الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6191
- (هؤلاء الخُلَفاءُ مِنْ بعدي. يعني: الخلفاءَ الثلاثةَ) .
منكر.
روي من حديث أبي بكرة، وسفينة، وقطبة بن مالك، وعائشة، وأبي هريرة.
1 -
أما حديث أبي بكرة: فيرويه علي بن زيد بن جدعان عن عبد الرحمن
ابن أبي بكرة عن أبيه قال:
جاء رجل إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقال له: إلى من أؤدي صدقة مالي؟ قال: "إليّ ".
قال: فإن لم أجدك؟ قال: "إلى أبي بكر". قال فإن لم أجده؟ قال: "إلى عمر".
قال: فإن لم أجده؛ قال: "إلى عثمان ". ثم ولى منصرفاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان "(2/226 - 227) في ترجمة محمد بن
عبدوس بن مالك الثقفي المتوفى بعد الثلاثمائة، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأخرج البزار "كشف "(1569) الحديث عن خراش بن أمية الخزاعي نحوه.
وابن جدعان: ضعيف له مناكير، وهذا منها؛ وذلك لسببين:
الأول: أنه صح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، أخرجه الشيخان وغيرهما عن
عمر، وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(2605) .
والآخر: أنه مخالف لحديث أنس بن مالك قال:
بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سل لنا رسول الله إلى من
ندفع صدقاتنا بعدك؟
…
الحديث إلى قوله: "إلى عثمان ". ثم قال:
فأتيتهم فأخبرتهم فقالوا: ارجع إليه فسله: فإن حدث بعثمان حدث؛ فإلى
من؟ فأتيته، فسألته؟ فقال:
"إن حدث بعثمان حدث؛ فتباً لكم الدهر تباً".
أخرجه الحاكم (3/77) من طربق نصر بن منصورالمروزي: ثنا بشر بن
الحارث: ثنا علي بن مسهر: ثنا المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال:
…
فذكره، وقال:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.
قلت: ورجاله ثقات، غير نصر بن منصور المروزي، ترجمه الخطيب (13/286
- 287) برواية أربعة من الثقات وغيرهم، وكناه بأبي الفتح، ولم يذكر فيه جرحاً
ولا تعديلاً؛ فهو مقبول الحديث إن شاء الله تعالى، وبخاصة أنه صحح له الحاكم
والذهبي. فهو شاهد قوي على نكارة حديث الترجمة، لأن القصة فيهما واحدة،
ولم يذكر فيه تلك الجملة المنكرة.
ونحوه حديث سهل بن أبي حثمة قال:
بايع النبي صلى الله عليه وسلم أعرابياً، فقال له علي: إن مات النبي صلى الله عليه وسلم، فممن تأخذ
حقك؟ قال: ما أدري، قال: فارجع فسله، فرجع فسأله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "من أبي
بكر"
…
الحديث، وفيه أنه سأله: إن مات أبو بكر؟ فأحاله على عمر، ثم على
عثمان، فلما سأله إذا مات عثمان؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: وإذا مات عثمان؛ فإن استطعت
أن تموت؛ فمت ".
أخرجه الإسماعيلي في (معجمه " (ق 105/2 - 106/1) ، والعقيلي في
"الضعفاء"(2/165 - 166) ، وعنه ابن عساكر (ص 166 - 167 ترجمة عثمان - ط) ،
وابن عدي في "الكامل"(3/328) ، وابن حبان في "المجروحين"(1/345) من
طرق عن سلم بن ميمون الخواص: حدثنا سليمان بن أبي حيان: حدثنا إسماعيل
ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عه. وقال العقيلي:
"سلم بن ميمون حدث بمناكير لا يتابع عليها، وفي هذا المتن رواية من غير
هذا الوجه بنحو هذا اللفظ، في بعضها لين، وبعضها صالح الإسناد".
قلت: ومن فوق سلم ثقات، وهو ضعيف من قبل حفظه: قال ابن حبان:
"غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه؛ فلا يحتج به".
وله شاهد من حديث أبي هريرة نحوه مختصراً، يرويه موسى بن عُبيدة عن
محمد بن ثابت عنه.
أخرجه الإسماعيلي أيضاً (ق 45/ 1 - 2) .
وموسى بن عُبيدة - هو: الربذي، وهو - ضعيف، ولا أستبعد أن يكون هو
البعض اللَّيِّن الذي أشار إليه العقيلي في قوله السابق. وأما قوله: "وبعضها صالح
الإسناد" فيغلب على ظني أنه يعني حديث أنس المتقدم من رواية الحاكم. والله
سبحانه وتعالى أعلم.
وحديث سهل هذا أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط "(2/33/2/7061)
مختصراً جداً بلفظ:
" إذا أنا مت وأبو بكر وعمر؛ فإن استطعت أن تموت؛ فمت ". وقال الطبراني:
"لم يروه عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر، تفرد به مسلم (!)
الخواص". قال الهيثمي في "المجمع" (9/54) :
"وهوضعيف لغفلته".
ولحديث سهل هذا شاهد من حديث عصمة بن مالك الخطمي، لكن سنده
ضعيف جداً، وقد سبق تخريجه برقم (3984) .
2 -
وأما حديث سفينة: فيرويه حشرج بن نباتة عن سعيد بن جمهان عنه قال:
لما بنى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد؛ وضع حجراً، ثم قال:
"ليضع أبو بكر حجره إلى جنب حجري، ثم ليضع عمر حجره إلى جنب
حجر أبي بكر"، ثم قال: "ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر"، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكر حديث الترجمة.
أخرجه ابن عدي في "الكامل "(7/256 و 2/440) ، ومن طريقه ابن الجوزي
في "العلل"(1/205/331) ، وابن حبان في "الضعفاء"(1/273) ، والبيهقي في
"الدلائل"(2/523) ، وابن أبي عاصم في "السنة"(2/550) .
أورده ابن حبان في ترجمة حشرج، وقال:
"كان قليل الحديث، منكر الرواية فيما يرويه، لا يجوز الاحتجاج بخبره ".
وقال البخاري في "الضعفاء الصغير، (258/99) :
" حشرج بن نباتة سمع سعيد بن جمهان عن سفينة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي
بكر وعمر وعثمان: "هؤلاء الخلفاء بعدي "، وهذا لم يتابع عليه (يعني: فهو منكر) ؛
لأن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب (1)، قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم " (1) .
وأقره ابن عدي وكذا الذهبي، مع أنهما ذكرا الخلاف في حشرج وأن بعضهم
وثقه؛ ولذا قال الحافظ في "التقريب ":
(1) أثر عمر متفق عليه - كما تقدم -، وأثر علي جاء من طرق خرجتها في "الظلال"
(2/551) .
"صدوق يهم ". وقال ابن الجوزي:
"هذا حديث لا يصح
…
". ثم ذكر قولَي البخاري وابن حبان المذكورين.
3 -
وأما حديث قطبة بن مالك: فيرويه محمد بن الفضل بن عطية عن زياد
ابن علاقة عنه
…
مثل حديث سفينة.
أخرجه ابن حبان أيضاً (2/278 - 279) ، وابن عدي والبيهقي وابن الجوزي
من طريق الأول، وهذا أورده في ترجمة ابن الفضل هذا وقال:
"يروي الموضوعات عن الأثبات؛ لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل
الاعتبار، كان ابن أبي شيبة شديد الحمل عليه". وبه أعله ابن الجوزي أيضاً.
4 -
وأما حديث عائشة: فيرويه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: حدثني
عمي: ثنا يحيى بن أيوب: ثنا هشام بن عروة عن أبيه عنها
…
مثله.
أخرجه الحاكم (3/96 - 97) وقال:
"صحيح على شرط الشيخين، وإنما اشتهر بإسناد واهٍ من رواية محمد بن
الفضل بن عطية؛ فلذلك هجر". وتعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: أحمد منكر الحديث، وهو ممن نقم على مسلم إخراجه في "الصحيح "،
ويحيى - وإن كان ثقة؛ فقد -: ضُعِّف، ثم لو صح هذا؛ لكان نصاً في خلافة
الثلاثة، ولا يصح بوجه؛ فإن عائشة لم تكن يومئذٍ (يعني: يوم بناء المسجد) وهي
محجوبة صغيرة؛ فقولها هذا يدل على بطلان الحديث، وابن عطية متروك ".
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده، (8/295/4884) من طريق هشيم عن العوام
عمن حدثه عن عائشة
…
به.
قلت: وهذا سند ظاهر الضعف؛ لجهالة شيخ العوام - وهو: ابن حوشب -،
وهشيم - هو: ابن بشير الواسطي، وهو - مدلس، وقد عنعنه.
5 -
وأما حديث أبي هريرة: فيرويه بقية عن يحيى بن خالد عن روح بن
القاسم عن ليث عن مجاهد عنه مرفوعاً بلفظ:
لامن دخل علي حجري؟ ليضع عمر حجراً إلى بخما حجرأبي بكر
…
"
الحديث، وفي آخره جملة الترجمة.
أخرجه ابن عدي (248/7) وقال:
"حديث منكر، لا أعلم رواه عن يحيى غير بقية، وهو من مجهولي شيوخ
بقية".
قلت: كذا وقع فيه "حجري "، ولعلهأ حجرتي! ، ومع ذلك فإني أظن أن فيه
سقطاً، يدل عليه الروايات المتقدمة. والله أعلم.
وجملة القول؛ أن هذه الطرق لحديث الترجمة ضعيفة، وكان يكون من
الممكن أن يقال: إن بعضها يقوي بعضأ
…
لولا أنه مخالف لما صح عنه صلى الله عليه وسلم: أنه
لم يستخلف - كما تفدم -.
ويمكن أن يكون للحديث أصل بلفظ آخر، ثم تصرف فيه الضعفاء سهواً أو
قصداً. فمثلاً قد صح أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت:
أرأيت إن لم أجدك؛ فقال صلى الله عليه وسلم لها.
"إن لم تجديني؛ فأتي أبا بكر".
رواه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في "الصحيحة، (3117) .