الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
َتَدْفِنُهُ جَمِيَعاً؟ فَقَال: ذَلِك لَك علِينا من الْحَقِّ، فَأَتَى بأولَادِها فَأَلْقَى
وَاحِداً وَاحِداً حَتَّى إِذا كَان آخَرُ وَلَدِهَا - وكَان صبِياً مُرْضَعاً، فَقَال:
اصْبِرِي يَا أُمَّاهُ، فَإِنَّك عَلَى الْحَقِّ، ثم أُلْقِيَتْ مَع وَلَدِهَا) .
منكر.
أخرجه الحاكم (2/496)، والبزار (1/37/54) عن حماد بن سلمة:
أنبأ عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ
…
مرفوعاً. وقال الحاكم:
"حديث صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!
وليس كما قالا، فإن عطاء بن السائب كان اختلط، وقد روى عنه ابن سلمة
في حالة الاختلاط - كما سبق بيانه في: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة
…
" (رقم
880) -.
ثم إنه قد صح أن الذي قال لأمه: اصبري يا أماه! فإنك على الحق "
…
إنما
هو غلام الاخدود - كما رواه أحمد وغيره، وسبق تبيانه هناك -.
6401
- (ليلةَ أُسْرِيَ بي انتهيتُ إلى قصرٍ من لُؤْلُؤْةٍ تتلألأ نوراً،
وأُعطِيتُ ثلاثاً:
إنك سيِّدُ المُرْسَلِين وإمامُ المُتَّقِينَ، وقائدُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ) .
منكر.
أخرجه البزار (1/49/60 - الكشف) من طريق جعفر بن زياد الأحمر
عن الهلال الصيرفي: ثنا أبو كثير الأنصاري: ثنا عبد الله بن أسعد بن زرارة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: وهذا متن منكر، مخالف لأحاديث الإسراء والكثيرة حتى ما كان منها
ضعيفاً! وإسناده ضعيف. قال الهيثمي في "المجمع"(1/78) :
" رواه البزار، وفيه هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري، ولم أر من ذكرهما"!
كذا قال! وفيه غرابة، فإن هلال الصيرفي قد أورده البخاري وابن أبي حاتم
في "كتابيهما" برواية جعفر هذا، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذلك ذكره
ابن حبان في "ثقاته"(7/572) ، فهومجهول.
وأما أبو كثير الأنصاري: فلم أجده إلا في "المقتنى" للذهبي قال (2/30/
5195) فيه:
"سمع علياً، وعنه إسماعيل بن مسلم العبدي
…
كأنه رفيع".
قلت وقد أورده الدولابي في "الكنى"(2/90) من رواية عمران بن حدير قال:
سمعت أبا كثير رفيعاً يقول: سمعت علياً يقول:
…
، فذكر أثراً في الظلم والعدل.
فإن كان أبو كثير الأنصاري هو رفيعاً هذا، فهو مستور، لرواية ثقتين عنه،
إسماعيل وعمران، والله سبحانه أعلم.
ثم رأيت في الرواة: (هلال بن أبي حميد الوزان أبو جهم الصيرفي) ، ويقال فيه
غير هذا، وهو ثقة من رجال الشيخين، فاحتمل أن يكون هو هذا، فإنه من طبقته،
ولكنهم قد فرقوا بينهما، ومنهم الإمام البخاري، وإن خالفه الخطيب البغدادي، وقد
أطال النفس جداً في بيان رأيه، وأن هذا الحديث هو من رواية هلال بن أبي حميد
المذكور، وساق في ذلك روايات كثيرة بمتونها، وغالبها منكر جداً، لأنها جعلت
الخصال الثلاث لعلي رضي الله عنه، حتى خصلة "سيد المرسلين"! وهذا باطل ظاهر
البطلان، وإن كان في أكثرها جعلت "سيد المسلمين"، وهذا وإن كان أهون، فإنه
باطل أيضاً لوجوه لا مجال الآن لذكرها. وعلى كل حال، فعلى فرض صحة مخالفة
الخطيب، فذلك لا يعني ثبوت الحديث، لبقاء جهالة أبي كثير الأنصاري أولاً.
ولأن الرواة قد اضطربوا في إسناده ثانياً على وجوه كثيرة، بيَّنها الخطيب بياناً
شافياً في كتابه "الموضح"(1/186 - 192) ، لا يتوقف كل من وقف عليها عن