الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالتدليس الذي عرف به. ومع ذلك فقد وجدته حسَّن إسناده هنا، مع ما في
الطريق إليه من ضعف.
وعلى العكس من هذا وجدته فِي حَدِيثِ آخر لبقية في فضل ضمرة بن
ثعلبة عزاه لأحمد والطبراني، ومع أن هذا قد وقع في إسناده تصريح بقية
بالتحديث. ومع ذلك أعله بأن بقية مدلس! وقد وافق الطبراني على التصريح
المذكور بعض الرواة الثقات عن بقية عند البخاري في "تاريخه"، والبزار في
"مسنده" في الحديث الآخر المشار إليه، وقد خرجته في "الصحيحة"(3018) .
6389
- (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
وَمَا حَوْلَها، وَعَلَى أَبْوَابِ أَنْطاكِيَةَ وما حَوْلَها، وَعَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا
حَوْلَها، وَعَلَى أَبْوَابِ الطَّالَقانِ وَمَا حَوْلَها، ظَاهِرِينَ على الحقِّ، لا
يُبالون مَنْ خَذَلَهُم، ولا من يَضُرُّهُمْ حتى يُخرِجَ لهم اللهُ كنْزَه من
الطَّالَقانِ،فيُحْيِي به دينَه كما أميتَ من قَبْلُ) .
منكر جداً بهذا التمام.
أخرجه أبو الحسن الربعي في "فضائل الشام
(ودمشق" (85/112) ، ومن طريق ابن عساكر (1/242) عن عبد الله بن قسيم
عن السري بن بزيع عن السري بن يحيى عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه
مرفوعاً. وقال ابن عساكر:
"وهذا إسناد غريب، وألفاظ غريبة جدا".
قلت: وعلته عبد الله بن قسيم عن السري بن بزيع، فإنهما نكرتان لا يعرفان،
ليس لهما ذكر في شيء من كتب الرجال.
على أن الحسن - وهو البصري - مدلس - على فضله - وقد عنعن، إلا أنه قد
توبع مختصراً، فرواه إسماعيل بن عياش الحمصي عن الوليد بن عباد بن عامر
الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة به، دون ذكر "أبواب أنطاكية"
و"أبواب الطالقان".
أخرجه أبو يعلى (11/302/6417) ، ومن طريقه ابن عساكر (1/241) ،
والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/61/47 - ط) ، وابن عدي في "الكامل"
(7/84) ، ومن طريقه ابن عساكر أيضاً، وأبو الحسن الربعي في "فضائل الشام"
(76/114 و115) ، وابن عساكر أيضاً (1/240)، وقال الطبراني وابن عدي:
"لم يروه عن عامر الأحول إلا الوليد بن عباد، تفرد به إسماعيل بن عياش".
زاد ابن عدي:
"والوليد بن عبّاد ليس بمستقيم، ولا يروي عنه غير إسماعيل بن عياش".
قلت: فهو مجهول، وبه صرح الذهبي في "الميزان" و "المغني". وأما ابن حبان
فذكره في "الثقات"(7/551) على قاعدته المعروفة في توثيق المجهولين. واضطرب
فيه الهيثمي، فقد أورد الحديث في موضعين من "معجمه"، فقال في الموضع
الأول (7/288) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الوليد بن عباد، وَهُوَ مَجْهُولٌ ".
وقال في الموضع الآخر (10/60 - 61) :
"رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات"!
ويؤخذ عليه أمران:
أحدهما: وهو ظاهر مما سلف، وهو التناقض، لكن ذلك لا يظهر إلا لمن وقف
على إسناد الطبراني وأبي يعلى، فوجد أنَّ مدارهما على طريق واحد!
والآخر: إيهام القراء بتفريقه في الحكم بين رواية الطبراني ورواية أبي يعلى
بأنها متغايراتان، والواقع أنهما واحدة، إلا أنه في الرواية الأولى اعتمد على الذهبي
في تجهيل الراوي، وفي الرواية الأخرى اعتمد على توثيق ابن حبان! والصواب
بداهة مع الذهبي، لما علمت من تفرد إسماعيل بالرواية عن الوليد بن عباد.
على أن ابن عياش هذا فيه كلام من جهة حفظه، والذي عليه المحققون من
المتقدمين والمتأخرين التفريق بين روايته عن الشاميين، فهي صحيحة، وروايته عن
غيرهم، فهي ضعيفة، خلافاً لبعض المغرورين بعلمهم الذي يذكرني بحديث
"الرويبضة"، فإنه ركب رأسه، وخالف العلماء، وأطلق الضعف على ابن عياش
في تضعيفه لحديث العرباض في ترجمة الوليد هذا أنه من الشاميين، فليست روايته عنه
صحيحة. والله أعلم.
ثم إن الحديث قد جاء عن أبي هريرة من طريقين آخرين: أحدهما عند ابن
ماجه (رقم 7) ، والآخر عند ابن حبان (1852) ، وابن عساكر (1/243) ، بإسنادين
حسنين مختصراً، دون ذكر الأبواب، ودون قوله في آخره:
"حتى يخرج لهم الله
…
" إلخ.
فهي زيادات منكرة يقيناً، وبخاصة أنها لم ترد أيضاً في أحاديث الصحابة
الآخرين الذين وافقوا أبا هريرة في رواية أصل الحديث، وقد خرجت أحاديث نحو
عشرة منهم في "الصحيحة"(1962) .
وقد ساق الحافظ ابن عساكر طرقاً أخرى لحديث أبي هريرة، بعضها موافق لما
ذكرت من الأحاديث الصحيحة، وفي بعضها زيادات أخرى منكرة أيضاً مثل:
"هم أهل الشام" وفي لفظ: "أكثرهم أهل الشام".