الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6008
- (رَفْعُ الأَيْدِي مِنَ الاِسْتِكَانَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى:
{فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} ) .
موضوع.
أخرجه بن حبان في "الضعفاء"(1/177) ، وابن أبي حاتم - كما
في "تفسير ابن كثير" - وعنه الحاكم (2/537 - 538) ، وعنه البيهقي في "سننه"
(2/71 - 72) من طريق وهب بن إبراهيم القاضي: ثنا اسرائيل بن حاتم
المروزي عن مقاتل بن حيان عن الاصبغ بن نُباتة عن على قال:
لما نزلت هذه السورة على النبي صلى الله عليه وسلم {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك
وانحر
…
} قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل:
"ما هذه النَّحيرة التى أمرني بها ربي عز وجل؛ قال إنها ليست بنَحيرة، ولكنه
يأمرك إذا تحرَّمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت، وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك
من الركوع! فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين في السماوات السبع. وإن
لكل شيء زينةً، وزينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة". وقال: قال النبي
صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أورده ابن حبان في ترجمة إسرائيل بن حاتم المروزي، وقال:
"شيخ يروي عن مقاتل بن حيان الموضوعات، وعن غيره من الثقات الأوابد
والطامات، وعن ما وضعه عليه عمر بن صبح، كأنه كان يسرقها منه
…
".
ثم ساق له هذا الحديث، وقال عقبه:
" وهذا متن باطل، إلا ذكر رفع اليدين فيه. وهذا خبر رواه عمر بن صبح عن
مقاتل بن حيان، وعمر بن صبح يضع الحديث، فظفر عليه إسرائيل بن حاتم،
فحدث به عن مقاتل ".
وذكره الذهبي ملخصاً في "الميزان"، وزاد عليه الحافظ في "اللسان"،
فقال:
"وذكره الأزدي فقال: لا يقوم إسناد حديثه. ووهب بن إبراهيم القاضي
ذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحاً. ومقاتل هو ابن حيان وأَصْبَغُ بن نُباتة ضعيف ".
وفيما ذكره نظر من وجوه:
الأول: أن الذي في ترجمة وهب هذا من "الجرح والتعديل"(4/2/29) أنه
قال فيه:
" وهو صدوق ثقة". فلعل هذا لم يقع في نسخة الحافظ من "الجرح"!
ثم إن الذي فيه: (الفامي)
…
نسبة إلى (فامية)
…
مكان: (القاضي) ، وكذا
وقع في "ضعفاء ابن حبان"، فالله أعلم، فإن السمعاني وكذا ياقوت لم يورداه في
(فامية) ، وهي بلدة في واسط.
الثاني: أنه اختلط عليه مقاتل بن حيان بمقاتل بن سليمان! فإن هذا هو
الضعيف، أما الأول، فثقة من رجال مسلم، ومن العجيب أن الحافظ نفسه قد نبه
على مثل هذا، فإنه قال في ترجمة الأول من "التقريب":
"صدوق فاضل، أخطأ الأزدي في زعمه أن وكيعاً كذّبه، وإنما كذّب الذي
بعده". يعني ابن سليمان.
الثالث: اقتصاره على قوله: "ضعيف" في أصبغ بن نباتة! فإنه أسوأ من
ذلك، فقد قال في "التقريب":
"متروك، رمي بالرفض".
وبالجملة، فهذا الإسناد ظلمات بعضها [فوق بعض] ، والمتن باطل - كما قال
ابن حبان -، وتبعه ابن الجوزي، فأورده في "الموضوعات"(2/98 - 99) ، وحكى
بعض كلامه المتقدم وقال:
"حديث موضوع، وضعه من يريد مقاومة من يكره الرفع، والصحيح يكفى".
يعني: ما ثبت في "الصحيحين" - وغيرهما من سُنّيّةِ رفع اليدين - يغني عن
هذا الحديث الموضوع. وقال قبل ذلك:
"وقد روى حديث في نصرة مذهبنا إلا أنه ليس بصحيح، وفى الصحيح ما
فيه غُنْيَةٌ عن الاستعانة بالباطل، وهو
…
".
ثم ساقه من طريق الدارقطني عن ابن حبان. وأقره السيوطي في اللآلئ"
(2/20)، ونقل عن البيهقي أنه قال:
"ضعيف".
والذي في الموضع المشار إليه في "سننه" إنما هو الإشارة إلى ضعفه.
ثم نقل عن الحافظ ابن حجر أنه قال في تخريجه:
"إسناده ضعيف جداً".
ولما سكت عليه الحاكم، تعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: إسرائيل صاحب عجائب لا يعتمد عليه، وأصبغ شيعي متروك عند
النسائي".
ثم إن في استثناء ابن حبان رفعَ اليدين من إبطاله لمتن الحديث نظراً عندي،
لأن كونَ الرفع ثابتاً من فعله صلى الله عليه وسلم لا يستلزم ثبوت ما في الحديث من تفسير