الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَوْسَعُ لَكَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره. وقال العقيلي:
" لَا يُعْرَفُ إِلَّا بِموسى بن القاسم، قال البخاري: لا يتابع عليه".
وأقره ابن الجوزي، وزاد فقال:
"قلت: [هذا] لو لم يكن في الإسناد غيره، وهو أبو الصلت (1) عبد السلام
ابن صالح، وهو كذاب.قال أبو حاتم الرازي: لم يكن عندي بصدوق، وضرب أبو
زرعة على حديثه. وقال العقيلي: هو رافضي خبيث ".
وبهذين الراويين أعله الذهبي أيضاً في ترجمة موسى بن قاسم، وقال:
"وإسناده مظلم ".
وتبعه الحافظ في "اللسان"، والسيوطي وابن عراق - كما في "تنزيه الشريعة" -
(1/396) . وقال الذهبي في ترجمة ليلى الغفارية:
"خبر باطل". وأقره الحافظ في "الإصابة".
6434
- (كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ فَانْتَهَوْا إِلَى مَضِيقٍ،
وَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ، فَمُطِرُوا: السَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَالْبِلَّةُ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ،
فَأَذَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، (وفي روايةٍ: فأَمَرَ المؤذِّنَ فأَذَّنَ)
وَأَقَامَ أَوْ أَقَامَ [بغيرِ أذانٍ] فَتَقَدَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَصَلَّى بِهِمْ، يُومِئُ إِيمَاءً،
يَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنْ الرُّكُوعِ) .
ضعيف.
أخرجه الترمذي (2/79/411) - والسياق له -، والدارقطني (1/380
(1) الأصل: "ولم يكن في الإسناد غير أبي الصلت عبد السلام". ولعل الصواب ما
أثبته.
- 381) - والرواية الأخرى له مع الزيادة -، والبيهقي (2/7) ، وأحمد (4/173 -
174) من طريق عُمَر بْن ميمون بن الرَّمَّاحِ الْبَلْخِيّ [عَنْ] كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ
ابْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُمْ كانوا
…
الحديث. وضعفه الترمذي
بقوله:
" هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ "
وصرح بذلك البيهقي فقال:
"وفي إسناده ضعف، ولم يثبت من عدالة بعض رواته ما يوجب قبول خبره".
قلت: ويشير - فيما أظن - إلى عثمان بن يعلى، فإنه لم يوثقه أحد، حتى ولا
ابن حبان، ولم يذكروا راوياً عنه غير ابنه هذا، ولهذا قال فيه ابن القطان:
"مجهول". وتبعه الحافظ في "التقريب". وفي "الجرح والتعديل"(3/1/174) :
"عثمان أبو عمرو المؤذن كوفي روى عن
…
(بياض) سمعت أبي يقول:هو
مجهول".
ولا أستبعد أن يكون هو هذا.
ثم إنه يحتمل أن يكون البيهقي أشار إلى عمر بن عثمان أيضاً، فإنه ليس
بالمشهور، ولم يوثقه غير ابن حبان (7/220)، ولم يرو عنه غير اثنين أحدهما:
كثير بن زياد هذا، ويكنى بـ (أبي سهل البرماني)، والآخر: خلف بن مهران،
فقال ابن القطان:
"لا يعرف حاله ". وأشار الذهبي إلى تضعيف توثيق ابن حبان بقوله:
"وثِّق"! وقال الحافظ:
"مستور".
وعلى هذا فمن التساهل البين، أو الخطأ الظاهر، تقوية مثل هذا الإسناد من
بعضهم. فقال النووي في "المجموع"(3/106) :
"وإسناده جيد"!
ومن الغريب أن الحافظ سكت عن هذه التقوية في "الفتح"(2/79) ، مع أنه
ببَّن علته في "التلخيص"(1/212) فقال:
"وقال عبد الحق: إسناده صحيح (!)، والنووي: إسناده حسن. وضعفه
البيتهقي وابن العربي وابن القطان، لحال عمر بن عثمان ".
فأقول: ومع أن هذا الإعلال قوي وارد، إلا أن إعلاله بحال أبيه عثمان أولى،
لما تقدم بيانه: أن عمر بن عثمان مستور،وأباه عثمان مجهول. فتنبه.
ثم تكشفت لي علة أخرى: وهي الاختلاف في إسناده، فأخرجه البزار في
"مسنده"(1/330/684) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/90/2) من طريق
مهران بن أبي عمر: ثنا علي بن عبد الأعلى [عن أبيه عبد الأعلى](1) عن أبي
سهل الأسدي (وفي "المعرفة": الأزدي) عن عمرو بن دينار: أنه حدثه عمرو بن
يعلى قال:
حضرت الصلاة صلاة المكتوبة، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم بنا، ثم
أمَّنَا، فصلينا على ركابنا.
وهذا اختلاف شديد، فالمتن مختصر جداً، والسند مختلف عن الأول اختلافاً
ظاهراً لا يحتاج إلى بيان، ولست أدري ممن هو؟ ولكنه يدور بين هؤلاء الثلاثة:
(1) هذه الزيادة لم تقع في "المعرفة"، وكذلك لم تقع في "مختصر الزوائد"(1/284) .
فالله أعلم.
1 -
مهران بن أبي عمر.
2 -
علي بن عبد الأعلى.
3 -
أبوه عبد الأعلى.
فالأول قال فيه الذهبي في "المغني":
"وثقه ابن معين، وقال البخاري: فِي حَدِيثِه اضطراب ". ولذلك قال في
"الكاشف":
"فيه لين". وقال الحافظ:
"صدوق سيئ الحفظ".
والثاني: قال في "المغني":
"صويلح، قال أبو حاتم: ليس بقوي". ونحوه في "الكاشف". وقال الحافظ:
"صدوق ربما وهم ".
والثالث: عبد الأعلى - وهو ابن عامر الثعلبي -. قال في "المغني":
"ضعفه أحمد وأبو زرعة ". وقال في "الكاشف":
"ليِّن، ضعفه احمد ". وقال الحافظ:
"صدوق يهم".
ومن تراجم هؤلاء الثلاثة - على إيجازها - يتبين أن ثالثهم ألينهم، فيكون هو
الأولى بتعصيب الاختلاف به، وذلك إن كان ذكره في الإسناد محفوظاً، فقد
علمت عدم وروده في بعض المصادر، وإلا فالعلة من الأول: مهران بن أبي عمر، فهو
بها أولى من شيخه علي بن عبد الأعلى، وبخاصة أنه قد وصف البخاري حديثه