافظ نفسه في "شرح النخبة" -، أما التوفيق بين حديث عائشة
الصحيح وحديث أم سلمة المنكر؛ فهو مرفوض.
6290
- (يَا مُعَاذُ! مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئاً عَلَى ظهر الأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ
عِتَاقٍ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئاً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّلَاقِ، فَإِذَا
قَالَ الرَّجُلُ لِعبدهِ: أَنْتَ حُرٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ فَهُوَ حُرٌّ، وَلَا اسْتِثْنَاءَ لَهُ. وَإِذَا
قَالَ لاِمْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ فَلَهُ اسْتِثْنَاؤُهُ، وَلَا طَلَاقَ عَلَيْهِ) (*) .
منكر.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف "(6/390/11331) : عن إسماعيل
(*) كتب الشيخ رحمه الله بهامش الأصل: "تقدم برقم (4414) ". (الناشر) .
ابن عياش قال: أخبرني حميد بن مالك: أنه سمع مكحولاً يحدث عن معاذ بن
جبل
…
مرفوعاً.
ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني (4/35/94) ، وابن عدي (2/279) ،
ومن طريقه البيهقي (7/ 361) ، وابن الجوزي في "العلل "(2/155/1066) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ منقطع، مكحول لم يسمع من معاذ، مع كونه
مدلساً. وحميد بن مالك؛ وقد اتفقوا على تضعيفه.
وفي رواية للدارقطني - وعنه البيهقي - عن حميد بن الربيع: نا يزيد بن
هارون: نا إسماعيل بن عياش
…
بإسناده نحوه؛ قال حميد:
" قال لي يزيد بن هارون: وأي حديث لو كان حميد بن مالك اللخمي
معروفاً؟ قلت: هو جدي. قال يزيد: سررتني سررتني! الآن صار حديثاً ".
قلت: رده البيهقي بقوله:
"ليس فيه كبير سرور؛ فحميد بن ربيع بن حميد بن مالك الكوفي الخزاز:
ضعيف جداً، نسبه يحيى بن معين وغيره إلى الكذب، وحميد بن مالك:
مجهول، ومكحول عن معاذ: منقطع ".
وأقول: قوله في حميد: "مجهول "
…
مردود، دهان قال ابن معين والنسائي:
" لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن عياش ".
فقد روى عنه أيضاً معاوية بن حفص - وهو صدوق، - هذا الحديث نفسه،
أخرجه ابن عدي عنه بإسناده المتقدم بلفظ:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله؟ قال: "له
استثناؤه ". فقال رجل: يا رسول الله! فإن قال لغلامه: أنت حر إن شاء الله؟ قال:
" يعتق؛ لأن الله يشاء العتق، ولا يشاء الطلاق "!
ثم رواه من طريق المسيب بن شريك: ثنا حميد بن مالك
…
به، وقال:
"لأن الله تبارك وتعالى يحب العتاق، ويبغض الطلاق ".
قلت: فهؤلاء ثلاثة قد رووا عن حميد، وقد أشار ابن عدي في آخر ترجمته
إلى رد قول ابن معين والنسائي المذكور آنفاً، وقال:
"وأحاديثه مقدار ما يرويه منكر".
وقد روى عنه رابع: فأخرجه الدارقطني (رقم 96) من طريق عمر بن إبراهيم
ابن خالد؛ نا حميد بن عبد الرحمن بن مالك اللخمي
…
بإسناده مختصراً بلفظ:
"ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق، فمن طلق واستثنى؛ فله ثنياه ".
لكن عمر هذا: قال الدارقطني:
"كذاب خبيث ". وقال الخطيب في "التاريخ "(11/202) :
"كان غير ثقة، يروي المناكير عن الأثبات ".
وذكر له الذهبي في "الميزان " حديثين منكرين جداً.
ثم قال البيهقي عقب كلامه السابق:
"وقد روي في مقابلته حديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج بمثله ".
ثم ساق بإسناده إلى ابن عدي بسنده إلى ابن عباس مرفوعاً، وفيه:
"أن من قال لغلامه: أنت حر إن شاء الله؛ فلا شيء عليه ".