الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طيبة في تأديب المؤمن وتهذيبه حتى في لسانه، فلا يسب شيئاً - فضلاً عن لعنه -،
مثل سب الدهر والدِّيك والريح ونحو ذلك مما لا يدخل في دائرة التكليف والاختيار،
وإن من أجمعها قوله صلى الله عليه وسلم:
"من لعن شيئاً ليس له أهل، رجعت عليه اللعنة ".
وهو حديث صحيح مخرج في المجلد الثاني من "سلسلة الأحاديث الصحيحة"
رقم (528) . وقال صلى الله عليه وسلم:
"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
وهو مخرج في المصدر المذكور في المجلد الأول، رقم (320) .
6410
- (يَا مَلَكَ الْمَوْتِ! ارْفُقْ بِصَاحِبِي، فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَقَالَ مَلَكُ
الْمَوْتِ عليه السلام: طِبْ نَفْساً، وَقَرَّ عَيْناً، وَاعْلَمْ أَنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ،
وَاعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ! أَنِّي لأَقْبِضُ رُوحَ [ابْنِ] آدَمَ، فَإِذَا صَرَخَ صَارِخٌ مِنْ
أَهْلِهِ، قُمْتُ فِي الدَّارِ وَمَعِي رُوحُهُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصَّارِخُ؟ وَاللَّهِ! مَا
ظَلَمْنَاهُ، وَلا سَبَقْنَا أَجَلَهُ، وَلا اسْتَعْجَلْنَا قَدَرَهُ، ومَالَنَا فِي قَبْضِهِ مِنْ
ذَنْبٍ، فَإِنْ تَرْضَوْا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ، تُؤْجَرُوا، وَإِنْ تَحْزَنُوا وتَسْخَطُوا، تَأْثَمُوا
وتُؤْزَرُوا، مَا لَكُمْ عِنْدَنَا مِنْ عُتْبَى، وَإِنَّ لَنَا عِنْدَكُمْ بَعْدُ عَوْدَةً وَعَوْدَةً،
فَالْحَذَرَ الحذرَ! وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَا مُحَمَّدُ! شَعْرٍ وَلا مَدَرٍ، بَرٍّ وَلا بَحْرٍ،
سَهْلٍ وَلا جَبَلٍ، إِلا أَنَا أَتَصَفَّحُهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، حَتَّى لأَنَا أَعْرَفُ
بِصَغِيرِهِمْ وكَبِيرِهِمْ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، وَاللَّهِ! يَا مُحَمَّدُ! لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْبِضَ
رُوحَ بَعُوضَةٍ مَا قَدَرْتُ على ذلك حتى يكونَ اللهُ هو أَذِنَ بقَبْضِها) .
موضوع.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4188) من طريق مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ
ابن عبيد بن عَقِيلٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَبَانَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بن شِمْرٍ الْجُعْفِيُّ عَنْ جَعْفَرِ
ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بن الْخَزْرَجِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - وَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ عليه السلام عِنْدَ
رَأْسِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ -، فَقَالَ:
…
فذكره. قَالَ جَعْفَرٌ:
بَلَغَنِي أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَصَفَّحُهُمْ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، فَإِذَا نَظَرَ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَمَنْ كَانَ
يُحَافِظُ عَلَى الصَّلَوَاتِ دَنَا مِنْهُ الْمَلَكُ وَدَفَعَ عَنْهُ الشَّيْطَانَ، وَيُلَقِّنُهُ الْمَلَكُ: (لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الْحَالُ الْعَظِيمُ) .
وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/325 - 326) من رواية الطبراني وقال:
"وفيه عمر بن شمر الجعفي، والحارث بن الخزرج، ولم أجد من ترجمهما،
وبقية رجاله رجال (الصحيح)، وروى البزار منه إلى قوله:(واعلم أني بكل مؤمن رفيق) ".
قلت: كذا وقع في "المجمع": (عمر)
…
ولذلك لم يعرفه، وإما هو (عَمرو)
- كما تراه في "المعجم" -، ولم يتنبه لذلك صاحبنا الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي
في تعليقه عليه، فنقل كلام الهيثمي دون أي تعليق عليه!
وعمرو بن شمر - وهو: الجعفي -، معروف بالضعف الشديد، فقال البخاري
في "التاريخ الكبير"(3/2/344) :
"منكر الحديث ".
ومن طريقه رواه ابن شاهين أيضاً في "الجنائز"، وابن منده مختصراً، وابن
أبي عاصم وابن قانع، كما في "الإصابة" للحافظ ابن حجر، وقال:
"وعمرو بن شمر متروك الحديث".
وإسماعيل بن أبان: اثنان:
الأول: أبو إسحاق الوراق الأزدي الكوفي.
والآخر: أبو إسحاق الخياط الكوفي.
فإن كان الأول، فهو ثقة.
وإن كان الآخر، فهو متروك أيضاً، قال البخاري (1/1/347) :
"متروك، تركه أحمد ". وكذبه غيره.
ولم يترجح عندي أيهما المراد هنا، فإنهما من طبقة واحدة، وظاهر كلام
الهيثمي أنه الأول. والله أعلم.
ثم تأكدت أنه الأول من "تهذيب المزي"، فإنه ذكر أنه روى عن عمرو بن
شمر الجعفي.
والحديث أخرجه السهمي أيضاً في "تاريخ جرجان "(31 - 32) ، وابن منده
في "المعرفة"(2/2 - مخطوطة الظاهرية) وقال:
"الخزرج ابو الحارث مجهول، وفي إسناد حديثه نظر ".
وقد عرفت أن العلة الكبرى إنما هي في عمرو بن شمر، وأنه متروك، بل قد كذبه
بعضهم، وقال ابن حبان في "الضعفاء" (2/75) :
"وكان رافضياً، يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ممن يروي الموضوعات عن
الثقات ".
ومن طريقه أخرجه البزار في "مسنده"(1/372/784) ببعضه - كما تقدم
ذكره عن الهيثمي -.