الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"ويقول صلى الله عليه وسلم: "وإياكم وقاتل الثلاثة. يعني: المنقِّل، والمنقول إليه، والمنقول
عنه "!
6296
- (باعِدوا بين أنفاس الرجالِ والنساء) .
لا أصل له.
وقد علقه ابن حزم في "طوق الحمامة"(ص 128) جازماً بنسبته
إلى النبي صلى الله عليه وسلم! وكذلك فعل جمع من بعده؛ منهم ابن الحاج في "المدخل "
(1/245) ، وكذلك ذكره ابن جماعة في "منسكه " في طواف النساء من غير
سند، كما ذكر الشيخ ملا علي القارئ في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة"
(145/113)، وقال:
"غير ثابت"! وقلده الشيخ إسماعيل العجلوني في "كشف الخفاء"(1/279) .
وليس بجيد؛ وذلك لأن هذه الجملة ليست صريحة في التعبير عن واقع هذا
الحديث، وأنه لا أصل له البتة في شيء من كتب السنة التي تروي الأحاديث
بالأسانيد، ولو كان بعضها موضوعة، وإنما يقال ذلك فِي حَدِيثِ له إسناد غير
ثابت. فتنبه!
6297
- (فُضُوحُ الدنيا أهونُ من فضوحِ الآخرةِ) .
منكر.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(3/482 - 483) ، وأبو بكر الشافعي
في "الفوائد"(5/47/1) ، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/280 - 281)
و"الأوسط "(1/146/2/2791) ، والبيهقي في "دلائل النبوة"(7/179/180) ،
وابن عساكر (14/234 - 235) ، والذهبي في ترجمة القاسم بن يزيد بن عبد الله
ابن قسيط (3/382 - 383) من طريق معن بن عيسى عن الحارث بن عبد الملك
ابن عبد الله بن إياس الليثي عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه
عن عطاء عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عن أخيه الفضل بن العباس قال:
جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكاً قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ،
فَأخُذَ بِيَدِي، وَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فأقبل حتى جَلَسَ على الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَالَ:
"ناد فِي النَّاسِ". فَصِحْتُ فِي النَّاسِ، فَاجْتَمَعوا إِلَيْهِ، فقَالَ:
" أما بعد: أَيُّهَا النَّاسُ! فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وإنه دنا
مني خلوف بين أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرَاً فَهَذَا ظَهْرِي؛ فَلْيَسْتَقِدَّ
مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضاً فَهَذَا عِرْضِي؛ فَلْيَسْتَقِدَّ مِنْهُ، ومن كنت أخذت
له مالاً، فهذا مالي؛ فليأخذ منه، ولا يقولن رجل: إني أخشى الشحناء من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وإن الشحناء ليس من طبيعتي ولا شأني، ألا وإن أحبكم إلي
من أخذ حقاً إن كان له، أو حللني؛ فلقيت الله عز وجل وأنا طيب النفس. وإني
أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مراراً ".
ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ رجع فجلس على الْمِنْبَرِ، فَعَادَ لِمَقَالَتِهِ الأولى فِي
الشَّحْنَاءِ وَغَيْرِهَا.
فقام رجل فقال: يا نبي الله! إن لي عندك ثلاثة دراهم! قال:
"أما إنا لا نكذب قائلاً ولا نستحلفه على يمين، فيم كان لك عندي؟ ".
قال: تذكر يوم مرَّ بك المسكين، فأمرتني، فأعطيته ثلاثة دراهم؟ فقال:
"أعطه يا فضل! ". فأمر به فجلس. ثم قال:
"مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ؛ فليؤده وَلا يَقُولُ رجل: فُضُوحَ الدُّنْيَا! ألا وَإِنَّ فُضُوحَ
الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الآخرة".
فقام رجل فقال: عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله، قال:
"فلم غللتها؟ ". قال: كنت محتاجاً. قال:
"خذها منه يا فضل! ". ثم قال:
" من خشي من نفسه شيئاً، فليقم أدْعُ له ".
فقام رجل فقال: يا نبي الله! إني لكذاب، وإني لفاحش، وإني لنؤوم. فقال:
"اللهم! ارزقه صدقاً، وأذهب عنه من النوم إذا أراد".
ثم قام آخو فقال: إني لكذاب، وإني لمنافق، وما من شيء إلا قد جئته.
فقام عمر فقال: فضحت نفسك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يا عمر! فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللهم! ارزقه صدقاً، وإيماناً
تصير أمره إلى خير".
فقال عمر كلمة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
"عمر معي، وأنا مع عمر، والحق بعدي مع عمر حيث كان ". وقال الطبراني:
"لا يروى إلا بهذا الإسناد؛ تفرد به الحارث بن عبد الملك ".
قلت: وهو ممن لا يعرف إلا برواية معن هذا عنه، ولم يذكره البخاري - في
"التاريخ " - وابن أبي حاتم إلا بهذه الرواية، وتبعهم ابن حبان، ولكنه ذكره في
"الثقات "(8/182) ! وكذلك فعل في شيخه القاسم بن يزيد بن عبد الله بن
فُسيط، فأورده فيه (9/15) برواية الحارث هذا فقط!! وهذا أنكى وأمر، فذاك روى
عنه ثقة، وهذا روى عنه مجهول! وهكذا أورده البخاري في "التاريخ "(4/1/170)
برواية الحارث فقط عنه، ولم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه مطلقاً. وفي ترجمته
ساق الحديث الذهبي في "الميزان " وقال:
"حديثه منكر".
وكذلك العقيلي أورده في ترجمته، ولم يذكر فيها غيره، وختمها بقوله عن
عطاء:
"هو عندي عطاء بن يسار وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبي
رباح، ولا عطاء بن يسار، وأخاف أن يكون عطاء الخراساني؛ لأن عطاء الخراساني
يرسل عن عبد الله بن عباس ". قال الذهبي عقبه:
"قلت: أخاف أن يكون كذباً مختلقاً ".
وأقول؛ لا مسوغ للتردد في تحديد شخصية عطاء الراوي عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ. ما دام
أن السند دونه لا يصح، لكن يبدو أن هناك رواية أخرى بإسناد آخر، ليس فيه
المجهولان؛ فقد أورد الهيثمي الحديث في "المجمع "(9/25 - 26) بطوله ثم قال:
"رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، وأبو يعلى بنحوه؛ وقال في آخره:
فقام رجل فقال: يا رسول الله! إني رجل جبان كثير النوم! قال: فدعا له.
قال الفضل: فلقد رأيته أشجعنا، وأقلنا نوماً.
ثم أتى بيت عائشة فقال للنساء مثل ما قال للرجال، ثم قال:
"ومن غلب عليه شيء؛ فليسألنا ندعُ له ".
قال: فأومأت امرأة إلى لسانها، قال: فدعا لها.
قال: فلربما قالت لي: يا عائشة! أحسني صلاتك!
وفي إسناد أبي يعلى: عطاء بن مسلم: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه
جماعة، وبقية رجال أبي يعلى ثقات. وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم ".
وقلده الأعظمي في تعليقه على "المطالب "(4/257) .
كذا قال! وليس في إسناده من يقال فيهم هذا؛ لأن المجهولَين المشار إليهما
مترجمان في كتب الرجال - كما تقدم -؛ وإنما يصح مثل قوله هذا فيمن ليس له
ترجمة، فهل نفهم من قوله هذا أنه لم يعثرعليهما فيها؟
ثم إن إسناد أبي يعلى هكذا (12/201/6824) : حدثنا عبيد بن جنادة:
حدثنا عطاء بن مسلم عن جعفر بن برقان عن عطاء عن الفضل بن عباس
…
به
مختصراً؛ وليس فيه حديث الترجمة ولا ذكر لعمر.
قلت: وهذا إسناد خير من الذي قبله، رجاله ثقات - كما قال الهيثمي -؛ غير
عطاء بن مسلم - وهو: الخفاف -: قال الحافظ:
"صدوق يخطئ كثيراً".
والفقرة الأخيرة - المتعلقة بالمرأة التي أومأت إلى لسانها من رواية أبي يعلى -
قد ذكر مؤلف "تحرير المرأة في عصر الرسالة"(4/ 111) ، ونقل (ص 135) كلام
الهيثمي المتقدم وكفى! وقال في الموضع الأول:
"ونحسب أن المرأة كانت سافرة الوجه؛ فإنها أشارت إلى فمها، والفم جزء
من الوجه"!
قلت: ليس الحديث - لو صح - صريحاً فيما زعم؛ فإن إيماءها إلى لسانها
يصدق، ولو كانت منتقبة - كما لا يخفى -.