الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" رواه الطبراني في "الأوسط " عن شيخه أبي عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم،
ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات "!
كذا قال! وكأنه تجاوز بصره موضع العلة القوية في إسناده؛ فقد قال الطبراني
في "الأوسط "(1/299/ 4988) : حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم أبو عبيدة
قال: نا عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلَةَ قال: نا أبو عوانة قال: نا سِماك بن حرب
عن جابر بن سمرة
…
به. وقال:
" لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد؛ تفرد به عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة".
قلت: وآفة هذا الإسناد ابن جبلة؛ فإنه كذاب - كما قال الذهبي -، وقال
الد ارقطني:
"متروك؛ يضع الحديث ".
وهذا الحديث وحديث الترجمة من الأحاديث الضعيفة والمنكرة التي ملأ
الشيخ التويجري بها كتابه "الصارم المشهور"(ص 257) ، وقد نقلهما عن الهيثمي؛
مقلداً إياه فيما قال فِي حَدِيثِ جابر! وكاتماً ما أعل به الحديث الآخر حديثَ
الترجمة!!
6063
- (لا يجتمعُ الإيمانُ والبخلُ في قلبِ رجلٍ مؤمنٍ أبداً، ومن
أوتيَ السماحةَ مع الإيمانِ؛ فقد أوتيَ أخلاقَ الأنبياء) .
موضوع.
أخرجه ابن عدي في "الكامل "(5/329) من طريق عبد الغفور
ابن عبد العزيز أبي الصباح الواسطي عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه - وقال
في غير هذا الحديث: وكانت له صحبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
أورده في ترجمة عبد الغفور هذا، وساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها، وقال
في الثاني منهما:
"حديث منكر بهذا الإسناد". وقال في آخر ترجمته:
"الضعف على حديثه ورواياته بيِّن، وهو منكر الحديث ". وروى عن البخاري
أنه قال:
"تركوه؛ منكر الحديث ". وقال ابن حبان في "الضعفاء"(2/148) :
"كان ممن يضع الحديث على الثقات؛ على كعب وغيره. لا يحل كتابة
حديثه، ولا الذكر عنه إلا على جهة التعجب".
قلت: وشيخه عبد العزيز بن سعيد في عداد المجهولين عندي؛ فإنه لم يذكره
البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما، ولا رأيته عند غيرهما سوى ابن حبان؛ فإنه
أورده في " الثقات! - على قاعدته! - فقال (5/ 125) :
"عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة - ولأبيه صحبة -، يروي عن أبيه، روى
عنه أبو الصباح، واسمه: عبد الغفور بن عبد العزيز الواسطي، عندنا عنه نسخة بهذا
الإسناد، وفيها ما لا يصح، البَلَيَّةُ فيها من أبي الصباح؛ لأنه كان يخطئ ويتهم ".
وأقول: وفي كون عبد العزيز بن سعيد الذي في إسناد الحديث هو عبد العزيز
ابن سعيد بن سعد بن عبادة نظر كبير عندي؛ وذلك لأمرين:
الأول: أن الحافظ لما ترجم لسعيد بن
…
عبادة هذا؛ لم يذكر في الرواة عنه
عبد العزيز هذا.
والآخر: أن ابن عبادة هذا لما ذكره ابن حبان في (الصحابة) من كتابه "الثقات "
(4/ 277) - ونسبه: الخزرجيّ -؛ قال:
"يروي عن أبيه؛ روى عنه أبو أمامة بن سهل بن حنيف". وزاد الحافظ في
نسَبه: " الأنصاري "، وقال:
"وروى عنه أيضاً ابنه شرحبيل بن سعيد".
فهو خزرجي أنصاري، وأما عبد العزيز بن سعيد الذي روى هذا الحديث؛ فهو
شامي - كما جاء مصرحاً به في إسناد الحديث الثاني عند ابن عدي -؛ ولذلك
فرق الحافظ وغيره بين ابنه سعيد هذا، وبين سعيد بن سعد بن عبادة؛ فقالوا فيه
ما سبق، وقال الحافظ فيما بعد:
" سعيد الشامي والد عبد العزيز. جاءت عنه عدة أحاديث من رواية ولده
عنه، تفرد بها عبد الغفور أبو الصباح بن عبد العزيز عن عبد العزيز عن أبيه سعيد
هذا
…
".
ثم ذكر له الأحاديث الثلاثة التي عند ابن عدي وغيرها؛ منها الآتي بعد هذا.
والخلاصة: أن عبد العزيز الذي في هذا الحديث مجهول؛ لأنه لم يرو عنه غير
عبد الغفور هذا، وهو لو كان ثقة لم يخرج شيخه بروايته عنه عن الجهالة، فكيف
به وهو متهم؟!
هذا، وفي "الجرح والتعديل " (2/1/ 77) :
"سعيد الشامي الحمصي. روى عن ثَوْبان، روى عنه مرزوق أبو عبد الله
الشامي ". وكذا في "تاريخ البخاري " (2/1/466/1553) وقال:
"إن لم يكن ابن زرعة؛ فلا أدري ".
وجزم ابن حبان بأنه هو، فانظر تعليقي عليه في "التيسير".
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" من رواية ابن عدي دون الشطر
الثاني منه!