الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لسبيلهما". قال الحافظ عقبه:
" وقد جاء من غير طريقه؛ لكن من وجه واهٍ جداً، أخرجه ابن الجوزي في
"الواهيات "، وفيه أحمد بن عمارة متروك عند الدارقطني، ومهدي بن هلال
مثله، وقال ابن حبان: مهدي بن هلال يروي الموضوعات ".
6252
- (كان إذا خرج إلى الصلاة؛ قال:
باسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حولَ ولا قوة إلا بالله.
اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَخرجي هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ
أَشَراً، وَلَا بَطَراً، وَلَا رِيَاءً، وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ،
وَاتِّقَاءَ سُخْطِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وتُدخِلَني الجنة) .
ضعيف جداً.
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(30/82) من
طريق الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله
عن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إن لم يكن موضوعأً، فقد قال ابن حبان في
الوازع هذ ا (3/ 83) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات على قلة روايته، ويشبه أن يكون
المتعمد لذلك؛ بل وقع ذلك في روايته لكثرة وهمه؛ فبطل الاحتجاج به لما انفرد
عن الثقات بما ليس من أحاديثهم".
والحاكم على تساهله المعروف قال فيه:
"روى أحاديث موضوعة ".
وأشار إلى ذلك البخاري بقوله في "التاريخ "(4/2/183) :
"منكر الحديث ". وقال أحمد وابن معين وأبو داود:
"ليس بثقة". وقال النسائي:
"متروك الحديث ". وقال ابن عدي في "الكامل "(7/98) :
"عامة ما يرويه عن شيوخه غير محفوظة".
قلت: فقد اتفقت أقوال أئمة هذا الشأن على أن الوازع هذا ضعيف جداً لا
يستشهد به، وهذا ما صرح به الحافظ ابن حجر في "تخريج الأذكار"، فقال:
"هذا حديث واهٍ جداً
…
" إلى آخر كلامه الذي كنت نقلته عنه في كتابي
"التوسل: أنواعه وأحكامه "(ص 99) .
ومع هذه النقول عن هؤلاء الأئمة الفحول، نجد أهل البدع والأهواء الذين
يرمون أهل السنة بما ليس فيهم، يتجاهلون تلك النقول، ويستشهدون بهذا الحديث
الواهي؛ ليقووا به آخر مثله، وهو حديث أبي سعيد الخدري - "لمجرد اشتراكهما في
التوسل المبتدع -:
"اللهم إني أساثك بحق السائلين عليك " كما كعنت بينت ذلك في الكتاب
المومى إليه، وفي "الضعيفة" أيضاً برقم (24) ، فتجد أولئك المبتدعة يكتمون الحق
وهم يعلمون، فخذ مثلاً الشيخ عبد الله الغماري المغربي التي تطفح كتبه بالجهل
بهذا العلم الشريف، مقروناً بالتجاهل في كثير من الأحيان، فها هو في رسالته
التي أسماها "مصباح الزجاجة" تجاهل العلل التي كنا شرحناها في الكتابين
المذكورين للحديث الآخر المشار إليه - وهو حديث أبي سعيد - فيرد على النووي
تضعيفه إياه، ويصرح بأنه حسن - دون أن يسوق إسناده ويتكلم عليه كما يقتضيه
هذا العلم الشريف - مع أن فيه ضعفاً في بعض رواته، وتدليساً خبيثاً واضطراباً
كما هو مبين هناك، فتجاهل ذلك كله، وزاد تجاهلاً آخر؛ فقال (ص 55 - 56) :
"وله شاهد من حديث بلال عند ابن السني "!!
ونحوه؛ بل وشر منه قول الكوثري في "مقالاته "(ص 294) :
"وأخرج ابن السني في "عمل اليوم والليلة" بسند فيه الوازع عن بلال "!!!
وقد كنت رددت عليه تجاهله لحال الوازع هذا في "الضعيفة" (ص 87 - الطبعة
الجديدة) ؛ وإنما أردت هنا - بعد أن عرضت على أعين القراء إسناد ابن السني -
لأبين لهم كيف يخاتل الكوثري قراءه، ويدلس عليهم، ويعمي حال الراوي الذي
هو علة الحديث، وأنه لا فائدة من ذكره لشدة ضعفه؟! فإنه عند ابن السني - كما
رأيت - من رواية الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر
ابن عبد الله عن بلال.
فماذا فعل الكوثري - عامله الله بما يستحق -:
أولاً: أسقط الواسطتين بين الوازع وبلال؛ ليوهم القراء أنه تابعي!
ثانياً: لم ينسب الوازع إلى أبيه (نافع) ولا إلى قبيلته (العقيلي) ، وذلك كله
تعمية لحاله على طلبة العلم من قرائه؛ لأن أحدهم لو أراد أن يتحقق من هويته،
ويتعرف على منزلته في الرواية، وليس الإسناد بين يديه؛ فسيرى فيمن يسمى
(وازعاً) ثلاثة من الرواة ليس فيهم من روى عن بلال! وهذا هو المقصود من تعميته.
ثالثاً: قد علم الكوثري من إسناد ابن السني أن الوازع هو ابن نافع العقيلي،
ومما لا شك فيه أنه يعلم أيضاً سوء حاله في الرواية من أقوال الأئمة المتقدمة فيه،