الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبه أعله المنذري في "الترغيب"(3/299) بعد أن عزاه لأبي يعلى والطبراني
وابي الشيخ في "كتاب التوبيخ" باللفظ الأول.
6317
- (من قال في دُبُرِ صلاتِه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً،
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ
تَكْبِيراً} ، كان له من الأجرِ مثل السموات السَّبعِ وما فيهن، وما
تَحْتَهُنَّ، والجبالِ، وذلك أن الله عز وجل يقولُ: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ
يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً}
فلهذا من الأجْرِ كما على هذا الكافرِ من الوِزرِ) .
منكر.
أخرجه الطبراني في "كتاب الدعاء"(2/1105/676) : حدثنا أحمد
ابن النضر بن بحر العسكري، ثنا عبد الصمد بن محمد بن معدان السَّلَمْسيني:
ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمه موسى بن يسار عن أبي هريرة
رضي الله عنه
…
مرفوعاً.
قلت وهذا إسناد ضعيف وله علتان:
عنعنة ابن إسحاق، وجهالة السَّلَمْسيني هذا - كما تقدم في الحديث الذي
قبله -. وسائر رجاله ثقات.
وأما قول الدكتور محمد سعيد البخاري في تعليقخ على "الدعاء":
"في إسناده شيخ الطبراني، وشيخ شيخه لمأقف على ترجمتهما "!
فلم يصب في شيخ الطبراني، فقد ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد"
(5/185 - 186) ، وذكره أنه من أهل (عسكر مكرم)، وأن ابن المنادي قال:
"كان من ثقات وأكثرهم كتاباً، مات سنة (290) ".
قلت: فالعلة من شيخه ابن معدان، أو عنعنة ابن إسحاق. والله سبحانه
وتعالى أعلم.
ومن الغريب أن الحافظ السيوطي لم يورد هذا الحديث في "جامعيه"، ولا في
"الدر المنثور" في تفسير آية الإسراء هذه: {وقل الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً
…
}
الآية، وإنما أورد تحتها ما روى ابن أبي الدنيا في "كتاب الفرج" والبيهقي في
"الأسماء والصفات" عن إسماعيل بن أبي فديك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما كَرَبَني أمر إلا تمثل لي جبريل عليه السلام فقال: يا محمد! قل: توكلت
على الحي الذي لا يموت، و: {الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا
…
} الآية".
قلت وهذا - مع إعضاله - فيه جهالة وضعف، فقد أخرجه ابن أبي الدنيا
في "الفَرَج"(ص 20) ، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء"(ص 113) عن الخطاب
ابن عثمان: حدثنا ابن أبي فديك: حدثني سعد بن سعيد: حدثني أبوك
إسماعيل بن أبي فديك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أما الجهالة: فهي في إسماعيل هذا - والد محمد ين إسماعيل بن أبي فديك -،
فقد أورده البخاري في "التاريخ" وابن أبي حاتم في "الجرح" برواية ابنه محمد
عنه ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وهنا قد أدخل محمد بينه وبين أبيه سعدَ
ابن سعيد - وهو: ابن أبي سعيد المقبري -، وهو ليّن - كما قال الذهبي في
"الكاشف"، والعسقلاني في "التقريب"، وذكر أنه - من الطبقة الثامنة، وهي
الطبقة الوسطى من كبار أتباع التابعين، وهذا يعني أن شيخه إسماعيل بن أبي
فديك من أتباع التابعين، ومع هذا الإعضال فهو مجهول لم يوثقه أحد.
وقد روى عنه مسنداً! أخرجه الحاكم (1/509) من طريق الفضل بن محمد
الشعراني: ثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله: ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك: حدثني سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
مرفوعاً
…
به. وقال:
"صحيح الإسناد".
كذا قال! وسقط الحديث من "التخليص" للذهبي، واستبعد أن يوافق على
تصحيحه، لأمرين:
الأول: تضعيفه لرواية سعيد المقبري - كما تقدم نقله عن "كاشفه" -،بل قال
في "المغني في الضعفاء والمتروكين":
"واهٍ، ورمي بالقدر".
والآخر: أنه أورد في في "ضعفائه" المذكور الفضل بن محمد الشَّعراني وقال:
"قال أبو حاتم: تكلموا فيه".
ولم يزد! مع أنه وثقه بعضهم، وبالغ بعضهم فرماه بالكذب، وهو من الحفاظ.
راجع "سير الأعلام" للذهبي (13/317 - 319) .
وشيخه في هذا الإسناد أبو ثابت محمد بن عبيد الله ثقة، من شيوخ البخاري،
فإن لم يكن وهم عليه الشعراني، فالخطأ من المقبري. والله سبحانه وتعالى أعلم
والحديث عزاه المنذري في "الترغيب"(3/44) للطبراني والحاكم عن أبي
هريرة، وأقر الحاكم على تصحيح إسناده! ولينظر أين أخرجه الطبراني؟ فإني لم
يتيسر لي البحث عنه كما ينبغي، ولم يورده الهيثمي في "مجمعه". والله أعلم.