الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقره الحافظ في "اللسان" وقال عقبه:
"وقد وقفت على بعض الكتاب المذكور، وسماه "السنن" ورتبه على الأبواب،
وكله بسندٍ واحد".
وكان الحافظ تبعاً للذهبي قد أورد المترجم منسوباً إلى جده، وقال:
"من شيوخ ابن عدي، اتهمه ابن عدي بالكذب".
ولم يتنبها إلى أنه هذا.
والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة"(ص 113/518) ، وذكر
ملخص قول ابن عدي، وقول الذهبى وما نقله عن الدارقطني، وقول الحافظ عقبه.
ولخص ذلك الشيخ القارئ في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة"
(ص 408) وساق الحديث.
(تنبيه) : لقد اضطربت المصادر المتقدمة في ضبط كلمة (ألقى) ، فوقعت في
طبعات "الكامل": (أنقى) بالنون، وهي مهملة في النسخة المصورة. ووقعت في
"الميزان" و "الأسرار": (أبقى) بالباء الموحدة، وفي " الذيل":(ألفى) باللام ثم الفاء،
ومثله في "اللسان " لكن بالقاف مكان الفاء، والمعنى واحد، فغلب على ظني أنه
أقرب، ولذلك أثبته. والله أعلم.
6250
- (يجتمع كل يوم عرفة بعرفات: جبريل وميكائيل وإسرافيل
والخضر، فيقول جبريل: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، فيرد عليه
ميكائيل: ما شاء الله، كل نعمة من الله، فيرد عليه إسرافيل: ما شاء
الله، الخير كله بيد الله، فيرد عليه الخضر: ما شاء الله، لا يصرف
السوء إلا الله، ثم يتفرقون عن هذه الكلمات، فلا يجتمعون إلى قابل
في ذلك اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فما من أحد يقول هذه الأربع مقالات حين يستيقظ من نومه إلا
وكل الله به أربعة من الملائكة يحفظونه
…
) الحديث بطوله.
موضوع.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق "(5/647 - 648) ، وابن الجوزي
في "الموضوعات"(1/196 - 198) كلاهما من طريق الخطيب - ولم أره في
"تاريخ بغداد" - عن محمد بن علي بن عطية الحارثي: نا علي بن الحسن
الجهضمي: نا ضمرة بن حبيب المقدسي: نا أبي: نا العلاء بن زياد القشيري
عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعاً. وقال
ابن الجوزي:
"باطل، فيه عدة مجاهيل ".
قلت: كأنه يشير إلى من دون عبد الله بن الحسن. وذلك معنى قول الذهبي
في ترجمة ضمرة هذا:
"جاء في إسناد مجهول بمتن باطل ".
ثم ساق له هذا الحديث. وذكر نحوه شيخه المزي في "تهذيب الكمال " فقال
(13/316) :
"وهو حديث منكر، وإسناد مجهول".
وتبعه الحافظ في "تهذيبه " إلا أنه بيَّن الجهالة فقال:
"رواته مجاهيل ".
وذكره ابن كثير في "البداية"(1/333) من رواية ابن عساكر بطرفه الأول
فقط وقال:
"وذكر حديثاً طويلاً موضوعأً تركنا إيراده قصداً، ولله الحمد".
ولكنه قال في علي بن الحسن الجهضمي:
"وهو كذاب ".
وهذا مما لم أجد له سلفاً. والله أعلم.
وأما السيوطي فتعقب ابن الجوزي بقوله في "اللآلي"(1/168) :
"قلت: أخرجه ابن الجوزي في "الواهيات " من طريق عبيد بن إسحاق
العطار عن محمد بن ميسرة عن عبد الله بن الحسن
…
به. وعبيد: متروك.
والله أعلم ".
وتبعه ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(1/235) ! وزاد على السيوطي فقال رداً
على قول ابن الجوزي المتقدم:
"ذلك لا يقتضي الحكم عليه بالوضع"! وتعقبه المعلق عليه بقوله:
"بل يقتضي الوضع مع ضميمة نكارة المعنى، وإذا كان الحفاظ يحكمون
بوضع الحديث لنكارة معناه مع ثقة رجاله؛ فكيف لا يحكم بوضعه مع جهالة
رجاله؟! ".
قلت: وهذا حق، ولكنهم فاتهم جميعاً علة الحديث الحقيقية، وهي محمد
ابن علي بن عطية هذا، فقد رواه الخطيب من طريق شيخه عبد العزيز بن علي
الأزجي عنه. وقد ترجم له في "التاريخ"(3/89) فقال:
" محمد بن علي بن عطية أبو طالب المعروف بـ (المكي) ، صنف كتاباً
سماه "قوت القلوب" على لسان الصوفية، ذكر فيه أشياء منكرة مستشنعة في
الصفات. حدثني عنه محمد بن المظفر الخياط، وعبد العزيز بن علي
الأزجي
…
وقدم بغداد، فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ، فخلط في
كلامه، وحُفظ عنه أنه قال: ليس على الخلوقين أضر من الخالق! فبدَّعه
الناس وهجروه".
وله ترجمة في "الميزان " و" اللسان " و "الشذرات " (3/ 120! وفي " السير"
و"المغني في الضعفاء" للذهبي.
هذه هي علة الحديث، فمن فوق أبي طالب هذا من المجاهيل؛ الذين لم
يعرفهم أحد من الحفاظ، الظاهر أنهم من تخاليطه، ولعل ذلك من مبالغته في
تجويع نفسه باسم الرياضة والزهد، حتى قيل: إنه هجر الطعام زماناً، واقتصر على
أكل الحشائش المباحة! وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم قال ابن الجوزي عقب الحديث:
"وقد أغري خلق كثير من المهووسين بأن الخضر حي إلى اليوم، ورووا أنه
التقى بعلي بن أبي طالب وبعمر بن عبد العزيز، وأن خلقاً كثيراً من الصالحين
رأوه. وصنف بعض من سمع الحديث ولم يعرف علله كتاباً جمع فيه ذلك، ولم
يسأل عن أسانيد ما نقل، وانتشر الأمر إلى أن جماعة من المتصنعين بالزهد
يقولون: رأيناه وكلمناه، فواعجباً ألهم فيه علامة يعرفونه بها؟! وهل يجوز لعاقل أن
يلقى شخصاً فيقول له الشخص: أنا الخضر، فيصدقه؟! ".
وقد جمع الحافظ الأحاديث الواردة في الخضر عليه السلام وحياته ولقائه