الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن ". قالت: يا رسول
الله! وما نقصان العقل والدين
…
الحديث نحوه، إلا أنه قال في آخره:
"وتمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في رمضان؛ فهذا نقصان الدين ".
فهذا هو المحفوظ، فقوله فِي حَدِيثِ الترجمة:"لا تسجد لله سجدة"
…
منكر
مخالف للحديث الصحيح من جهتين:
الأولى: أنه لم يذكر الصيام.
والأخرى: أنه ذكر السجدة مكان الصلاة؛ فقد يأخذ منه بعض لا علم
عنده بالسنة وفقهها أن المرأة الحائض أو النفساء ليس لها أن تسجد سجدةً ما
- كسجدة الشكر والتلاوة -، وهذا مما لا دليل عليه، وإن كان يمكن تأويل السجدة
بالصلاة - من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل -، لكن التأويل فرع التصحيح، وإذا
لم يصح الحديث بهذا اللفظ؛ فلا مسوغ للتأويل. فتنبه!
ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن حبان (818 و 1294 - موارد) من طريق
الحكم قال: سمعت ذراً
…
به، إلا أنه قال:
"لا تصلي فيه صلاة واحدة".
وهذا هو الصحيح الثابت في الأحاديث الصحيحة، ولكنه أوقفه على ابن مسعود
أيضاً!
6107
- (وما يُدريكِ؟! لعله كان يَتَكَلَّمُ فيما لا يَعْنيه، ويَمْنَعُ ما لا
يَضُرُّه) .
ضعيف.
أخرجه أبو يعلى في (مسنده " (7/84/4017) ، وابن أبي الدنيا في
"الصمت"(73/109) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي عن الأعمش عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
استشهد غلام منا يوم أحد، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع،
فمسحت أمه التراب عن وجهه، وقالت: هنيئاً لك يا بني! الجنة. فقال النبي
صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ومتن منكر؛ وفيه علتان:
الأولى: الانقطاع بين الأعمش وأنس: فإنه لم يسمع منه، وقد وصله بعضهم
ولا يصح كما يأتي.
والأخرى: يحيى بن يعلى الأسلمي: وهو ضعيف، وبه أعله الهيثمي في
"المجمع"(10/303) . لكنه قد توبع على إسناده من حفص بن غياث عن
الأعمش
…
به؛ نحوه دون ذكر الاستشهاد.
أخرجه "الترمذي (7/77/7 231) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/55 - 56)
والبيهقي في "شعب الإيمان "(7/425 - لبنان)، وقال الترمذي:
"حديث غريب ". وقال البيهقي:
"هذا هو المحفوظ ".
قلت: ثم رواه من طريق أبي حنيفة الواسطي عن الحسن بن جبلة عن
سعيد بن الصلت عن الأعمشى عن أبي سفيان عن أنس
…
به؛ مثل حديث
الترجمة، وفيه ذكر الاستشهاد.
وهذا منكر غير محفوظ - كما يشير إلى ذلك قول البيهقي المذكور آنفاً -،
وعلته سعيد بن الصلت هذا؛ فإني لم أعرفه، ويبعد أن يكون سعيد بن الصلت
المصري الذي سمع ابن عباس، وترجمه البخاري (2/1/ 483) ، وابن أبي حاتم
(2/1/ 34) ، وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين"(4/285) ؛ فهذا متقدم على
الأعمش فضلاً عن الراوي عنه لهذا الحديث، فالظاهر أن الخلط ممن دونه لما يأتي.
والحسن بن جبلة: لم أجد له ترجمة فيما عندي من كتب الرجال.
وأبو حنيفة الواسطي هو: محمد بن ماهان فيما ذكر الدولابي! في "الكنى"
(ص 160) ، وساق له حديثين من رواية شيخين، مات أحدهما سنة (266) ،
والآخر سنة (274) ، وسماه الذهبي في "المقتنى" محمد بن حنيفة بن ماهان
الواسطي، ولم أره هكذا في "تاريخ واسط " لبحشل، وإنما فيه محمد بن ماهان،
وروى عنه بالواسطة في غير ما موضع، وذكر (ص 157) عن أحمد بن محمد ين
ماهان قال: توفي أبي سنة أربع ومائتين.
قلت: وهذا مما يبعد جدّاً أن يدركه أحد الشيخين المذكور سنة وفاتهما،
فالأقرب أنه الذي في "تاريخ بغداد "(2/296) ! ؛ فإنه ذكر في شيوخه الحسن بن
جبلة الشيرازي، لكن سماه: "محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان أبو حنيفة
القصبي الواسطي "، ولكنه في أثناء الترجمة وقع في رواية له: وأبو حنيفة محمد
ابن حنيفة بن ماهان " فسقط منه محمد والد حنيفة، فلا أدرفي أهو سقط من الراوي
أو من الطابع، أو أنه زيادة منه في أول الترجمة؛ وأفاد أنه من شيوخ الدارقطني
وأنه قال: "ليس بالقوي "، ثم أفاد أنه كان موجوداً سنة سبع وتسعين ومائتين.
وللحديث طريق أخرى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يرويه عصام بن
طليق البصري عن شعيب بن العلاء عنه، قال:
قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً، قال: فبكت عليه باكية، فقالت:
واشهيداه! قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَهْ، ما يدريك أنه شهيد، ولعله كان يتكلم بما لا يعنيه، ويبخل بما لا
ينقصه".
أخرجه أبو يعلى في "مسنده "(11/523/6646) ، وابن عدي في "الكامل "
(5/370 - 371) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب "(2/74/2 - المصورة) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وفيه علتان:
الأولى: شعيب: هذا في عداد المجهولين، لم يذكره أحد من علماء الجرح
والتعديل - فيما علمت - غير ابن حبان، أورده في "ثقات التابعين"(4/357) !
بهذه الرواية!
والأخرى: عصام بن طليق: متفق على تضعيفه؛ بل قال البخاري:
"مجهول، منكر الحديث ". وقال ابن حبان في "الضعفاء"(2/174) :
"كان ممن يأتي بالمعضلات عن أقوام ثقات؛ حتى إذا سمعها مَن الحديثُ
صناعته؛ شهد أنها معمولة أو مقلوبة".
قلت: فالعجب من ابن حبان أن يورد في "ثقاته " شعيب بن العلاء شيخ
طليق هذا الواهي، وليس له راوٍ آخر!
والحديث - قال الهيثمي (10/303) -:
" رواه أبو يعلى، وفيه عصام بن طليق؛ وهو ضعيف".
وفاته هو وغيره إعلاله أيضاً بجهالة شيخه!
(تنبيهات) :
الأول: سقط من "المجمع " لفظ: (شهيد) ، ولعله من الناسخ أو الطابع.