الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن علي العنزي المذكورة في الحديث الذي قبله.
قلت: وهذا موضوع؛ أفته يحيى بن العلاء فإنه كان يضع الحديث، وقد
تقدمت له أحاديث فراجعه في (فهارس الرواة المترجم لهم) .
وشيخه رشدين ضعيف، وبه فقط أعله الهيثمي في مواضع من "المجمع"
(4/189 و 306 و5/322) وقال في الموضع الأول:
"وهو ضعيف جداً جداً "!
كذا فيه بتكرار جداً، فلعله من الناسخ أو الطابع؛ فإنه غير معهود منه،
وإعلاله بيحيى بن العلاء أولى كما لا يخفى على العلماء، فلعله لم يتنبه له.
وأسوأ منه سكوت المعلق الأعظمي على "المصنف"؛ فلم يعله لا بهذا ولا بذاك،
وهذا مما لا يجوز له باتفاقهم؛ لأنه من كتمان العلم، وهذا إن كان منهم، وإلا
ففاقد الشيء لايعطيه!!
ويغني عن هذا الحديث الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم:
" الزمها؛ فعقد الجنة عند رجليها".
وهو مخرج في "المشكاة"(4939) ، و"الإرواء"(1199) .
6244
- (نِعْمَ المقبرةُ هذه. وزعم ابن جُريج أنها مقبرة مكة) .
ضعيف.
أخرجه البخاري في " التاريخ "(1/ 284) ، والبزار في "مسنده "(2/49)
من طريق أبي عاصم: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني إبراهيم بن أبي خداش
عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/209) ، وكذا الفاكهي (4/50/2369) ،
ومن طريقه الديلمي في "مسنده، (3/98) من طريقين آخرين عن ابن جريج
…
به، ولفظه:
"نعم المقبرة ثنية الشعب. يعني: مقبرة مكة".
وتابعهم عبد الرزاق فقال في "المصنف "(3/579/6734) ، ومن طريقه أحمد
(1/367)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/137/11282) قال: عن ابن جريج
به
…
أتم، ولفظه: أن ابن عباس قال:
لما أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على المقبرة؛ قال وهو على طريقها الأول أشار بيده وراء
الضفيرة فقال:
" نعم المقبرة".
فقلت للذي أخبرني: خص الشعب؟ قال: هكذا كنا نسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم
خص الشعب المقابل بالبيت.
وقال البزار عقب الحديث:
"لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وابن أبي خداش من أهل مكة، لا
نعلمه حدث عنه إلا ابن جريج".
كذا قال! وهذا حسب ما أحاط به علمه؛ وإلا فقد روى عنه سفيان بن
عيينة أيضاً كما في "التاريخ" و "الجرح والتعديل"؛ بل قد ساق حديثه في "العلل
(2/ 270) من رواية ابن أبي عمر العدني عن سفيان عن إبراهيم بن أبي خداش
عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم في المملوكين:
" أطعموهم مما تأكلون
…
" الحديث، وقال:
" قال أبي: إن رفعه ليس له معنى، والصحيح موقوف ".
ثم ساق له حديث الترجمة، وسكت عنه. وقال الهيثمي (4/298) بعدما
عزاه لأ حمد والبزار والطبراني:
" وفيه إبراهيم بن أبي خداش، حدث عنه ابن جريج وابن عيينة كما قال أبو
حاتم، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلت: وكأنه لم يقف على توثيق ابن حبان إياه؛ وإلا لذكره، وقد أورده في
"الثقات "(4/10 - 11) من رواية ابن جريج عنه. ولم يقف الحسيني على رواية
ابن جريج عنه، فقال فيه:
"مجهول" فرده الحافظ في "التعجيل" برواية ابن جريج أيضاً، وبأن نسبه
مشهور، وأنه لا سلف له في ذلك.
وأقول: إن أراد بذلك نفي جهالته العينية؛ فهو مقبول. وإن أراد أنه ثقة؛
ففيه نظر؛ لأنه ليس مشهوراً بالضبط والحفظ، وكونه مشهوراً بالنسب لا ينفع فيما
نحن فيه؛ كما هو ظاهر، وتوثيق ابن حبان إياه لا يكفي لتساهله الذي شرحه
الحافظ نفسه في مقدمة "اللسان"؛ فهو مجهول الحال. ولذلك فإني أرى أن الحديث
يحتمل التحسين.
أما القول بأن إسناده صحيح كما جزم به الشيخ أحمد شاكر رحمه الله
في تعليقه على "المسند"(5/157 -158) فهو مما نخالفه فيه، ولا سيما وقد أعل
أبو حاتم حديث ابن عيينة بالوقف كما تقدم، فلم يبق له إلا هذا الحديث، فمن
أين لنا أن نطمئن لكونه ضبطه ولم يخطئ فيه؟!