الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دون أن ينظر أو ينتبه للنكارة في الجملة المذكورة آنفاً المخالفة للحديث الصحيح
الآتي بعد خمسة احاديث (7198) عنده!
ومثله أسوأ منه المعلق على حديث الترجمة في "مسند أبي يعلى"؛ فإنه
بعد أن عزاه لأحمد وابن عساكر عزاه للشيخين أيضاً دون أن ينتبه أيضاً للفرق
المذكور آنفاً.والله المستعان.
6490
- (يُنْصَبُ للكافرِ يوَم القيامةِ مِقْدارُ خمسينَ ألفَ سنةٍ، وإنَّ
الكافر لَيَرَى جهنمَ ويظنُّ أنها مواقِعَتُهُ من مسيرةِ أربعين سنةً) .
ضعيف.
أخرجه ابن حبان في" صحيحه"(2581 - موارد) : أخبرنا ابن سلم:
حدثنا حرملة بن يحيى: حدثنا ابن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث: أن أبا
السمح حدثه عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ظاهر الجودة، رجاله ثقات؛ لكنه معلول بأبي السمح
- واسمه: دراج -؛ فإنه مختلف فيه، وتوسط فيه أبو داود فقال:
"مستقيم الحديث إلا ما كان عن أبي الهيثم". وتبناه الحافظ، فقال:
"صدوق، فِي حَدِيثِه عن أبي الهيثم ضعف ".
وعليه يكون الإسناد حسناً؛ لأنه ليس من حديثه عن أبي الهيثم، وهو ما
صرح به المعلق على "الإحسان"(16/349) ، ثم في "الموارد"(2/1164) ، لكن
خفيت عليه العلة، وهي الشذوذ في الإسناد، حيث ذكر فيه (ابن حجيرة) - واسمه:
(عبد الرحمن) وهو ثقة - مكان أبي الهيثم - واسمه: (سليمان بن عمرو العتواري) ،
وهذا هو المحفوظ عن دراج عنه -،وقال:"عن أبي سعيد" مكان أبي هريرة: فقال
ابن جرير الطبري في "التفسير"(15/173) : حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب
قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن دَرَّاج عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وتابعه أزهر بن نصر: ثنا عبد الله بن وهب
…
به.
أخرجه الحاكم (4/597) وصححه! ووافقه الذهبي!
وتابع (عَمرَو بنَ الحارث) ابنُ لهيعة:ثنا دراج
…
به.
أخرجه أحمد (3/75) ،وأبو يعلى (2/524/1385) ، أخرجاه مع جملة
أحاديث بهذا الإسناد الواحد، وأخرج ابن عدي في "الكامل" طائفة كبيرة منها
(3/113 - 115) جُلّها من طريق ابن وهب، واستنكرها.
وبهذا التخريج والتتبُّع لطرق الحديث انكشفت العلة، وتبين أن الحديثَ
حديثُ دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، وليس حديث دراج عن ابن حجيرة
عن أبي هريرة.
فإن قيل: هذا ظاهر جداً،ولكن ممن الخطأ؟
فأقول - وبالله التوفيق -: الذي يغلب على الظن أنه من حرملة بن يحيى؛ فإنه
وإن كان ثقة من شيوخ مسلم، فله غرائب، قال الذهبي في "المغني في الضعفاء":
"صدوق يغرب، قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال عبد الله بن محمد
الفرهاذاني: ضعيف (1) . وقال ابن عدي: قد تبحرت فِي حَدِيثِه، وفتشته الكثير،
فلم أجد له ما يجب أن يضعف من أجله ".
قلت: فالأصل في مثله أن يحتج به - وهذا ما صنعه الإمام مسلم -؛ ولكن
(1) هكذا في "الكامل"، وكذلك وقع في نقل الحافظ المزي عنه في "تهذيبه" وهو
الصواب. ووقع في "تهذيب الحافظ": "صعب". وهذا تحريف خفي على المعلق على
"الكامل" فنقله عنه مشككاً في صحة اللفظ الأول!
هذا لا يعني أنه لا يُتَّقى من حديثه ما ظهر أنه أخطأ فيه، كهذا؛ قد خالفه من هو
أوثق منه - ألا وهو يونس بن عبد الأعلى الصدفي -؛ كما تقدم في رواية ابن جرير
الطبري عنه. فإذا اختلفا في إسناد ما؛ كان الفلج له عليه، لا يشك في ذلك كل
من كان على علم بأقوال العلماء فيهما. يكفي في ذلك أن حرملة قد أورده
العقيلي في "الضعفاء"، ثم ابن عدي - كما سبق -، مع جرح أبي حاتم إياه - كما
علمت -، بخلاف يونس فلم يورداه في كتابيهما،ولا جرحه أحد، وتأمل الفرق
بين ترجمتيهما عند الحافظين الذهبي والعسقلاني؛ فقال الذهبي في "الكاشف":
"حرملة بن يحيى
…
صدوق من أوعية العلم، وقال أبو حاتم: لا يحتج به ".
وقال:
"يونس بن عبد الأعلى
…
ثقة فقيه محدث مقرئ من العقلاء النبلاء".
وقال الحافظ في هذا:
"ثقة". أي: هو من المرتبة الثالثة.
وقال في (حرملة) :
"صدوق". أي: من المرتبة الرابعة.
وثمة مرجح آخر لرواية يونس على حرملة، وهو متابعة ابن لهيعة المتقدمة،
على لين فيه، ولكنه يستشهد به؛ لأنه صدوق في نفسه - كما هو معلوم -.
ولا يفوتني أن أذكر أنه من المحتمل أن لا يكون الخطأ المذكور من حرملة
نفسه، وإنما هو من بعض رواة كتاب ابن حبان أو نساخه، وإن مما يساعد على ذلك
أني رأيت الحافظ السيوطي قد أورد الحديث في "الجامع الكبير" (2/1017 -
المصورة) من حديث أبي سعيد معزواً لجمع منهم ابن حبان، وكذلك فعل في